1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Indonesia

إندونيسيا: استعداد للكوارث في غرب سومطرة

Practicing for the real thing: Students at the National Exhibition of Disaster Preparedness in Padang participate in a disaster drill in which they recover the dead and treat the injured. Brennon Jones/IRIN

لا توجد طريقة أفضل للتعبير عن حال غرب سومطرة إلا أنها أصبحت سوقاً للكوارث بما فيها الزلازل وعواصف التسونامي". هذا ما قاله محافظ الإقليم، غموان فوزي، وهو يفتتح المعرض الوطني للاستعداد للكوارث الذي استمر لمدة يومين في بادانغ.

وأضاف فوزي قائلاً: "يجب أن يُمنح المجتمع المعرفة التي تساعده على التحكم في الخوف والحد منه. ويجب أن يكون نظام الاستجابة للكوارث نظاماً في منتهى الكمال".

ولعل أكبر دليل على أن سكان غرب سومطرة بدؤوا يتعاملون مع هذا التحدي بشكل جدي هو هذا التدريب على كارثة تجريبية تم تمثيلها خلال هذا المعرض، حيث قام طلبة المدارس الذين لا تتعدى أعمارهم 13 عاماً برفع نقالات تحمل جثت القتلى والجرحى، وعاينوا الجرحى وباشروا بمعالجتهم، ثم قاموا بإطفاء حريق صغير ونصبوا خيمة طبية لإيواء الضحايا ورعايتهم في أقل من خمس دقائق.

وعن مثل هذه التدريبات، قالت عتيقة إردياني، 13 عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد تدربنا مراراً في المدرسة على الزلزال والتسونامي وذلك بمساعدة منظمة كوغامي غير الحكومية ومعهد العلوم الإندونيسي. لقد تعلمنا هناك نصب الخيام وتجهيز النقالات والتعامل مع المعدات الطبية".

وقد حضر حوالي 5,000 شخص المعرض الوطني الثالث للاستعداد للكوارث. وكان المعرض الأول قد نُظِّم بجاكرتا عام 2005 والثاني في بالي عام 2006. وتمكن زوار المعرض والمشاركين فيه، عبر المناقشات وسرد القصص الشخصية ومحاكاة الزلازل ومسابقات الألعاب والرسم، من تعلم المزيد حول ميكانيكية الزلازل والتسونامي وكيفية الاستعداد لها والنجاة منها.

وقد تم تمويل هذا الحدث من معهد العلوم الإندونيسي بالتعاون مع حكومة غرب سومطرة ودعم من المنظمات المحلية والإقليمية والوطنية والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات. وكان أحد أهداف الحدث هو تحسين التنسيق بين المجتمعات المحلية والمنظمات الإقليمية والوطنية العاملة في مجال الاستعداد والاستجابة للكوارث، وفقاً لإيرينا رافليانا، التي تعمل منسقة للتعليم العام في معهد العلوم الإندونيسي والتي أشارت إلى أن هذا الحدث لا يشكل إلا واحدة من عدة مبادرات ترمي إلى رفع الوعي في غرب سومطرة.

ولم يدق التسونامي 2004 ناقوس الخطر لعموم الإندونيسيين فقط، وإنما للعديد من المؤسسات كذلك مثل معهد العلوم الإندونيسي الذي يتلقى تمويله من الحكومة ويتبع مباشرة للرئيس.

وكان المعهد قد أصدر خلال السنوات الماضية سلسلة من التقارير حول الكوارث وقام بترجمة بيانات ودراسات علمية، ولكنها لم تكن، حسب رافليانا "تصل إلا لجمهور محدود... فقبل 2004، لم يحصل أي أحد على أي تدريب حول الزلازل والتسونامي". وأضافت: "الجميع متشوق لتلقي المعرفة، والناس جميعاً يسألون عن الزلازل وكيفية وقوعها وطرق الاستعداد لها".

وتعتقد رافليانا أن أكثر من 20 بالمائة من الناس لن يكونوا مستعدين للإخلاء في حال وقوع كارثة كبيرة. وقالت عن ذلك: "التحدي الكبير بالنسبة لنا هو تسهيل العملية لتمكين الناس من الإخلاء بسرعة وأمان".

التدريب

كما أكدت رافليانا أن "الجزء الأهم في كل العملية هو تدريب الناس". ففي غرب سومطرة، مثلاً قام معهد العلوم الإندونيسي بالتعاون مع كوغامي بتدريب 30 مُدرِّباً لفهم التفاعل الطبيعي للزلازل والتسونامي وغيرها من الكوارث وكيفية الاستعداد لها والتمكن من تعليم الناس المبادئ الأساسية للرعاية الطبية والإنقاذ. والأهم من ذلك كله، تجهيزهم لتدريب المُدرِّبين المحليين ليتمكنوا من المساعدة في نشر الوعي والمعرفة.


الصورة: برينون جونز/إيرين
في المعرض الوطني للاستعداد للكوارث في بادانغ، طلبة يشاهدون شريطاً يشرح ميكانيكية الزلازل والتسونامي وغيرها من الكوارث الطبيعية
بدورها، قالت باترا رينا ديوي، المديرة التنفيذية لمنظمة كوغامي، أن هذه المنظمة المحلية تعمل، بدعم من الإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث التابعة لليونسكو وبالتعاون مع مديرية الإنعاش الاجتماعي ومديرية التعليم، على مساعدة المدارس لتبنِّي إجراءات التشغيل القياسية لمواجهة الكوارث بما فيها توضيح مسارات الإخلاء.

كما تخطط المنظمة لتطبيق نفس الإجراءات في القرى. وقالت ديوي: "نريد أن يكون لكل قرية إجراءاتها الواضحة والمقررة لمواجهة الكوارث وأن يتمكن كل فرد في الأسرة من الإجابة على أي سؤال حول استراتيجيات القرية للتخطيط للكوارث والإخلاء".

وقبل بدء فعاليات المعرض الوطني الثالث للاستعداد للكوارث في بادانغ، قام فريق من ستة مدرِّبين من معهد العلوم الإندونيسي بالسفر إلى قرية باسيرنانتيغو التي تبعد حوالي 7 كيلومترات شمال بادانغ والتي يعتمد سكانها البالغ عددهم حوالي 10,000 نسمة على الصيد البحري، لمناقشة استعداد القرية للكوارث مع حوالي 50 شخصاً من سكانها.

وحول هذا التدريب، قالت نورحياتي، إحدى سكان هذه القرية التي حضرت المناقشة مع المدربين، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "قبل كارثة التسونامي التي ضربت آتشيه، لم نكن نخاف الزلازل ولا الأمواج العاتية ولا التسونامي ولكننا أصبحنا نخشاها الآن".

وأوضحت أن التدريب الذي قدمه لسكان القرية كل من معهد العلوم الإندونيسي ومنظمة كوغامي وغيرهما من المؤسسات ساعدها وأسرتها على معرفة ما يجب فعله عند حصول كارثة ما. وأضافت قائلة: "لقد جهزت كل أسرة حقائب احتياطية حضَّرت فيها الملابس والأكل والدواء. كما علَمنا أطفالنا أن يتوجهوا مباشرة إلى مكان مرتفع في حال حصل زلزال أو التسونامي أثناء وجودهم بالمدرسة".

العثور على مكان مرتفع

غير أن إيدي جنيدي، وهو مسؤول بمطافئ بادانغ ورئيس مجموعة محلية بباسيرانتيغو، أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "العائق الحقيقي في بادانغ يتمثل في كونها أرضاً رملية منبسطة"، مما يجعل العثور على مكان مرتفع تحدياً كبيراً كما هو الشأن في باسيرانتيغو. وأضاف: "لدينا فقط طريقاً واحداً من وإلى القرية التي يبلغ عدد سكانها 10,000 نسمة وليس هناك أي مكان مرتفع".

بدوره، قال سودي براييتنو، وهو مستشار إدارة كوارث سابق بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومدير مؤسسة قانونية محلية في بادانغ، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إذا ما نظرنا إلى طرق الإخلاء لمنطقة بادانغ، فإنها لا تمنح الناس القدرة على إخلاء مسافة 7 إلى 10 كيلومترات ليصلوا إلى أماكن مرتفعة". وأضاف أنه عندما حدث زلزال 12 سبتمبر/أيلول، أصاب الناسَ الرعبُ وتسبب ذلك في "حصول ازدحام شديد على الطريق لمدة ثلاث ساعات بينما كانت السيارات تحاول الوصول إلى المرتفعات".

ويواجه حوالي 400,000 شخص في بادانغ خطر موجات التسونامي، وفقاً لديوي من منظمة كوغامي، التي قالت: "طالبنا دائماً بتوسيع الطرقات والجسور وتوفير ملاجئ عمودية".

مركز أزمات يفتتح أبوابه في 2008


الصورة: برينون جونز/إيرين
يواجه حوالي 10,000 شخص في قرية باسيرنانتيغو بالقرب من بادانغ خطر التسونامي
ويبدو أن الحكومة استمعت لهذه المطالب التي عبرت عنها ديوي، فقد قال نائب مدير وحدة التنسيق الإقليمي لإدارة الكوارث، رومينور، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد أنشأنا مركزاً جديداً للأزمات بدعم من الفرنسيين، وسيبدأ عمله خلال عام 2008".

وأوضح أن المركز سيمكن الحكومة من تحسين قدرتها على توصيل المعلومات في وقت الكوارث وانتشار الرعب. أما بالنسبة لطرق الإخلاء، فقال رومينور: "سيتم إدراج بند مالي في ميزانية 2008 لتوسيع أكثر من طريق إخلاء واحد في منطقة بادانغ...كما سيتم استعمال المباني العمومية العالية للإخلاء أيضاً".

وبالرغم من كل الجهود التي تبذلها، تتفق كوغامي وغيرها من المنظمات على أنها ستحتاج إلى وقت طويل قبل أن تتمكن من تحقيق هدف المحافظ فوزي الذي يتمثل في جعل نظام الاستجابة للكوارث نظاماً في منتهى الكمال. وقالت ديوي: "ليس لدينا تنسيق جيد في مجال الاستعداد للكوارث... ولكن مقارنةً بعام 2005 نحن أكثر استعداداً الآن، فقد مررنا بأربعة زلازل كبيرة منذ ذلك الحين، ثلاثة منها خلال هذه السنة فقط". كما أكدت أنها ترى تحسناً ثابتاً في قدرة سكان بادانغ على الاستجابة للكوارث سنة تلو الأخرى.

ويقع إقليم غرب سومطرة وسط الساحل الغربي لجزيرة سومطرة، ويفوق عدد سكانه 4.2 مليون نسمة، وفقاً لإحصاءات الحكومة. وتواجه أراضي الإقليم الساحلية المنخفضة، التي تتخللها بعض المناطق الجبلية، المحيط الهندي وتمتد على مسافة 375 كلم من إقليم شمال سومطرة في الشمال الغربي إلى بنغكولو في الجنوب الشرقي. وتعتبر عاصمة الإقليم، بادانغ، أكبر مدن الإقليم ويفوق عدد سكانها 750,000 نسمة.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join