فقد شفيق الله زوجته وابنه البالغ من العمر 5 سنوات عندما حط أحد الصواريخ على بيته بمنطقة ساوكاي بإقليم كونار شرق أفغانستان في 31 أغسطس/آب.
وكان 11 شخصاً على الأقل قد لقوا حتفهم وأصيب خمسة آخرون عندما أخطأت بعض الصواريخ الموجهة نحو قاعدة عسكرية أمريكية مجاورة في قرية بابارا هدفها. ووفقاً للمسؤولين في الإقليم، كان من بين القتلى ستة أطفال وامرأتين.
وأخبر الأب والزوج المكلوم شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنه لا يعرف من أطلق هذا الصاروخ ولماذا حط على سقف كوخه الطيني المتواضع. ولكنه انضم مباشرة بعد الحادث إلى مئات القرويين الذين نظموا مسيرة تظاهرية طالبوا فيها بضرورة نقل القاعدة العسكرية الأمريكية خارج منطقتهم. وقال حاجي داوود، أحد وجهاء القبيلة: لا نستطيع مغادرة قريتنا. يجب أن ينقل الجنود الأمريكيون قاعدتهم خارج منطقتنا ويتركونا بسلام".
ولم تقتصر المظاهرات على منطقة ساوكاي فقط، ففي شهر يونيو/حزيران تظاهر مئات الأشخاص في أسد أباد، عاصمة الإقليم، مطالبين بضرورة نقل المنشآت العسكرية الأمريكية خارج المناطق السكنية المدنية.
وكان حوالي 2,000 عسكري أمريكي قد تمركزوا في عدد من القواعد في مختلف أنحاء إقليم كونار الذي يقول الجيش الأمريكي بأن حدوده مع باكستان سهلة الاختراق من طرف المتمردين. كما يقول المسؤولون الأفغان بأن المتمردين عادة ما يعبرون الحدود ويشنون هجماتهم على المنشآت الأمريكية ومنشآت الحكومة الأفغانية ويعودون أدراجهم إلى مخابئهم الآمنة وراء الحدود.
السلطات تطالب الجيش بنقل قواعده
وتتمركز القوات العسكرية الأمريكية، العاملة تحت قيادة الناتو في إقليم كونار، بشكل خاص في مواقع عسكرية كانت في ما قبل مستعملة من قبل الحكومة الأفغانية أو القوات السوفيتية في الثمانينات. وعن موقف الجيش الأمريكي حول مواقعه الحالية، قال كريس بيلتشر، ناطق باسم القوات العسكرية الأمريكية، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "يؤيد المسؤولون الإقليميون وزعماء الحكومة المحلية مواقعنا وقد تحدثوا إلى السكان المحليين وشرحوا لهم بأن الوضع الأمني في مناطقهم سيكون أسوأ بكثير إن لم نكن موجودين هناك".
كما اعترف المسؤولون الأفغان بضرورة وجود القوات الدولية في إقليم كونار وفي الأقاليم المجاورة له حتى تتصدى لمقاتلي طالبين. وقال زرغون شاه خاليكيار، المتحدث باسم الإقليم، بأنه "حتى لو غادرت قوات التحالف المنطقة فإن قوات طالبان وغيرها من المتمردين ستستمر في قتل وجرح المدنيين". ولكنه أكد في الوقت نفسه بأن الضغط المتزايد للسكان على السلطات المحلية جعل هذه الأخيرة تطلب من الجيش الأمريكي نقل قواعده الموجودة في المناطق المدنية إلى خارجها.
ووفقاً لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني "يجب على كل طرف من أطراف النزاع أن يعمل قدر المستطاع على تفادي إقامة منشآته العسكرية داخل المناطق المأهولة بالسكان أو بالقرب منها". كما يجب على كل الأطراف المتنازعة أن تميز بين المنشآت العسكرية والمنشآت غير العسكرية وأن تتفادى الهجمات التي قد تلحق الأضرار بالمدنيين أو بممتلكاتهم.
التعويضات
![]() ![]() |
وأفاد مسؤول في الحكومة الأفغانية بأن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي حاول دفع مبلغ 1,000 دولار لكل أسرة فقدت أحد أعضائها أو جزءاً من ممتلكاتها نتيجة للنزاع الدائر. ولكن المراقبين يرون بأنه من الصعب الوصول إلى كل الأسر المتضررة.
"