تبلغ شامسو حسين ثلاث سنوات من العمر وهي بالكاد تدرك ما يدور من حولها من أحداث، فقد اضطرت الطفلة ووالدتها للهرب من مقديشو التي تعودت عليها على متن شاحنة صغيرة أقلتهم لبضعة أيام وانتهت بهم في وجيد. واليوم تقبع الطفلة طريحة الفراش في أحدى المراكز الصحية لإصابتها بإسهال شديد.
حملت حبيبو محمد، وهي أم الطفلة، ابنتها في إحدى الليالي وبدأتا معاً رحلة دامت سبعة أيام من مقديشو إلى وجيد حيث وجدتا ملجأً في منزل أحد الأصدقاء. وقالت الأم: لا يستطيع أحد البقاء على قيد الحياة في مقديشو. تعرضت المدينة للقصف وإطلاق النار ليلاً نهاراً، وعندما شعرنا بانعدام الأمان، غادر معظم الناس في حينا المكان. وشامسو هي الشيء الوحيد الثمين الذي استطعت حمله معي قبل مغادرة مقديشو، وكل ما أريده الآن هو أن تبقى على قيد الحياة".
لحسن حظ الأم والطفلة، كانت شاحنة صغيرة على وشك أن تغادر مقديشو إلى بيدوا في تلك الليلة وتمكنتا من الصعود إليها، على عكس الكثيرين الذين اضطروا للسير على الأقدام: "جلسنا في مؤخرة الشاحنة بين الفرش والطعام والأشخاص الفارين ومرت علينا أيام وليال باردة وماطرة".
"أشعر بالحزن لمرض شامسو التي أدخلت مركزاً صحياً في وجيد لاسترداد عافيتها، وهي في تحسن الآن. عندما أدخلتها إلى المستشفى لم يكن بوسعها فتح عينيها وكانت واهنة الجسم وتتقيأ كثيراً، أما الآن فتستطيع فتحهما والتحدث وشرب الماء وأكل العصيدة. أنا سعيدة بأن صحتها تتحسن".
وشامسو ووالدتها هما اثنتين فقط من عشرات الآلاف من سكان مقديشو الذين فروا من الاقتتال الدائر في المدينة."