1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Yemen

اليمن: تفاقم الجفاف يهدد الرعاة

Children driving with their goats through a parched area in search of pasture Adel Yahya/IRIN

أرغمت حالة الجفاف الشديدة التى تتعرض لها منطقة خولان، التى تقع على بعد 70 كم شرق العاصمة اليمنية صنعاء، منذ منتصف عام 2007، الرعاة المحليين على بيع بعض أغنامهم لشراء العلف للماشية الباقية.

وفى هذا الصدد يقول على الكنيس، 74 عاما، راعى محلى يمتلك 50 رأساً من الأغنام: نحن الآن نستخدم الحبوب كعلف للماشية كغذاء مكمل للرعى لكن أسعار العلف قد ازدادت إلى ثلاثة أضعاف على مدار العامين الماضيين. وهذة الزيادات الحادة فى الأسعار تجعل الشاة أو الماعز بمثابة عبء مالي."
الأمر الذي زاد الوضع سوءاً هو أن سعر بيع الشاة التي تلد قد انخفض من نحو 18 ألف ريال يمني (أى ما يعادل 89 دولار أمريكي) فى مطلع عام 2008 إلى 11 ألف ريال يمني (أي ما يعادل 54 دولار أمريكي) فى عام 2009 حسبما يقول الكنيس.

وفى الوقت الذى شكلت فيه تربية الماشية 2.5% فقط من الناتج المحلى الإجمالي لليمن فى عام 2008، بحسب ما قاله محمد الغشم وكيل وزارة الزراعة والري، إلا أنها تشكل مصدراً هاماً للدخل فى العديد من المناطق فى جنوب شرق اليمن التى أصيبت بموجات متكررة من الجفاف.

وجدير بالذكر أن الماشية تمثل مصدر الدخل الرئيسي لأكثر من 3 مليون نسمة فى جنوب شرق اليمن وذلك وفقا لما ذكره منصور القَدَسي، مدير عام الحجر البيطرى وصحة الحيوان فى صنعاء.

ويعزي القدسي انخفاض إنتاج الألبان، وارتفاع معدلات الإجهاض وإنتشار الطفيليات والأمراض فى الدم بين الماشية إلى سوء التغذية. وفي تصريح لوكالة الأنباء الإنسانية إيرين قال القدسي أن "آلاف الأغنام والماعز تنفق بسبب سوء التغذية. ولا توجد لدينا بيانات دقيقة حول نفوق الحيوانات لأنه يصعب الحصول عليها من الرعاة نظراً إلى أن معظمهم أميون أو يفتقرون للوعى.

كيف يمكن للجهات المانحة تقديم المساعدة

حثّ القدسي الدول المانحة على مساعدة اليمن من خلال تقديم تدريب لبناء قدرات الرعاة، وتدريب حول كيفية التكيف مع الجفاف من خلال إدارة المراعى وتخزين العلف بكفاءة. حيث ذكر أنه بإمكان الجهات المانحة "دعم برامج مراقبة الأمراض المتوطنة في وزارة الزراعة لزيادة الأنشطة الميدانية".

من جانبه يرى عبد الله النعمان، متخصص فى شئون البيئة في جامعة صنعاء، أنه ينبغى على وزارة الزراعة أن تقوم بتدريب الرعاة على إدارة المراعى، ومنع عمليات الرعى العشوائية، وتزويد الرعاة بحاويات لتخزين مياه الأمطار واستخدامها خلال مواسم الجفاف.

ويشار إلى أن الأسر التى تعتمد بشكل كامل على الرعى في كسب رزقها هى أكثر الأسر التي تتأثر بالجفاف لأنه ليس لديها مصادر بديلة للدخل ومثل هذه الأسر تفتقر للمهارات التي تمكنها من العمل فى حرف أو وظائف بديلة، وذلك بحسب ما ذكره أحمد طلان الحارثي، رئيس مجلس إدارة "جمعية الإخوة للتنمية الاجتماعية" فى شبوة التى تبعد 400 كم شرق صنعاء. وفي تصريح لوكالة الأنباء الإنسانية "إيرين" قال الحارثي "لم تر شبوة أي أمطار جيدة خلال الـ 12 عاما الماضية مشيراً إلى أنه يعيش نحو 65 بالمائة من عدد سكان شبوة الذي يبلغ 466 ألف نسمة، فى مناطق ريفية ويشتغلون بتربية الماشية وزارعة المحاصيل. وقد تأثر أكثر من 300 ألف من الرعاة والمزارعين فى شبوة وعدد مماثل تقريباً فى المناطق القريبة من محافظات البيضاء، ومأرب، ولحج.

وفي الماضي عندما كانت الأمطار وفيرة ويمكن توقعها كان بإمكان الرعاة مضاعفة رؤوس الماشية التى يملكونها إلى ثلاثة أضعاف فى غضون عامين أو ثلاثة أعوام. "لكن فى هذه الأيام تموت الأغنام والماعز من سوء التغذية. الأمر الذي دفع عشرات آلاف من الرعاة إلى ترك مجال تربية الماشية" وذلك وفق ما ذكره محمد العيدروس، عضو مجلس محلى من محافظة البيضاء التى تبعد 160 كم جنوب شرق صنعاء، لوكالة الأنباء الإنسانية "إيرين".

ويضيف العيدروس أن "الأسر في هذه المجتمعات، لا سيما الرعاة، يعانون فقرا مدقعا وانعداماً في الأمن الغذائي لدرجة تهدد حياتهم. إنهم يعيشون تحت ضغوط متنامية لبيع الماشية التي يملكونها بأسعار متدنية. ونتيجة لذلك ينتقل آلاف الرعاة بماشيتهم إلى مناطق بعيدة بحثاً عن المرعى".

ولا توجد شبكات مياه تقريبا في أي من مجتمعات الرعاة. فهم يعتمدون على الخزانات التي تملأها مياه الأمطار- إذا وجد المطر- أو المياه التي يتم نقلها بواسطة الشاحنات. ويضيف أن المياه التي تجلبها الشاحنات تُباع بسعر مرتفع في القرى النائية.

وفي مديرية "القبيطة" التابعة لمحافظة لحج، التي تقع على بعد 300 كم جنوب صنعاء، يواجه أكثر من 40 ألف من الرعاة صعوبات في الحصول على مياه الشرب لأنفسهم وللماشية التي يربونها.

مناشدة من أجل توفير علف وماء مُدعّم

Some 35 percent of Yemen'spopulation of 21 million live beneath the poverty line
الصورة: محمد الجبري/إيرين
يرزح حوالي 35 بالمائة من سكان اليمن البالغ عددهم 21 مليون نسمة تحت خط الفقر
قال هاني مرعي، طبيب بيطري يعمل في وزارة الزراعة اليمنية أن أسعار الشعير الجيد الذي يستخدم كعلف للماشية قد ارتفعت إلى مستويات قياسية حيث ازداد سعر عبوة العلف التي تحتوي على 12 كيلوجرام من 500 ريال يمني ( أي ما يعادل 2.5 دولار) إلى 950 ريال (ما يعادل 4.75 دولار) ، مشيرا ً إلى أن البدائل الأرخص ثمنا يمكن أن تسبب سوء تغذية للماشية وتؤدي إلى إصابتها بمشكلات صحية متنوعة مثل ارتفاع حالات الإجهاض وزيادة معدلات نفوق الخراف الصغيرة.

ويضيف مرعي أن "العلف يزيد احتياج الحيوان للماء وفي ظل استمرار الجفاف، يجب توفير مزيد من المياه، الأمر الذي يجعل كسب العيش من تربية الماشية أمراً صعبا".

إن الرعاة في حاجة ماسة إلى مساندة حكومية للمساعدة في استمرار قطعان ماشيتهم على قيد الحياة. وفي هذا الإطار، يحذر الحارثي من أنه "إذا لم يتم تقديم مساندة عاجلة للرعاة في شكل علف وماء مدعم، سوف يضطر كثير منهم إلى ترك الرعي وسوف يفقدون تلك المهنة التي شكلت مصدر دخلهم منذ عقود".

ay/ed/cb/hk/kkh

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join