1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Myanmar

ميانمار: جميلة محمود: الوضع أسوأ من التسونامي""

'Dr. Jemilah Mahmood, an obstetrics-gynaecologist, established MERCY Malaysia in June 1999' 
Contributor/IRIN

إن الدكتورة جميلة محمود، طبيبة التوليد والعضو في فريق الأمم المتحدة للتقييم والتنسيق أثناء الكوارث وواحدة من أوائل موظفي الإغاثة الدوليين الذين وصلوا إلى منطقة دلتا إيراوادي، غير غريبة عن مجال الكوارث. ولكن بالرغم من تعودها على مناظر الكوارث والطواريء إلا أن الزيارة التي قامت بها لميانمار، والتي دامت 12 يوماً، تركت في نفسها أثرا عميقا أطلعت عليه شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في مايلي: 

عندما تصل إلى يانغون، لا ترى فعلاً الحجم الحقيقي للدمار. بالطبع تصادفك البنايات المدمرة والأشجار المقتلعة من جذورها، ولكنك لا تدرك الحجم الفعلي للكارثة إلا عندما تصل إلى منطقة الدلتا.

أثناء تحليقي فوق المناطق المتضررة، لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير في أن ما أرى هو أسوأ من كارثة التسونامي التي ضربت آسيا عام 2004، فالقتلى والنازحون يملؤون المكان وامتداد الفيضان كان حتماً أكبر بكثير، حيث امتد إلى 35 كلم في بعض المناطق مقارنة بـ 5 أو 6 كيلومترات أثناء التسونامي.

كان واضحاً أن العديد من المناطق التي تمكنت من زيارتها في الدلتا، بما فيها منطقتي لابوتا وماولامينيجيون، لم تكن الأسوأ في المنطقة. فبالرغم من تضرر المستشفيات بشكل كبير، إلا أن تلك التي زرتها في المنطقتين كانت لا تزال تعمل.

لقد تضررت منطقتي لابوتا وماولامينيجيون بشكل كبير ويمكن رؤية العديد من المنازل المدمرة ومخيمات النازحين ولكن المناطق التي شهدت أضراراً أكبر هي تلك الواقعة إلى الجنوب. التحدي الأكبر والأصعب يكمن في هذه المناطق الريفية والمنعزلة من الدلتا، التي لا زال من الصعب الوصول إلى العديد منها.

بيوت مؤقتة

ولا تزال المساعدات الدولية تصل إلى عدد قليل فقط من المتضررين وهي غير كافية. والحاجة الأكثر إلحاحاً في هذه المرحلة بالطبع هي المأوى. فقد بدأت الأمطار تتساقط وسرعان ما ستحل الأمطار الموسمية والناس مازالوا يعيشون في الخيام أو يحتمي بعضهم في بيوت مؤقتة أو داخل المدارس. وعندما تفتح هذه الأخيرة أبوابها من جديد في شهر يونيو/حزيران، فسيتعرض هؤلاء حتماً لضغوطات كبيرة لإيجاد مأوى بديل.

وبالإضافة إلى كل ذلك، هناك مشكلة في الحصول على مياه الشرب والأغذية وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية علاوة على الضغط الذي تتعرض له المجتمعات المحلية للعودة إلى مزارعها ومباشرة أنشطة الحرث والزراعة.

وما أن تحل الأمطار الموسمية، ستصبح عمليات الزراعة صعبة للغاية، مما يعني أن هناك احتمال بانعدام المحصول للموسم المقبل. كما أن هناك مخاوف من أن يتأخر المزارعون في الزراعة مما سيتسبب في انعدام المحصول أيضاً.

الشراكة

فيلم فيديو حول مهمة الإغاثة الشاقة في ميانمار – رويترز (انجليزي(

شاهد نسخة أكبر من الفيديو

وبالرغم من أن الوصول إلى المناطق المتضررة بالإعصار لا زال يشكل تحدياً، إلا أن الأمور بدأت تتحسن، حيث تمكنت العديد من المنظمات غير الحكومية وموظفي الأمم المتحدة من الحصول على تأشيرات لدخول يانغون على الأقل.

وبالنظر إلى واقع الأمور، فإنني لا أستطيع أن أقلل من أهمية بناء شراكات مع المجتمعات والمنظمات المحلية التي لها تأثير كبير على الأرض. فالمساعدات تصل إلى المحتاجين عبر هذه القنوات. وبالرغم من أننا لا نستطيع أن ننكر أن الحكومة تقوم بتوزيع المساعدات، إلا أن هناك حاجة كبيرة للمزيد من المعلومات والشفافية. ما يهم الآن هو تحديد أي من هذه القنوات المنخرطة في عملية توصيل المساعدات هي الأنجع بهدف استعمالها.

كما يجب أن نضمن وجود قنوات لوجيستية واضحة يمكن من خلالها تمرير المساعدات للمحتاجين. هذا ما يحصل فعلاً ولكن يجب أن يكون أكثر انتظاماً ولذلك نحن بحاجة إلى المزيد من الرحلات الجوية والبحرية. فالناس ما زالوا بحاجة للمزيد من مواد الإغاثة والمأوى والطعام والشراب. وبالرغم من أن كل هذه المساعدات زادت بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكننا بحاجة إلى المزيد.

وأكثر ما يبعث على الإحباط عند الحديث عن هذه الكارثة هو محاولة التعتيم على الجانب الإنساني، ولذلك نحن بحاجة لأن تقوم الحكومة والمجتمع الإنساني معاً بالنظر إلى الأمور من منظور إنساني بحت. فعدم القيام بذلك أدى إلى حدوث هوة كبيرة في المعلومات. وأعتقد أن وسائل الإعلام كانت تنقل الأخبار من طرف واحد فقط.

من جهة أخرى، أتمنى أن تبدى الحكومة المزيد من الانفتاح وتشرك وسائل الإعلام فيما تقوم به لأن ذلك سيعطينا نظرة أوضح عن أماكن النقص. كما سيساعد ذلك في التقليل الإشارة إلى ما لا تفعله الحكومة والتركيز على ما تفعله وعلى مواطن النقص.

إن كل مساعدة تعتبر جيدة في هذه المرحلة وكلما حصلنا عليها أسرع كلما كانت الأمور أفضل.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join