أخبر توم كونيغز، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قبل مغادرته أفغانستان أن أهم التحديات الإنسانية التي من المحتمل أن تواجهها البلاد خلال عام 2008 تتمثل في مشاكل النازحين والعائدين من إيران وباكستان وانعدام الأمن الغذائي وانتشار الفقر والكوارث المرتبطة بالنزاع.
وجاء في قول كونيغز الذي ترأس بعثة الأمم المتحدة لمساندة أفغانستان (يوناما) خلال السنتين الماضيتين أن "الوضع الإنساني شهد تحسناً جزئياً وكذا الأمن الغذائي. ولكن في المقابل ساءت الأمور في بعض أجزاء البلاد، حيث أدت الحرب إلى نزوح العديد من الأشخاص بالإضافة إلى أن إجلاء الأفغان عن إيران الذي تسبب في المزيد من النزوح".
وكانت بعثة الأمم المتحدة لمساندة أفغانستان قد أنشأت في 28 مارس/آذار 2002 وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1401 لتقديم المساعدة والتنسيق لعمليات إعادة البناء والتنمية في أفغانستان في أعقاب الحرب. ويقول المسؤولون الأمميون أنه من المتوقع أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين خلفٍ لكونيغز لرئاسة اليوناما.
ولمواجهة التحديات الكامنة في الأفق، تعتزم الأمم المتحدة تكثيف جهودها لتحسين تنسيق العمليات الإنسانية في أفغانستان، حسب تصريح كونيغز.
غير أن المسؤولين في منظمات الإغاثة والمسؤولين الأمميين يقولون أن الوصول إلى المناطق المتوترة في البلاد والتي تحتاج إلى أكبر قدر من المساعدات يبقى محدوداً بسبب تعرض عمال الإغاثة الإنسانية لهجمات متزايدة من مقاتلي طالبان وغيرهم من المجموعات الإجرامية.
ضعف التنسيق
ولا زالت أفغانستان تحتل المرتبة الخامسة في لائحة الدول الأقل تقدماً بالرغم من المساعدات الدولية الهائلة التي تلقتها على مدى الأعوام الستة الماضية. كما أن معظم سكانها، البالغ عددهم حوالي 24.5 مليون نسمة، لا زالوا يعانون من الفقر ويفتقرون إلى الخدمات الأساسية.
وكانت المنظمات الإنسانية مثل أوكسفام قد أعربت مراراً عن قلقها بخصوص ضعف التنسيق بين اللاعبين الأساسيين في أفغانستان مما أثر سلباً على فعالية المساعدات.
وقد وافق المبعوث الأممي المغادر على وجود مشاكل ناتجة عن ضعف التنسيق بين المانحين أنفسهم وداخل الحكومة الأفغانية. وجاء في قوله أن "الدول المانحة متباينة جداً كما هو الشأن بالنسبة لمصالحها ويحتاج الأمر لبذل جهود كبيرة من أجل التقريب فيما بينها"، مضيفاً أن الحكومة الأفغانية تحتاج إلى تحسين التنسيق بين مؤسساتها.
كما أشار كونيغز إلى أن "الأمم المتحدة منسقٌ جيد ولكن هناك حاجة لأن يكون الناس مستعدين لأن يتم تنسيقهم".
وقد أدى ضعف التنسيق وتأثيره على فعالية المساعدات الإنسانية إلى انتشار الشعور بالإحباط بين الأفغان الذين يرغبون برؤية تقدم سريع في بلدهم ونهاية عاجلة لمآسيهم. وقال كونيغز أن "الأمم المتحدة تشارك الشعب الأفغاني شعوره هذا"، مضيفاً أن "المجتمع الدولي يجب أن يكثف جهوده للمحافظة على دعمه للأفغانيين".
"