أفادت الوكالة الوطنية لحماية البيئة في أفغانستان أن التلوث المتزايد في كابول أصبح يهدد صحة وسلامة سكان المدينة البالغ عددهم حوالي ثلاثة ملايين نسمة.
وقال داد محمد بهير، نائب مدير الوكالة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): نواجه أزمة في كابول بالنسبة لتلوث الجو... فأكثر من 70 بالمائة من الأمراض في المدينة مرتبطة بتلوث الهواء وعدم نظافة المياه بالإضافة إلى المخلفات الصلبة". وأضاف أن الأطفال بشكل خاص أكثر عرضة لأمراض مختلفة تسببها الملوثات السامة في الهواء.
ويتسبب التلوث الحاد في الهواء في اضطرابات في التنفس ومشاكل في العيون والأنف وهو أحد أهم العوامل المسببة للسرطان، حسب خبراء الصحة.
وقال بهير أن "حالات الإصابة بالسرطان، وخصوصاً بين الأطفال، زادت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية".
ويمكن لنزهة قصيرة في شوارع كابول خلال النهار أن تبين مدى تلوث الهواء في المدينة، لاسيما عندما يقوم الشخص بوضع منديل على أنفه يتنفس من خلاله.
وقد فقدت كابول 70 بالمائة من اخضرارها، وخصوصاً الأشجار، على مدى العقدين الماضيين وفقاً للوكالة الوطنية لحماية البيئة.
عوادم السيارات
وتعتبر العوادم التي تصدرها السيارات المساهم الأكبر في تلوث الجو، إذ يقول المسؤولون أنه يتم في كل شهر تسجيل حوالي 8,000 سيارة جديدة تضاف إلى السيارات الموجودة في كابول والتي يبلغ عددها مليون سيارة. ويتجاوز عمر معظم السيارات الموجودة في المدينة العشر سنوات ولذلك تسبب تلوثاً أكبر من السيارات الحديثة.
وأوضح بهير أن "المشكلة في كابول تتفاقم بسبب استخدام وقود سيارات دون المقاييس [البيئية] واستعمال محركات قديمة".
كما أن انقطاع الكهرباء وعدم توفر شبكة وطنية لتوفير الغاز يعني أن العديد من الأسر تستعمل الخشب والفحم وزيت التسخين للطبخ وللحصول على الدفء.
بالإضافة إلى ذلك، تحرق بعض مصانع الطوب والحمامات العمومية والمصانع الصغيرة إطارات السيارات القديمة والبلاستيك والمخلفات القابلة للاشتعال لتسيير أعمالها بشكل أرخص. وهذا يتسبب، حسب خبراء الوكالة الوطنية لحماية البيئة، في انبعاث غاز الكبريت وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكربون في الهواء.
وأوضح بهير أن "سوء إدارة المخلفات سواء الصلبة أو غيرها يشكل بدوره مشكلة أخرى في كابول تساهم في تدهور جودة الهواء".
وعلى خلاف بعض العواصم الأخرى في العالم، تعاني كابول من كثرة الأراضي القاحلة والجبلية وعدم توفر غابات قريبة، وفقاً للوكالة الوطنية لحماية البيئة.
وكالة وليدة
الصورة: |
صورة أخذت لكابول في الثمانينات. وقد فقدت هذه المدينة 70 بالمائة من اخضرارها، وخصوصاَ الأشجار، على مدى العقدين الأخيرين، وفقاً للوكالة الوطنية لحماية البيئة |
وفي هذا الإطار، قال نائب مدير الوكالة الوطنية لحماية البيئة: "علينا أن نتحرك بسرعة وننفذ سلسلة من المشاريع مثل زراعة الغابات وتشجيع المناطق الخضراء وحظر استيراد واستعمال الوقود الذي لا تتوفر فيه المواصفات وتحسين إدارة المخلفات وبناء وتقوية قدراتنا الدستورية".
وتنتظر الوكالة الوطنية لحماية البيئة الحصول على أول دعم يُقدَم لها حيث وعدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتقديم مبلغ 500,000 دولار، حسب بهير.
"