طالبت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما) المانحين بتوفير تمويل عاجل" لمنظمات الإغاثة لتمكينها من تفادي أزمة إنسانية محتملة في أفغانستان هذا الشتاء.
وكانت منظمات الأمم المتحدة والحكومة الأفغانية قد أطلقت يوم 9 يوليو/تموز مناشدة مشتركة للحصول على مبلغ 404 مليون دولار للتخفيف من أثر ارتفاع أسعار الغذاء والجفاف اللذين دفعا أكثر من خمسة ملايين شخص في أفغانستان إلى خانة انعدام الأمن الغذائي "شديد الخطورة". ولكن حتى اليوم لم يقدم المانحون سوى تعهدات بدفع أموال قليلة، بحسب عمال الإغاثة.
وأخبر دان ماك نورتن، المتحدث باسم اليوناما، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) يوم 31 أغسطس/آب في كابول قائلاً: "من المهم أن نرى هذه الأموال تتدفق إلى أفغانستان...لأنها ستضمن عدم تحول المشاكل الحالية في البلاد إلى أزمة إنسانية".
وجاءت دعوة الأمم المتحدة صدىً لتصريح منظمة أوكسفام الدولية الصادر يوم 30 أغسطس/آب الذي حذرت من خلاله من أزمة إنسانية محتملة في أفغانستان.
وجاء في تصريح أوكسفام: "إنه سباق مع الزمن، فعلى المجتمع الدولي أن يستجيب بسرعة قبل حلول فصل الشتاء عندما تتدهور الأوضاع [في البلاد] وتصبح صحة مليون طفل ونصف مليون امرأة في خطر بسبب سوء التغذية".
كما حذرت أوكسفام من أن عدم استجابة المانحين بسرعة وبشكل كاف "قد يجبر الناس على بيع ممتلكاتهم ومغادرة منازلهم وقراهم، الأمر الذي قد يزيد من تدهور الاستقرار [في المنطقة]".
كما أفادت الأمم المتحدة أنها تساند دعوة أوكسفام لزيادة المساعدات وتقديمها بشكل عاجل.
النساء والأطفال في خطر
بدوره، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن الجفاف وارتفاع أسعار الغذاء يؤثران على خمسة ملايين شخص، معظمهم من النساء والأطفال وهم بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة.
وقالت سوزانا ريكو، ممثلة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان أن "مئات الآلاف من الأطفال دون سن الخامسة وأمهاتهم لا يستطيعون الحصول على حاجاتهم الغذائية الضرورية، مما يقلل فرص نموهم في المستقبل".
وتشعر منظمات الإغاثة بالقلق من أن يؤدي التدهور في الأمن الغذائي إلى عكس التقدم الذي حققته أفغانستان في خفض معدلات الوفيات النفاسية ووفيات الأطفال حيث قالت منظمة أوكسفام أن "معدلات وفيات الرضع والأطفال والوفيات النفاسية التي تعد أصلاً من بين أعلى المعدلات في العالم قد تشهد ارتفاعاً".
ووفقاً لأرقام اليونيسف، يموت طفل من بين كل خمسة أطفال قبل بلوغ سن الخامسة بسبب سوء التغذية وأمراض يمكن الوقاية منها أو علاجها.
وقد شهدت أفغانستان واحداً من أكثر فصول الشتاء قسوة عام 2007 حيث تسبب الطقس البارد والتساقط الكثيف للثلوج والانهيارات الثلجية في إعاقة وصول الأغذية والخدمات الطبية إلى الكثير من المناطق وأودى بحياة أكثر من ألف شخص، وفقاً للسلطة الوطنية لإدارة الكوارث في أفغانستان.
وتقول منظمات الإغاثة أن المساعدات الإنسانية يجب أن تصل المجتمعات الريفية المستضعفة قبل أن يصعب الوصول إليها بسبب الشتاء.
"
