أدت الفيضانات الموسمية في باكستان إلى تدمير حياة الملايين من الأشخاص ولكن الاستجابة الدولية لا تزال بطيئة بعد شهر من بداية الفيضانات، مما يثير مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني.
وفي هذا السياق، قال جو كروب من الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر أن "المجتمع الدولي لا يبدي استعداداً لتقديم المساعدات المالية. فلا يبدو أن هناك أي اهتمام ] بالموضوع [ من جانب المجتمع الدولي".
من جانبها، أفادت منظمة أوكسفام أنه بالرغم من استمرار الحاجة للمساعدات الإنسانية لعدة أشهر قادمة، إلا أن أنشطة الإغاثة "بالكاد تتحرك".
وقد وجهت وكالات الأمم المتحدة مراراً وتكراراً دعوات لتقديم الأموال خلال الأسابيع الأخيرة، محذرة من إمكانية تدهور الموقف بسرعة إذا لم يتم تقديم المساعدات اللازمة. ولم يتم حتى الآن توفير سوى 18 بالمائة فقط من مبلغ 357 مليون دولار اللازم لتمويل خطة الاستجابة الطارئة لفيضانات باكستان. وقد علقت إليزابيث بايرز، المتحدث الرسمي باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، على ذلك بقولها أن "الأموال المتوفرة قليلة للغاية، مما يبعث على القلق".
وأخبرت بايرز الصحفيين في جنيف أن "فصل الشتاء على الأبواب وسيصبح الوضع غير محتمل مع بداية موسم البرد، خاصة في إقليم السند حيث يعيش 850 ألف شخص في ملاجئ مؤقتة".
وتشير التقديرات إلى وجود حوالي 5.8 مليون شخص يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في إقليمي السند وبلوشستان منذ بداية هطول الأمطار الموسمية الغزيرة في جنوب باكستان في سبتمبر وهو ما تسبب في حدوث فيضانات خطيرة.
وقد تسببت الفيضانات في إلحاق أضرار متفاوتة بحوالي 1,5 مليون منزل وتدمير ثلاثة ملايين فدان من المحاصيل الزراعية وفقدان ثلث الماشية، بينما لا يزال ثلاثة ملايين شخص بحاجة إلى المساعدات الغذائية طبقاً لإحصائيات الأمم المتحدة.
وكان الكثير من المتضررين لا زالوا يتعافون من الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد عام 2010 وألحقت أضراراً بـ18 مليون شخص في باكستان.
وفي هذا السياق، قالت ماريكسي ميركادو، المتحدث الرسمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أن "ما لدينا في جنوب باكستان هو موقف خطير جداً حيث هناك مئات الآلاف من الأسر المتضررة والأطفال الضعفاء الذين عانوا في ما قبل من موجة مدمرة من الفيضانات ويواجهون حالياً تداعيات فيضان آخر. والواقع أنه إذا لم تلق تلك الأزمة المزيد من الاهتمام- ونعني بذلك التمويل- فإن الأمور ستزداد سوءاً".
غياب الاهتمام من طرف الجهات المانحة
أفاد جو كروب، الذي يعمل في إسلام آباد، أن استحواذ المشاهد المروعة للأطفال الجياع في الصومال على انتباه العالم سحب الاهتمام عن معاناة باكستان. وهذا هو أحد أسباب استمرار الانخفاض الشديد في التمويل.
ويعتقد مسؤول الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر أن تردد الجهات المانحة يعود أيضا إلى التغطية الصحفية السلبية التي تحصل عليها باكستان بسبب شهرتها كملاذ آمن للجماعات المسلحة. وأضاف قائلاً: "لو نظرت إلى وسائل الإعلام ستجد هناك تصورات سلبية عن البلاد. فالناس تتحدث عن علاقة الحكومة الباكستانية مع أمريكا، وعن الميليشيات وعن أشياء من هذا القبيل. وهذا التصور السلبي قد يجعل الجهات المانحة مترددة في التقدم وعرض المساعدة".
وأصر على ضرورة الابتعاد عن تسييس المعاناة الإنسانية في باكستان، مشيراً إلى أن "الناس في إقليم السند ليسوا من الميليشيات بل هم أناس عاديون، فيهم المزارع والمدرس وهم بحاجة إلى المساعدة".
من جهته، حث تحالف الكنائس، الواقع مقره في جنيف، الجهات المانحة على تقديم المساعدة، معبراً عن أسفه مما أسماه الاستجابة الدولية "البطيئة". وأشار التحالف إلى أن "المجتمعات الأكثر تضررا هي على الأرجح المجتمعات الأكثر فقرا والمهمشة أصلا التي تحتاج إلى مساعدة للحيلولة دون انزلاقها أكثر تحت خط الفقر والغرق أكثر في الديون".
pfm/cb-hk/amz
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions