1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: النساء تترددن في اللجوء إلى القضاء لتعديل وضع زواجهن

Thousands of women in Afghanistan have been abandoned by their husbands. Parwin Arezo/IRIN

كانت جميلة، وهذا اسمها المستعار، تبلغ من العمر 14 عاما عندما زوجها والدها إلى حبيب الله. غير أن زوجها تركها منذ عشر سنوات، بعد أن قضى معها ثلاثة أشهر فقط، وهاجر للعمل في إيران ولم يعد منذ ذلك الحين.

تعيش جميلة مع أسرة زوجها، ولكهنا تشعر بأنها خدعت وبأن حريتها اغتصبت لأنها لا تستطيع أن تتزوج مرة أخرى دون أن تحصل على الطلاق. وهي بالطبع لا تجرؤ على المطالبة به، مخافة أن يصبح وصمة عار على جبينها في هذا المجتمع المحافظ.

وفي العديد من مناطق أفغانستان التي تعاني من النزاعات المسلحة وتخلف النمو، يعاني معظم السكان من الأمية، وتطغى التقاليد والعادات المحافظة على القوانين الأفغانية عندما يتعلق الأمر بالخلافات الشخصية والأسرية.

وعن ذلك تقول ثريا سوبرانغ، مفوضة حقوق المرأة في اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان: تعيش النساء اللواتي هجرهن أزواجهن في معاناة كبرى، لأن القانون ضعيف أمام العادات والتقاليد التي لا تتماشى أصلا ً مع المبادئ الإسلامية ولا مع القوانين المدنية الأفغانية".

من جهته، أوضح كازي محمد أكبر، رئيس محكمة الاستئناف بإقليم فارياب لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن القانون الأفغاني يجيز للمرأة المطالبة بالطلاق إذا غاب عنها زوجها لمدة أربعة أعوام. إلا أن نظرة المجتمع السلبية إلى المرأة التي تقدم على ذلك تجعل العديد من النساء يترددن كثيراً قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة، باستثناء القلة القليلة منهن اللواتي يسكنّ في المدن الكبيرة.

ويتمتع الرجال في أفغانستان بدعم العادات والتقاليد، خصوصاً في المناطق الريفية، وهم لا يتورعون عن الاستفادة من هذا الدعم إلى أقصى الحدود. فالعديد منهم يسيء استعمال أحكام الطلاق في الإسلام التي بموجبها يقول الرجل لزوجته "أنت طالق" ليضع حداً لزواجه. وعن ذلك، تقول سوبرانغ: "لا يحتاج الرجال سوى إلى إرسال أوراق الطلاق أو التعبير للقاضي عن رغبتهم بذلك على الهاتف كي يدمروا حياة النساء الشابات".

وبالإضافة إلى ما تعانيه النساء في أفغانستان بسبب ذلك، فإن غياب الأزواج في هذا المجتمع الباترياركي (الأبوي) يترك الأطفال في موقف شديد الضعف والحرج.

الانتحار

ويقول المسؤولون في وزارة شؤون المرأة بأفغانستان بأن الوزارة تتولى تقديم الاستشارة القانونية لمئات النساء اللواتي غاب عنهن أزواجهن أو تعرضن للعنف المنزلي. كما تقوم الوزارة كذلك بمساعدة النساء الراغبات في الطلاق، إلا أنهن عادة ما يواجهن معارضة شديدة من أسر أزواجهن.


الصورة: بارفين أريزو/إيرين
تقول جميلة بأن زوجها يعيش في إيران منذ أكثر من 10 سنوات
وتقول فوزية صديقي، وهي عضو في البرلمان الأفغاني: "إن عدد النساء اللواتي يتجرأن على رفع قضية للمطالبة بالطلاق محدود جداً، وينحصر فقط في كابول وفي عدد قليل من المدن الكبرى الأخرى".

وفي معظم المناطق التي تطغى عليها التقاليد ويضعف فيها تطبيق القانون، تضطر النساء أحياناً لاتخاذ قرارات حاسمة والالتجاء إلى حلول جذرية. ففي الستة أشهر الماضية وحدها، أقدمت أكثر من 250 امرأة على الانتحار، وفقاً للجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان.

وقالت سوبرانغ لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) موضحة السبب وراء إقدام النساء على الانتحار: "تعاني النساء، في غياب أزواجهن، من مضايقات عنيفة من عائلات الأزواج. ولا ترى اليائسات منهن حلاً لمشاكلهن سوى التضحية بأنفسهن".

ويعتقد العديد من الأفغان بأن تزويج بناتهم لأفغان عاملين في الدول الغربية، والذين عادة ما يكونون أكبر منهن سناً، سيساهم في حل مشاكلهم الاقتصادية. إلا أن ذلك كثيراً ما ينقلب إلى مغامرة عاطفية قصيرة المدى، إذ تقول سوبرانغ: "العديد من هؤلاء الرجال يقضون شهراً أو اثنين مع عرائسهم ثم يختفون إلى الأبد".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join