أفاد مسؤولون محليون أن طفحاً جلدياً يطلق عليه اسم حبة بغداد" أو "داء الليشمانيا" أصاب أكثر من 180 طفلاً في محافظة القادسية جنوب العراق الواقعة على بعد 130 كلم من بغداد.
ويعرف داء الليشمانيا بالعديد من الأسماء المحلية منها حبة الشرق وحبة حلب وحبة بغداد وحبة أريحا وحبة دلهي. ويمكن لأسوأ أشكاله، والمعروف باسم الليشمانيا الحشوية أو "كالا أزار"، أن يتسبب في فشل عضوي قد يؤدي إلى الموت.
وقد تستغرق فترة حضانة المرض حتى ستة أشهر، ولذلك يمكن للعديد من الأشخاص أن يصابوا به دون أن يدركوا ذلك.
وعن هذا المرض، قال فاتح عبد السلام، وهو طبيب أمراض جلدية بمستشفى القادسية العام: "إنه مرض خطير يصيب الأطفال بشكل خاص وقد يؤدي إلى الموت أو يترك تشوهات جلدية إذا لم يتوفر العلاج اللازم". كما أوضح أن الليشمانيا تنتقل عن طريق ذبابة الرمل الفاصدة، وهي عبارة عن ذبابة صغيرة جدّاً ماصَّة للدماء لونها يشبه لون الرمل.
وأضاف عبد السلام أن "المرض انتشر بسبب انعدام التدابير الطبية ونقص الأدوية في المحافظة وانتهاء صلاحية الأدوية الموجودة".
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تعد الأدوية المستعملة حالياً سامة ولها آثار جانية خطيرة، عدا عن تكاليفها باهظة الثمن.
وتوجد نصف الإصابات تقريباً في منطقة السينية التي تبعد حوالي 15 كلم عن مدينة الديوانية، عاصمة محافظة القادسية.
من جهته، قال فرحان محمد، رئيس المجلس المحلي بالسينية: "منذ حوالي شهر، قمنا بإبلاغ المسؤولين بالمحافظة عن انتشار المرض في منطقتنا وأطلعناهم على عدم توفر ما يكفي من الأدوية لدينا لمعالجته... ولكن لم يصلنا رد من أي أحد مما ساهم في انتشار هذا المرض أكثر فأكثر، لأن جهودنا المتواضعة في المركز الصحي بالمنطقة لم تكن كافية [لمواجهته]".
طفيليات
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تسبب الأنواع العشرون من هذه الطفيليات أنواعاً مختلفة من الأعراض، بعضها منتشر ومعروف (مثل ارتفاع درجة الحرارة والتوعك وفقدان الوزن والأنيميا)، بالإضافة إلى تضخم الطحال والكبد وظهور أورام لمفاوية في حالات الليشمانيا الحشوية.
وتتسبب الليشمانيا الجلدية، وهي أكثر أنواع الليشمانيا انتشاراً، في ظهور بثور جلدية تتراوح من بثرة واحدة إلى 200 بثرة تشفى تلقائياً خلال الأشهر القليلة التي تلي الإصابة ولكنها تترك ندبات ذات مظهر مزعج.
أما داء الليشمانيا الجلدي المخاطي فيظهر على شكل تقرحات جلدية تتسبب في تلف كبير في الأنسجة الجلدية وخصوصاً تلك المحيطة بمنطقتي الأنف والفم.
"