طبقا لما ذكره المسئولون فإن عمليات الإغاثة والإنقاذ مستمرة في محافظتي حضرموت والمهرة في جنوب شرق اليمن بعدما ضربتهما بعنف أمطار غزيرة وما لحقها من فيضانات خلال الأيام القليلة الماضية.
وقد ذكر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للمراسلين في الخامس والعشرين من أكتوبر أن واحد وأربعين شخص لقوا مصرعهم حتى الآن وأن واحد وثلاثين شخص آخر لا يزالوا في عداد المفقودين بسبب الفيضانات. وقد قدرت التقارير الإعلامية في السادس والعشرين من أكتوبر محصلة القتلى بـ 65 شخص.
وقد ذكر الرئيس علي عبد الله صالح أن الفيضانات قد دمرت 1700 منزل وألحقت أضراراً واسعة النطاق بالبنية التحتية، وخاصة الطرق السريعة والجسور وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.
وعقب الرئيس اليمني بقوله الدولة تقوم بمسئولياتها في مواجهة هذه الكارثة، وتعبر عن امتنانها الشديد لهؤلاء الذين ساهموا في جهود الإغاثة. نحن لم نطلب المساعدة، ولكننا سنكون شاكرين لكل من يرغب في المساهمة نظرا لكونها كارثة إنسانية."
وطبقا لما ذكرته السلطات فإن العديد من المحافظات الأخرى قد شهدت أمطاراً غزيرة ولكن حضرموت والمهرة كانتا الأكثر تضررا نظرا لانتشار المنازل المبنية بالطوب اللبن في هاتين المحافظتين.
في 25 أكتوبر ذكر المركز الوطني للأرصاد الجوية وهو مؤسسة حكومية أن الأحوال الجوية لم تستقر بعد، محذراً من مزيد من الاضطرابات في معظم أنحاء البلاد.
أسوأ فيضانات منذ عقود
وفي تصريح له لـ "إيرين" قال صبري سالمين وهو رئيس تحرير صحيفة محلية في حضرموت أن تلك الفيضانات هي الأسوأ منذ عقود، مضيفا أن "ما بين 20 إلى 25 ألف شخص قد تشردوا بسبب الفيضانات في محافظة حضرموت وحدها، وأن أوضاعهم في غاية السوء. فلا يوجد كهرباء، ومواسير الصرف الصحي قد انسدت. وقد اجتاحت الفيضانات الحقول وخلايا النحل والماشية وبعض المتاجر. وقد تم إيواء المشردين مع أسر مضيفة وفي المدارس."
وطبقا لما ذكره سالمين فإن المباني التاريخية لمدينة شيبام المبنية بالطوب اللبن وهي أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو تواجه خطر الانهيار. وقد هرب من المدينة الكثير من سكانها البالغ تعدادهم 20 ألف نسمة في منتصف الليل ليعودوا إليها بعد انحسار المطر فقط ليفاجأوا بحجم الدمار الذي حدث.
وطبقا للإتحاد الدولي لمنظمتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر فإن اليمن معرضة للفيضانات (خاصة خلال فصل الرياح الموسمية) والانهيارات الأرضية والزلازل. كما أن هناك نقص حاد ومزمن في المياه في معظم أجزاء البلاد.
وفي محافظة المهرة ألحقت الفيضانات أضرارا بالعديد من القرى الساحلية حيث جرفت بعيدا العشرات من قوارب الصيد وأغرقت مئات المزارع بالمياه، علماً بأن الصيد والزراعة هما المصدران الرئيسيان للدخل بالنسبة للسكان المحليين.
وفي تصريح له لـ "إيرين" قال سالم نمير السكرتير العام لمجلس محلي المهرة أن الفيضانات قد دمرت 487 منزل وأن مئات العائلات قد تشردت نتيجة لذلك في 6 مراكز ساحلية.
وأضاف نمير أنه "جاري حصر الخسائر، إلا أن التقارير الأولية تظهر أن 280 مزرعة قد دُمِرَت وأن البنية الأساسية قد تضررت بشكل كبير وسط انقطاع مستمر للكهرباء. كذلك فإن شبكات المياه قد تعرضت للضرر بشكل سيء وبعض مشروعات (مرافق) المياه الجديدة قد دُمرِت أيضاً.
وتم تشكيل لجنة طوارئ للتعامل مع الموقف في المحافظتين اللتين تم إعلانهما منطقتي كوارث.
مساعدات الإغاثة
تقوم المنظمات غير الحكومية المحلية ورجال الأعمال بمساعدة الأسر المتضررة من الفيضانات في كلا المحافظتين.
وقد ذكرت الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية وهي جمعية أهلية غير حكومية أنها قد قامت بإعداد مساعدات إغاثة بقيمة 10 مليون ريال يمني (50 ألف دولار أمريكي) للمدنيين في المحافظتين. وهذه المساعدات تشمل مواد غذائية وخيام وأدوية وبطاطين. وذكر بيان للجمعية أنها سوف ترسل المزيد من مواد الإغاثة لاحقاً. كما قام عدد من رجال الأعمال بالتبرع بصورة جماعية بما يزيد عن 300 مليون ريال يمني (مليون ونصف دولار أمريكي).
في 25 أكتوبر نقل تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية عن مسئولي المطار في صنعاء قولهم أن الدفعة الأولى من ستة طائرات قد أقلعت من صنعاء محملة بالخيام والأغذية والدواء للسكان في المناطق الأكثر تضرراً.
"