تقول جماعات الدفاع عن اللاجئين أن الآلاف من اللاجئين وطالبي اللجوء الأفارقة في إسرائيل، الذين يعانون من الصدمات النفسية والاكتئاب بعد فرارهم من الانتهاكات في وطنهم أو النجاة من معسكرات التعذيب في مصر، بدؤوا الآن يحصلون على رعاية صحية عقلية محسنة، على الرغم من الحاجة إلى عمل المزيد.
وحتى وقت قريب، كانت المساعدة الوحيدة المتاحة هي التي تقدمها المنظمات غير الحكومية، لا سيما منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان (PHR) - إسرائيل، والتي يوفر أطباؤها المتطوعون الرعاية الأساسية من خلال عيادة مفتوحة في مدينة يافا.
ولكن وزارة الصحة الإسرائيلية فتحت عيادة مجانية لعلاج الصدمات واضطرابات ما بعد الصدمة [PTSDs] في يافا في الأشهر القليلة الماضية، بعد أن قالت أنها "أدركت الحاجة الحاجة إليها".
وقد رحبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تشارك في هذا المشروع المشترك، بتلك الخطوة قائلة: "نأمل أن يتمكنوا من تضمينها في المزيد من العيادات وايجاد المزيد من التمويل لهذه الخدمات".
من جانبهم، يقول النشطاء والمتطوعون أن هذه "خطوة متأخرة وتلبي حاجة ماسة، ولكنها على الرغم من ذلك خطوة إلى الأمام".
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت اليشيفا ميلوكوفسكي رئيسة قسم اللاجئين وطالبي اللجوء في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان: "إنها خطوة إلى الأمام، لكنها لا تزال غير كافية. إنها تغطي فقط منطقة تل أبيب وساعات العمل ليست كافية لاستقبال عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج، وفقاً لتقديراتنا".
تجدر الإشارة إلى أن العيادة تفتح أبوابها لمدة ثلاث ساعات يومياً، ثلاث مرات في الأسبوع.
وأضافت أن "هذه هي الخطوة الأولى من جانب حكومة إسرائيل، لتحمل المسؤولية، ونحن بحاجة إلى أن نرى افتتاح ما لا يقل عن خمس عيادات أخرى في البلاد ونظام دعم أوسع نطاقاً".
من جانبه، أخبر فالبورغين انغلبريثت ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن من الصعب توخي الدقة بشأن أعداد اللاجئين وطالبي اللجوء الذين يعانون من أمراض عقلية، ولكن تقديرات المفوضية تشير إلى أن "حوالي 7,000 من طالبي اللجوء يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة بسبب ما تعرضوا له في طريقهم إلى هنا. كما أن الوضع الآن يمثل نقطة تحول بالنسبة للكثيرين منهم لأن حياتهم هنا تصبح أكثر صعوبة وغموضاً".
وبحسب المفوضية، يقيم نحو 55,000 طالب لجوء ولاجئ في إسرائيل الآن.
من دون تأمين صحي
وأفاد تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في فبراير الماضي أن قوات الأمن في السودان ومصر إما تغض الطرف عن الاتجار بالبشر، أو تتواطأ مع المهربين في بعض الحالات.
وقد زادت حوادث الخطف والتعذيب على أيدي المهربين البدو في منطقة سيناء بشكل ملحوظ منذ عام 2009، حيث يطلبون من أقارب المحتجزين دفع عشرات الآلاف من الدولارات كفدية لتأمين الإفراج عنهم.
وقبل الانتهاء من بناء حاجز أمني على طول الحدود بين إسرائيل ومصر في العام الماضي، كان طالبو اللجوء والمهاجرون يصلون بانتظام إلى إسرائيل وهم يعانون من كسور في الأطراف وحروق شديدة. وإذا تم احتجازهم، يحصلون على الرعاية الطبية من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية (IPS)، ولكن الغالبية العظمى من طالبي اللجوء الذين يعيشون في إسرائيل ليس لديهم تأمين صحي ويعتمدون على عدد قليل من العيادات والمشاريع المجانية، وعلى الإحسان الأطباء والمتطوعين.
كان من بين المرضى رجل إريتري يعاني من نوبات غضب وذكريات أليمة عن الوحشية التي تعرض لها في معسكرات سيناء، وأيضاً امرأة إريترية في أواخر العشرينات من عمرها قضت سبعة أشهر في معسكر في سيناء، والآن لا تستطيع النوم من دون دواء، وتجهش بالبكاء دون أن تستطيع السيطرة على دموعها، ولا ترى أي معنى لحياتها.
وأشار لوري إلى أن الإعلان عن العيادة ومحاربة الوصمة الثقافية المرتبطة بقضايا الصحة النفسية أمر صعب. وأضاف "إنها ليست مهمة سهلة. نعقد لقاءات جماعية، ونوزع منشورات وندعو أولئك الذين يعانون من اضطرابات في النوم، على سبيل المثال، لزيارة العيادة. كما نستخدم المترجمين، الذين يعملون في حالات كثيرة على تخفيف الصدمات الثقافية. هذا ليس أمراً هيناً في مجتمع مغلق لا يزال يرى العلاج النفسي كوصمة عار".
وفي سياق متصل، يستطيع الأطباء الحكوميون كتابة تقارير تنصح بعدم نقل المرضى الذين يتلقون العلاج إلى مركز هولوت للاحتجاز المفتوح، في صحراء النقب جنوب إسرائيل. ويتسع هولوت لإيواء 3,300 مهاجر، ومن المتوقع أن يتم توسيعه، لتصل قدرته الاستيعابية في نهاية المطاف إلى ما بين 6,000 و9,000 شخص.
"إن وجهة نظرنا المهنية هي أنه لا ينبغي احتجاز الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وهذه التقارير تؤخذ بعين الاعتبار،" كما أفاد.
td/jj/cb-ais/dvh"