يعيش نصف سكان العالم اليوم في المدن، ومن المتوقع أن تقفز هذه النسبة إلى أكثر من 70 بالمائة بحلول عام 2050. غير أن مياه الشرب النظيفة تتقلص بصورة مطردة منذ عام 1990 في إفريقيا، التي تشهد أعلى معدلات التوسع الحضري في العالم.
وقال عليون بديان، المدير الإقليمي لمنطقة إفريقيا والدول العربية في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) أن قدرة الحكومات [الإفريقية] على تقديم خدمات المياه في المناطق الحضرية تتراجع، هذا دون ذكر الصرف الصحي".
وكان برنامج الموئل أحد منظمي مؤتمر اليوم العالمي للمياه الذي أقيم تحت شعار "المياه للمدن: استجابة للتحدي العمراني"، واختتم أعماله يوم 22 مارس في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا. وقد رحب مجلس الوزراء الأفارقة المعني بالمياه، وهو منظم آخر للمؤتمر، بفرصة الجمع بين أكثر من ألف شخص يمثلون الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وأخبرت جوليا باكنول من البنك الدولي المؤتمر أن الإسهال، الذي يعتبر سوء الصرف الصحي أحد أسبابه الرئيسية، قتل أطفالاً أكثر من الإيدز والملاريا والسل مجتمعة. كما حذرت من أن "هذه التحديات لن تختفي، بل ستزداد سوءاً".
وركز ممثلو الوفود على ضرورة تحسين التعاون والتواصل بين القطاعات، لاسيما في البلدان النامية، من أجل تحسين فرص الحصول على المياه والتصدي للهدر في المناطق الحضرية، خاصة في المستوطنات غير الرسمية. كما ناقش المؤتمرون الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي بأسعار معقولة كحق من حقوق الإنسان الأساسية والحاجة إلى مضاعفة الجهود في هذه المجالات.
وقال الدكتور خوان كلوس، نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية: "في الأحياء الفقيرة في نيروبي، ومثيلاتها في ريو دي جانيرو وكلكتا، وحتى هنا في بلدات كيب تاون، يعد توفير المياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية الأساسية للفقراء في المناطق الحضرية التحدي الأساسي الذي يواجه العالم اليوم".
وتفتقر أكثر من 100,000 أسرة في كيب تاون، وهي مقصد سياحي دولي، إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية، وفقاً لتقرير صدر عام 2010 عن "واتر ديالوجز"، وهو مشروع بحثي دولي.
ويمكن للابتكار التكنولوجي والشراكات بين القطاعين العام والخاص توفير حلول لتحديات المياه والصرف الصحي في بيئة من التوسع الحضري السريع، ولكن الوفود اتفقت أن ذلك يعني التخلص من النماذج القديمة واعتماد نهج تعاوني جديد متعدد التخصصات والتغلب على غياب القيادة والقدرات كذلك.
من جهته، قال مبانغيسيني نيبفومبادا، القائم بأعمال مدير عام السياسة والتنظيم في وزارة شؤون المياه في جنوب إفريقيا، خلال حلقة نقاش حول المياه في جنوب إفريقيا: "لقد أصبحت الأعمال التجارية الخاصة بالمياه معقدة، وتتطلب ليس فقط جهوداً كبيرة وإنما أفراداً مؤهلين تأهيلاً عالياً أيضاً".
وعلى الرغم من التحديات، ساد المؤتمر جو من التفاؤل والحماس. وقالت أنيا غروبيكي، الأمين التنفيذي للشراكة العالمية للمياه Global Water Partnership أن "المجتمعات تتكيف باستمرار وخاص في إفريقيا. فالإبداع والابتكار الذي نراه هنا [في إفريقيا] غير اعتيادي".
معرض صور: الماء مصدر الحياة
lm/ks/he-ais/dvh