عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من جديد حيال أوضاع المعابر الحدودية في قطاع غزة، موضحة بأنه إذا ما نفذت إسرائيل تهديداتها بفرض المزيد من القيود على هذه المعابر، فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى أزمة إنسانية في هذا القطاع الذي يعاني أصلاً من فقر كبير.
وفي هذا السياق، أفاد تقرير جديد صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن وصول 106 شاحنات محملة بالمؤن في كل يوم من أيام العمل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية قد مكن من تفادي وقوع أزمة إنسانية لسكان غزة. غير أنه من الصعب ضمان ذلك الآن في ظل تكثيف القيود المفروضة على العبور".
وكانت هذه الشاحنات محملة بشكل رئيسي بالأغذية والمواد الأساسية مثل الصابون وحفاظات الأطفال.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن عدد الشاحنات التي كانت تدخل إلى غزة قبل مواجهات منتصف شهر يونيو/حزيران التي انتهت بسيطرة حماس على القطاع كان يصل إلى 238 شاحنة يومياً. وكان العديد منها يحمل المؤن الأساسية بالإضافة إلى المواد الخام التي تم منعها حالياً.
أما في شهر يوليو/تموز الذي شهد أعلى نسبة مرور للشاحنات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فقد عبرت حوالي 3,190 شاحنة مقارنة بحوالي 5,814 خلال شهر أبريل/نيسان.
كما تظهر الإحصاءات انخفاضاً مثيراً للقلق في المؤن الأساسية في الآونة الأخيرة. ففي الأسبوع الأول من شهر يوليو/تموز مثلاً تمكنت 744 شاحنة تجارية و61 شاحنة إنسانية من العبور، أما في الأسبوع الأخير من الشهر وصل عدد الشاحنات التجارية التي سُمِح لها بالعبور إلى 754 مقابل 138 شاحنة إنسانية. أما الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول، فلم تتمكن سوى 531 شاحنة تجارية و33 شاحنة إنسانية من العبور واستمر هذا العدد في الانخفاض ليصل إلى 182 شاحنة تجارية و5 شاحنات إنسانية فقط خلال الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول وحتى 25 منه، حسب إحصاءات الأمم المتحدة.
الأسباب التي أدت إلى انخفاض حركة البضائع
ويرى المراقبون بأن انخفاض حركة مرور البضائع يرجع إلى العديد من العوامل منها تزايد نسبة الفقر في غزة مما أضعف القدرة الشرائية للسكان، وانخفاض ساعات العمل خلال شهر رمضان بالإضافة إلى تكرار إغلاق المعابر، وفرض إسرائيل لقيود عليها بسبب الأعياد الإسرائيلية أو الهجمات التي ينفذها الفلسطينيون من غزة على هذه المعابر. وقال أحد مسؤولي مؤسسة الدفاع الإسرائيلية: "لا نستطيع عمل الكثير في ظل تعرض هذه المعابر لإطلاق نار يومي". وكانت المعلومات التي جمعتها المخابرات الإسرائيلية حول تخطيط المسلحين لعمليات جديدة قد زادت من المخاوف الإسرائيلية بهذا الخصوص.
وفي هذا السياق، قال أحد عمال الإغاثة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الخناق يضيق أكثر فأكثر على غزة".
معاناة الطلبة والمرضى
الصورة: شبتاي جولد/إيرين ![]() |
الجبن الذي يتم إدخاله إلى غزة عبر معبر كيرم شالوم |
كما أن المرضى الذين يحتاجون إلى السفر إلى إسرائيل أو مصر لتلقي العلاج نظراً لمحدودية الإمكانيات الطبية بغزة يعانون هم أيضاً من صعوبات كبيرة في العبور.
وقد بدأ انخفاض تدفق المواد الغذائية يؤثر على غزة حيث أصبح القطاع يعاني من نقص كبير في اللحوم والزيت وارتفاع متزايد في أسعار القمح.
كما أدى الحظر المفروض على استيراد المواد غير الأساسية وعلى التصدير إلى تدهور نشاط القطاع الصناعي، وتسبب في نقص المواد الإنسانية مثل مستلزمات تصفية وضخ المياه وقطع غيار المركبات.
وفي هذا الصدد، قالت كيرستي كامبل من مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالأرض الفلسطينية المحتلة: "هناك حاجة ماسة لبذل كل الأطراف لمزيد من الجهود الجادة لفسح المجال أمام دخول المؤن الضرورية بالشكل الذي يمكّن على الأقل من الاستجابة للحاجات الإنسانية. كما يجب ضمان بقاء المعابر مفتوحة لتمكين البضائع من الدخول إلى القطاع...فمليون ونصف من سكان غزة يحتاجون إلى أكثر بكثير مما يحصلون عليه الآن".