أدى التدهور الأمني الذي تشهده مدينة الفلوجة منذ حوالي شهر إلى إعاقة وصول موظفي الإغاثة الإنسانية إلى العائلات العالقة داخل المدينة وفي ضواحيها، في الوقت الذي تسبب فيه حظر التجول الذي فرضته القوات الأمريكية في عدم تمكن السكان من الخروج لشراء ما يحتاجونه إليه من مؤن.
وقال محمد عيدان (42 عاماً)، وهو من سكان الفلوجة: نحن نعيش كالأسرى ونفتقر إلى كل أشكال الدعم، حتى المساعدات الإنسانية التي كانت متوفرة بشكل دائم في السنة الماضية، قد اختفت نهائياً الآن. نحن نعتمد فقط على أنفسنا. حتى المياه الصالحة للشرب غير متوفرة لدينا، فنغيث أنفسنا بالمياه الملوثة ونحن نعلم بأنها قد تضر بصحتنا وصحة أطفالنا".
وأضاف عيدان: "لا يستمر التيار الكهربائي أكثر من ساعتين في اليوم في بعض مناطق الفلوجة. وفي بعض الأحيان نضطر للبقاء ثلاثة أيام من دون اغتسال لنتمكن من توفير الماء".
وفي هذا الإطار، صرحت العديد من المنظمات غير الحكومية المحلية بأن القوات الأمريكية والعراقية قد قامت بمنع موظفي هذه المنظمات من دخول الفلوجة خوفاً على حياتهم بعد الإنهيار الأمني الذي شهدته المنطقة منذ 21 أيار/مايو.
تضرر صحة الأطفال
وقال فتاح أحمد، الناطق باسم رابطة المعونة العراقية: "لدينا المؤن ولكننا لا نستطيع توصيلها للناس. فهم يخشون الخروج من بيوتهم للبحث عن الغذاء مما يتسبب في إصابة الأطفال بحالات من الإسهال نتيجة شربهم الماء الملوث. ولدينا معلومات بأن النساء يضطررن للإنجاب في بيوتهن لأن حظر التجول يمنعهن من الذهاب إلى المستشفى".
وأضاف أحمد أن "ما يقع في الفلوجة هو انتهاك للحق في الحياة. ويرى الناس في ذلك عقاباً لهم على الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها القوات الأمريكية، ولكن لأبرياء هم فقط من يدفع الثمن".
وقد اشتكى أحمد ربيعة، صاحب محل تجاري بالمدينة، بأنه لم يتمكن من فتح محله منذ أكثر من أسبوعين بسبب إغلاق الطرق وكثرة نقط التفتيش التي تضطره إلى الوقوف مطولاً في صفوف المنتظرين.
وقال ربيعة: "إن حظر التجول والساعات الطوال التي تلزمني للوصول إلى المحل، لن تسمح لي بإبقائه مفتوحاً لأكثر من ساعة واحدة فقط. وهذا لا يستحق العناء ولا المخاطرة التي أتكبدها".
"خطورة كبرى"
وقد صرح المقدم عبد القادر، وهو موظف بوزارة الدفاع مسؤول عن تنسيق عمليات الأمن في مقاطعة الأنبار التي تقع فيها مدينة الفلوجة، بأن حظر التجول الذي يستمر يومياً من الساعة السادسة مساءً وحتى الساعة الثامنة صباحاً أصبح ضرورياً للمحافظة على الأمن داخل المدينة والحيلولة دون تسلل المتمردين إليها مجدداً.
وأوضح عبد القادر بـأن هذا الحظر مؤقت فقط وتمنى أن ينتهي قريباً، حيث قال: "نحن ندرس طرقاً للسماح لموظفي الإغاثة بالدخول إلى الفلوجة، ولكن ذلك يشكل خطورة قصوى على حياتهم".