1. الرئيسية
  2. West Africa
  3. Mali

بعد الخروج من الأزمة، مالي تستعد لمواجهة الجوع

Harvesting crops. Mali. For generic use. Food security Curt Carnemark/World Bank
Mali remains underdeveloped despite foreign aid inflows

بينما تخرج مالي ببطء من الأزمة السياسية التي تفجرت في عام 2012 من جراء التمرد الإسلامي في الشمال، تركز الحكومة الجديدة وشركاؤها على التنمية الطويلة الأجل، ولكن وكالات الإغاثة تحذر من أن هناك احتياجات إنسانية يجب تلبيتها على الفور، لاسيما ضمان وصول المزيد من المساعدات الغذائية إلى المجتمعات الشديدة الضعف في الشمال.

وقال المدير القطري لمنظمة أوكسفام محمد كوليبالي أن "الأزمة الإنسانية لا تزال مستمرة، إذ يوجد أناس فقراء للغاية ويحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. وتشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن نحو 1.5 مليون شخص بحاجة إلى معونات غذائية هذا العام.

وفي بيان صدر في شهر يناير الماضي، أثارت 11 منظمة غير حكومية مخاوف بشأن ندرة الغذاء في شمال مالي.

وتشمل تلك المخاوف أيضاً: البداية المبكرة المتوقعة لموسم الجفاف، الذي يبدأ عادة في شهر أبريل أو مايو، وهو الوقت الذي ما تنفد فيه عادة المخزونات الغذائية من المنازل؛ وتدهور المراعي والفقدان المرجح للماشية؛ وإرث ضعف المحاصيل من موسم 2012-2013؛ وسوء حالة الطرق وانعدام الأمن اللذين يواصلان عرقلة المعونات الإنسانية.

وحذر البيان ايضاً من "انخفاض كبير" في تمويل المساعدات ومخاطر النقص الشديد في الجهات المانحة.

كسر حلقة الأزمة

وأشارت سالي هايدوك، الرئيس القطري لبرنامج الأغذية العالمي، إلى أن مالي الآن في "العام الثالث من أزمتها." وقد تفاقمت آثار الجفاف الذي ضرب البلاد في 2011-2012 قبل بداية النزاع في يناير 2012، مما أدى إلى فقدان العديد من الناس لأعمالهم وعدم قدرتهم على الزراعة.

وترى هايدوك أنه يمكن كشر دورة الأزمات، ولكن فقط إذا تم اتخاذ الإجراءات المناسبة. وأكدت أنه "يجب توفير الدعم الكافي للموسم الزراعي، مثل البذور والمدخلات والأسمدة في الوقت المناسب". كما أن هطول أمطار غزيرة أمر حاسم أيضاً.

مع ذلك، فقد اعترفت بأن الأداء الزراعي والاحتياجات الغذائية تختلف من منطقة إلى أخرى. فهذا العام، يعتبر إقليم الدوغون مصدر قلق خاص، لاسيما في منطقة باندياغارا التي تتوسطه، حيث استمر الحصاد حتى منتصف يناير فقط. وقالت هايدوك أن تلك المنطقة ستحتاج إلى توزيع الأغذية لعدة أشهر.

وقد أعد برنامج الأغذية العالمي برنامجاً لبناء القدرة على الصمود لمدة ثلاث سنوات، كجزء من محاولته لكسر حلقة النقص في المواد الغذائية. وتشمل استراتيجيات البرنامج التي تتعلق بأولويات الزراعة في فترة ما بعد الطوارئ في مالي تجميع المياه والري وإنتاج الخضروات بغرض التسويق المحلي.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت هايدوك: "على الرغم من الاحتياجات المنافسة الأخرى في جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وسوريا، أعتقد أنه من المهم عدم نسيان مالي. لقد تعهد المانحون بتقديم الكثير من المال في مؤتمر بروكسل لضمان استقرار البلاد، ونحن الآن بحاجة للتأكد من استمرار ذلك الدعم".

مواصلة تنفيذ جدول الأعمال الإنساني

وأفاد كوليبالي من أوكسفام أن استجابة الجهات المانحة لتحذيرات المنظمات غير الحكومية "كانت مخيبة للآمال، وهناك خوف من أن الاحتياجات الإنسانية في مالي يمكن أن تتضاءل أمام الأزمات الأخرى".

"وإذا كانت المعونة سترتفع لتقديم مساعدات عسكرية ودعم للموازنة، فيجب أن تكون هناك أيضاً زيادة واضحة في الدعم الإنساني، وهذا ما ينبغي القيام به بسرعة. إذا لم تحدث استجابة سريعة، يمكن أن يصبح الوضع أكثر خطورة بكثير،" كما حذر كوليبالي.

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الأزمات الحالية في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى قد أخرجت مالي من دائرة الضوء.

وكانت الجهات المانحة قد التقت بمسؤولي حكومة مالي المؤقتة في بروكسل في مايو 2013 خلال مؤتمر "معاً من أجل مالي جديدة"، في أعقاب إطاحة القوات الفرنسية بالمتمردين الإسلاميين من البلدات الشمالية. وظهرت خلال هذا المؤتمر التزامات قوية من جانب فرنسا والاتحاد الأوروبي وغيرهما بالبناء على أساس السلام الذي تم تأمينه.

وتعهدت الجهات المانحة بتقديم نحو 3.3 مليار يورو مع التركيز القوي على "الشفافية والمساءلة المتبادلة"، على الرغم من أن إشارة بعض المراقبين إلى أن بعض التمويل الذي تم التعهد به كان "أموالاً قديمة" من بنود ميزانية التعاون السابقة. كما كانت المعونات، وخاصة تلك المقدمة من الاتحاد الأوروبي، مشروطة بإحراز مالي تقدم كبير في مجال الحكم، واستعادة الخدمات الحكومية، وإجراء انتخابات ومكافحة الفساد.

سنة صعبة قادمة

وبعد إجراء انتخابات ناجحة واستعادة الديمقراطية، وتولي الدولة مسؤوليتها عن تقديم الخدمات الأساسية، ولو ببطء، ينبغي أن تكون مالي في موقف أفضل بكثير مما كانت عليه في عام 2012 أو 2013، ولكن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ديفيد غريسلي يحذر من التهاون.


واعترف بأن "السنة المقبلة ستكون صعبة"، محذراً من عدم وجود أي ضمانات لتلبية الاحتياجات الإنسانية. وقال أيضاً: "في عام 2013، جمعنا 55 بالمائة فقط [265 مليون دولار من أصل 477 مليون دولار] من المبلغ الذي نحتاج إليه"، مؤكداً أن مالي تحتاج إلى المزيد من الموارد. "نحن بحاجة للإبقاء على خطوط الامداد مفتوحة لتوفير الغذاء والتغذية".

ومن الجدير بالذكر أن الميزانية المخصصة للأمن الغذائي في خطة الأمم المتحدة الاستراتيجية للاستجابة لأزمة مالي في الفترة من 2014 إلى 2016، تبلغ 255 مليون دولار من أصل 569 مليون دولار مطلوبة لتمويل المساعدات الإنسانية في عام 2014.

ومع عودة المزيد من النازحين واللاجئين إلى ديارهم، تحذر وكالات المعونة من أن إعادة الإدماج الناجحة تتطلب التخطيط المسبق والدقيق. وسوف تكون هناك مخاوف أمنية ينبغي التصدي لها، وسوف يحتاج المزارعون العائدون إلى مساعدة قبل أن يستعيدوا قدرتهم على تحقيق الاكتفاء الذاتي مرة أخرى. كما أن حصول جميع السكان على مياه الشرب سيكون ضرورياً.

وأشار غريسلي إلى أن احتياجات المجتمعات المضيفة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، لافتاً إلى أن "الأشخاص الأكثر ضعفاً على الأرجح هم أولئك الذين لم يبرحوا أماكنهم".

وفي السياق نفسه، سوف تشكل إعادة استيعاب العائدين تحدياً كبيراً للحكومة. وأوضح كوليبالي من أوكسفام أن "الإرادة متوفرة، وكذلك الرؤية، ولكن قدرة الحكومة لا تزال تمثل مشكلة. إنهم بحاجة إلى تفعيل نوع من المبادرات التي يتحدثون عنها والتي تتعلق باللامركزية في الشمال وتلبية احتياجات السكان."

الضعف

وأكد تقييم الأمن الغذائي الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه في يوليو 2013 خطورة الأوضاع في أجزاء كثيرة من الشمال. وكشف البحث الميداني وجود مستويات متفاوتة من انعدام الأمن الغذائي وحاجة 75.2 بالمائة من الأسر في الشمال إلى مساعدات غذائية.

كان يوليو 2013 بمثابة ذروة موسم الجفاف، ولكن النتائج لا تزال تشكل صدمة. وقال كريستيان مونيزيرو مدير البرامج الإنسانية في منظمة أوكسفام: "عندما تم الإعلان عن ذلك، قال الناس: "هذا مستحيل لأن الأرقام كانت مرتفعة للغاية، ولكن هذا ما وجدناه".

واعترف مونيزيرو بأن المجتمعات الرعوية تمتلك سعة حيلة تقليدية وقدرة على التكيف، ولكنه أشار إلى وجود ضعف كامن أيضاً.

وأضاف أن "أصغر انتكاسة يمكن أن تعطل كل شيء. عندما يكون الناس ضعفاء، تستطيع أقل صدمة - على سبيل المثال هطول أمطار أقل من المتوقع - أن تؤدي إلى فقدان توازن خطير حتى موسم الحصاد القادم. ينبغي أن يكون لديك الحد الأدنى من الظروف الملائمة لكي تصبح القدرة على الصمود ذات مغزى".

cs/ob/rz-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join