1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Somalia

الصومال: تفاقم أوضاع النازحين في كيسمايو

[Somalia] Internally displaced persons who have re-located to the higher levels of the road from Somalia’s port city of Kismayo to Jamame, due to heavy floods, Arare, 12 km from Jamame, southern Somalia, 15 December 2006. United Nations agencies involve Manoocher Deghati/IRIN

أفادت مصادر من المجتمع المدني أن تفاقم الأوضاع الأمنية وازدياد التضخم وانعدام الطعام الكافي قد أدى إلى تفاقم الأوضاع المأساوية التي تعاني منها آلاف الأسر النازحة في مدينة كسمايو الساحلية التي تقع على بعد 500 كلم من العاصمة الصومالية مقديشو.

وأخبر محمد أدان ديل، وهو ناشط في المجتمع المدني، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هناك 35,000 نازح تقريباً في المدينة يعيشون في ظروف جد قاسية". وأوضح أن "النازحين في كيسمايو ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: أولئك الذين فروا نتيجة الزيادة المفاجئة في أعمال العنف في مقديشو، وأولئك الذين نزحوا بسبب المواجهات في جمامي [التي تبعد حوالي 55 كلم عن كيسمايو] ثم النازحين القدامى الذين وفدوا إلى المدينة خلال عام 1992".

وأضاف أن هناك فئة أخرى من النازحين "يمكن تصنيفها على أنها الفئة الرابعة وتشمل العائدين من الحدود مع كينيا بعد فشلهم في عبورها".

وأشار إلى أن النازحين يعانون من أوضاع صحية مزرية ولا يستطيعون الحصول على الخدمات الأساسية بما فيها المأكل والمشرب والملبس والمأوى. ونتيجة لذلك "أصبح من المعتاد الآن رؤية أم وطفلها من مقديشو يتوسلون في الشوارع لأنهم لا يملكون خياراً آخر".

من جهتها، أفادت آشا محمد يوسف، إحدى النازحات التي تبلغ من العمر 35 عاماً وأم لخمسة أطفال، أنها قضت 15 يوماً في المدينة، حيث قالت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "تركت مقديشو بعد أن أودت إحدى القذائف بحياة زوجي وطفليَّ [أحدهما في السادسة والآخر في الخامسة]".

وأوضحت آشا أنها وأطفالها الآخرين تمكنوا من النجاة لعدم تواجدهم في البيت أثناء الهجوم، حيث قالت: "كان طفلاي الآخران في مدرسة القرآن أما الرضيع [18 شهراً] فقد كان معي في السوق... عرفت بما حصل من أحد الجيران، وبعدها قررت أن أهرب بمن تبقى لي إلى مكان آمن".

وقد كانت آشا تهيم في شوارع كيسمايو إلى أن ساعدها أهل الخير في الوصول إلى مخيم للنازحين وساعدوها على بناء مأوى متواضع. وهي الآن تعتمد على ما يقدمه لها المحسنون المحليون من طعام وملبس.

من جهته، أخبر فرحان لافول، وهو صحفي محلي، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن العديد من النازحين كانوا في الماضي يعثرون على وظائف في المدينة لتحسين أوضاعهم، ولكن تفاقم الأوضاع الأمنية وارتفاع نسبة التضخم أصبحا يحولان دون تمكنهم من الحصول على العمل.

كما أوضح أن أرباب العمل الذين كانوا يوظفون النازحين لم يعودوا قادرين على ذلك. وفي نفس الوقت ارتفعت الأسعار حيث أصبح سعر الكيلوغرام الواحد من السكر مثلاً 44,000 شلن صومالي مقارنة بـ 14,000 شلن في العام الماضي، في حين ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من الأرز إلى 65,000 شلن مقارنة بـ 6,000 شلن في العام الماضي.

كما أن قيمة الشلن نفسها انخفضت لأكثر من النصف حيث وصل سعر الصرف حالياً إلى 35,000 شلن للدولار الواحد مقارنة بـ 14,000 شلن في العام الماضي.

ويفيد العديد من النازحين أنهم يعيشون على المساعدات، إذ يوفر برنامج الأغذية العالمي، وغيره من المنظمات الأخرى، الطعام لحوالي 10,000 شخص في المدينة منذ شهر أغسطس/آب. وقال عبدي جاما، المسؤول الإعلامي بمكتب البرنامج بالصومال أن "العدد ارتفع خلال شهر يناير/كانون الثاني ليصل إلى 16,000 شخص وهو عدد الذين استفادوا من المساعدات الغذائية التي وزعها البرنامج في شهر أبريل/نيسان".

وأضاف قائلاً: "يعتزم برنامج الأغذية العالمي الاستمرار في إطعام 20,000 مستفيد من نازحي كيسمايو حتى شهر ديسمبر/كانون الأول 2008. كما أننا سنستهدف 10,000 مستفيد آخر من المتضررين بالجفاف في مدينة كيسمايو".

إلا أن استمرار انعدام الأمن في كيسمايو إدى إلى عرقلة عمل منظمات الإغاثة والحد من قدرتها على مساعدة المحتاجين إلى خدماتها. فمنذ بداية المواجهات بين القوات الصومالية المدعومة من إثيوبيا من جهة والمتمردين من جهة أخرى في بداية عام 2007، غادر حوالي مليون صومالي ديارهم خوفاً على حياتهم. ويقدر أن يكون حوالي 6,500 مدني آخر قد لقوا حتفهم في هذه المواجهات.

كما يقدر عمال الإغاثة أن هناك حوالي 2.6 مليون صومالي بحاجة للمساعدة. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى 3.5 مليون شخص بحدود نهاية السنة إذا لم تتحسن الأوضاع الإنسانية، وفقاً للأمم المتحدة.

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join