علي حسين ديريي، 78 عاماً، هو أحد المقيمين في مخيم كوسار بمدينة بوراو، إحدى أهم المدن بمنطقة أرض الصومال التي أعلنت نفسها جمهورية مستقلة بشمال شرق الصومال، ومن هذا المخيم الذي يأوي الآلاف من الصوماليين العائدين من إثيوبيا حكا ديريي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قصة حياته قائلاً: لقد كنا من بين أولى العوائل التي استقرت بمخيم كوسار عام 2001. أتينا إليه من مخيم دارور للاجئين بمنطقة الصومال الخاضعة لأثيوبيا.
كنا نستأجر بيتا نعيش فيه في بوراو إلا أننا أجبرنا على مغادرته عام 1988 هرباً من الحرب الأهلية التي قادها سياد بري [رئيس الصومال خلال الفترة من 1969 إلى 1991]. عندئذ أصبحنا مهجرين وانتهى بنا المطاف في مخيم للاجئين.
وعندما عدنا إلى ديارنا بعد نهاية الحرب، لم نكن نملك أي شيء: لا أرض، ولا بنايات ولا حتى مكان صغير للعودة إليه في بوراو. وبمرور الوقت، وصل عدد أفراد عائلتي هنا بالمخيم إلى 11 شخصاً أصغرهم في الثامنة من العمر وأكبرهم يبلغ الأربعين، وهو بدوره أب لعائلة ويسكن هو وعائلته معنا. الحياة صعبة بالنسبة لنا، فبالرغم من كوني رب العائلة إلا أنني غير قادر على إيجاد عمل. نحن نضطر إلى الاعتماد على المساعدات التي يرسلها لنا أقاربنا الذين يعملون في البناء أو يديرون أعمالاً صغيرة في المدن.
لقد كانت الحياة قبل الحرب أسهل. كانت زوجتي تعمل في مسلخ وتتاجر في الماعز، وكنت أعمل كمراقب في وزارة الدباغة والجلود. ولكننا الآن نجد صعوبة في الحصول على الطعام. لقد كانت مخيمات اللاجئين مكاناً أفضل في ما يخص فرص الغذاء. ما نملكه هنا هو الحرية فقط".
"