قد يتأثر الملايين بل المليارات من البشر بالتغير المناخي طبقاً لبعض التقارير التي تؤكد أكثرها تشاؤماً أن التأثيرات قد بدأت بالفعل وتقول المتفائلة منها أن تلك التأثيرات ستبدأ في الظهور مع نهاية القرن الحالي.
والأرقام مرعبة ولكن ماذا تعني تلك الأرقام للشخص العادي الذي يشغله سعر رغيف الخبز أكثر من أي شيء آخر؟ طرح هذا السؤال مايك شاناهان المسئول الإعلامي بالمعهد الدولي للبيئة والتنمية بلندن موضحاً الخطورة المتمثلة في إغراقنا بالمعلومات التي يتم إنتاجها عن هذا الموضوع.
ومع اقتراب الاجتماع الكبير للأمم المتحدة حول التغير المناخي والمقرر عقده في كوبنهاجن في شهر ديسمبر يتكاثر عدد التقارير عن أثار التغير المناخي.
ومن المفترض أن يحول الإعلام تلك الأرقام والتقارير والتوقعات والاحتمالات إلى معلومات مفيدة" لمن سيتأثرون بالمشكلة.
وقد حاول المنتدى الإنساني العالمي في جينيف عمل ذلك في تقريره بعنوان "تشريح الكارثة الصامتة" والذي تم نشره يوم 29 مايو الحالي. فطبقاً للتقرير "يؤثر التغير المناخي في الوقت الحالي على عدد من الناس يفوق 13 عشر مرة عدد المصابين في حوادث الطرق سنويا حول العالم ويفوق أيضاً عدد المصابين بالملاريا كل عام".
ويقول مايكل روبنشتاين، رئيس قسم الإعلام بالمعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء في أمريكا، أنه كلما زاد عدد التقارير عن الموضوع كلما زاد الوعي به. "فكل تقرير يؤكد على رسالة مفادها أن إيقاع طبول المشكلة يتسارع وأن هناك الآن اتفاق عالمي حول مدي وأثر التغير المناخي" طبقا لروبنشتاين.
وأكد روبنشتاين على أهمية ذلك موضحاً أنه حتى وقت قريب كانت هناك بعض "المغالطات" حيث حرصت التقارير على كتابة وجهتي النظر في الجدل الدائر حول التغير المناخي من فريقين أحدها يؤمن به والآخر يشكك فيه.
وأضاف روبنشتاين "أن صحة هذه الرسالة قد تأكدت من الفيض المنتظم للأرقام الخاصة بالمتأثرين وحجم التمويل المطلوب للتعامل مع القضية. الأمر الذي يؤكد أن التغير المناخي حقيقة لا لبس فيها. فمئات الصفحات بين تقارير وأوراق بحثية قد تم إنتاجها منذ مطلع العام الحالي فقط".
وقال هاوارد كامبريدج، أحد الباحثين بمعهد استوكهولم للبيئة، وهو معهد بحوث سويدي أنتج ما يزيد عن 100 تقرير إستعداداً لاجتماع الأمم المتحدة حول التغير المناخي المنعقد في بولندا في ديسمبر 2008، من المهم تعلم مهارة البحث في التقارير الكثيرة لمعرفة المرتكز منها على حقائق علمية.
وقد عقد معهد استوكهولم للبيئة والمعهد الدولي للبيئة والتنمية بلندن عدداً من ورش العمل لمساعدة الإعلاميين على نشر المعلومات العلمية السليمة. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه من وجهة نظر شاناهان هنا "هل وصلت الرسالة للناس؟ فالكثير يمرون على تلك المعلومات مرور الكرام حيث لا يعني الفرق بين 50 مليون دولار أو 50 مليار دولار الكثير لهم".
وأضاف شاناهان "أن هناك حاجة لأن تقوم الحكومات بحملات توعية موسعة مماثلة لحملات التوعية بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والإيدز في الثمانينيات. وإن لم يحدث سيعتقد كل منا أن المشكلة ستصيب أناساً آخرين في مكان بعيد عنا"
"