حذر مسؤولون في وزارة الصحة العراقية من خطر تزايد الأمراض المنقولة عن طريق المياه الملوثة وانتشارها بشكل ملحوظ بين الأطفال وكبار السن خلال شهر تموز/يوليو الذي يشهد أعلى ارتفاع في درجات الحرارة خلال الصيف.
ويقول المسؤولون بأن عدم إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي قد يزيد من حدة المشكلة، التي برزت بشكل واضح من خلال 5 إصابات بالكوليرا تم التبليغ عنها في جنوب العراق.
وفي هذا الصدد، صرح أحمد أسد ناجي من مديرية الصحة ببغداد بأنه تم التبليغ عن العديد من حالات التهاب الكبد الوبائي والتيفوئيد وإصابات بكتيرية أخرى في بغداد نتيجة لشرب المياه الملوثة".
وأضاف أن "الماء هو حاجة ضرورية والناس يشربونه من أي مكان يستطيعون فيه الحصول عليه. وهم يحصلون عليه من أماكن غير نظيفة بالعادة فالوضع الأمني المتدهور قد جعل من الصعب إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي بالبلاد مما أدى إلى تلوث المياه وتأثيرها بشكل سلبي على الصحة".
كما أوضح بأن "عدد المصابين في العراق لا يزال قليلاً، ولم تتطور أية إصابة إلى حالة مميتة، فما زالت كل الحالات تحت السيطرة، إلا أنها قد تصبح خطيرة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي".
وقال ناجي بأن الأشخاص الأكثر عرضة لهذه الأمراض هم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات والنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 19 و 45 وكبار السن.
وليست هناك أية أرقام دقيقة حول عدد الأشخاص، خصوصاً الأطفال، المصابين بهذه الأمراض في العراق.
الكوليرا في النجف
من جهته، صرح ناصر محمد علي من مديرية الصحة بالنجف، بأنه تم التبليغ في أواخر شهر حزيران/يونيو عن 5 حالات من مرض الكوليرا بين الأطفال في المدينة التي تقع على بعد حوالي 200 كلم جنوب بغداد، موضحاً بأن "كل المصابين هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة".
وبالرغم من سهولة معالجة الكوليرا التي تنتشر بسبب بكتيريا موجودة في المياه الملوثة، إلا أنها قد تسبب جفافاً قد يودي إلى الموت أحياناً إن لم تتم معالجتها، إذ أودى وباء الكوليرا بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص حول العالم. وكان آخر وباء للكوليرا قد ظهر في أمريكا الجنوبية بداية التسعينات.
وأضاف ناصر بأنه "يجب على الناس غلي الماء جيداً وألا يسمحوا بتراكم النفايات قرب البيوت".
وبعد أربع سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق، أصبح معظم العراقيين يجدون صعوبة في الحصول على المياه الآمنة، بالرغم من أن بلادهم تتمتع بمصدرين غنيين للمياه هما نهري دجلة والفرات.
وكمعظم البنية التحتية بالعراق، فقد تعرضت الشبكة الوطنية للمياه للخراب خلال العقدين الأخيرين نتيجة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على حكومة صدام حسين.
التخريب
وبحسب مسؤولين في منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة UNICEF)) ، فإن مشاكل المياه في العراق قد تفاقمت منذ سنة 2003، حيث تعرضت المحطات الرئيسية لمعالجة وضخ المياه للتخريب والاستنزاف مباشرة بعد سقوط النظام العراقي السابق.
وأضافت المنظمة أن عمليات تخريب البنية التحتية ازدادت سوءاً بعد ذلك، فأصبحت المياه البلدية ملوثة بشكل يعرض الأطفال لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه.
وقد حذرت المنظمة في اليوم العالمي للمياه في 22 آذار/مارس من أن نقص المياه الصالحة للشرب قد يزيد من حالات الإسهال الذي يعتبر المسؤول الأساسي عن موت الأطفال بالبلاد.
اليونيسيف تزيد إمدادات المياه
الصورة: إيرين ![]() |
مازال المواطنون في البصرة، جنوب العراق، مجبرين على شراء مياه الشرب |
حسب المنظمة، كانت حاويات المياه الصالحة للشرب ترسل إلى المناطق الأكثر حاجة في العاصمة بغداد والبصرة جنوب البلاد.
وقالت اليونيسيف أن حاويات المياه الخاصة بها كانت تصل إلى حوالي 120,000 شخص يومياً في بغداد العام الماضي، حيث كانت توزع حوالي 400 مليون لتراً من المياه الصالحة للشرب على عشر مناطق سكنية وخمس مدارس، وستة مستشفيات رئيسية بالإضافة إلى عدد متزايد من النازحين بالعاصمة.
واليوم تقدم المنظمة 20 لتراً [للشخص] من مياه الشرب لأكثر من 125,000 شخص في 6 مناطق سكنية في ضواحي بغداد بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات الرئيسية. وستقوم اليونيسيف بزيادة إمداداتها من المياه الصالحة للشرب لتلبية الطلب المتزايد خلال الصيف كما ستزيد من خدمات نقل المياه بالحاويات لتشمل مناطق أخرى تضم نازحين محتاجين إليها.
وقد تسببت أعمال العنف المستمرة وتواصل انقطاع الكهرباء واستهداف البنية التحتية بشكل عام، وقلة الاستثمار في مجال المياه، في عرقلة جهود الحكومة لإصلاح شبكات المياه.
"