تخطط وزارة الصحة الأفغانية، بدعم من الأمم المتحدة، لإجراء تقييم سريع للاحتياجات الغذائية في الأقاليم المتأثرة بالارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، وسيتم اعتماد هذا التقييم كأساس لأي تدخل تغذوي في المستقبل.
وأوضح محمد قاسم شمس، خبير التغذية بوزارة الصحة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 5 مايو/أيار أن التقييم سيبدأ في المستقبل القريب وسيتم الانتهاء منه في غضون عشرة أيام" وأضاف قائلاً: "نحن ننتظر فقط الحصول على الميزانية من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية للبدء في خطوات التقييم".
وكانت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية قد طالبتا المانحين، في المناشدة المشتركة التي أطلقتاها في شهر يناير/كانون الثاني من أجل مواجهة العواقب الإنسانية لارتفاع أسعار المواد الغذائية، بتقديم مبلغ 2.2 مليون دولار لمواجهة سوء التغذية المحتمل ونقص العناصر المغذية لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات والنساء الحوامل والمرضعات.
ومن خلال تدخل تغذوي مشترك، تنوي المنظمتان ووزارة الصحة الأفغانية تقديم خدمات التغذية العلاجية والعناصر المغذية والمعدات بما فيها أجهزة قياس الوزن والطول للمراكز الصحية في المناطق المستهدفة.
سوء التغذية
وقد حذر خبراء الصحة من أنه في الوقت الذي بدأ فيه الغذاء يصبح خارج متناول ملايين الأفغان الفقراء، أصبح سوء التغذية ونقص العناصر المغذية يشكل تهديداً صحياً كبيراً للأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات.
وقال شمس: "لقد أثر ارتفاع الأسعار بشكل كبير على جودة وكمية الطعام الذي كان العديد من الناس العاديين والأسر الفقيرة يستهلكونه...وعندما يصبح الغذاء خارج المتناول، يكون الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات عرضة لسوء التغذية ونقص العناصر المغذية". وأضاف أن 54 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من التقزم و39 بالمائة من نقص الوزن و7 بالمائة من الهزال و21 بالمائة من النساء في سن الإنجاب من سوء التغذية.
كما يشكل انعدام القدرة على الحصول على الطعام الكافي أحد أهم العوامل التي تساهم في ارتفاع نسبة الوفيات وزيادة نسبة سوء التغذية الحاد بين المجتمعات المعرضة للخطر، كالنازحين والعائدين والمحرومين، حسب خبراء الصحة.
كما يشكل انعدام الوعي الغذائي حول جودة الغذاء والاحتياجات الغذائية الأساسية بين سكان أفغانستان البالغ عددهم 26.6 مليون نسمة مشكلة كبيرة تساهم في زيادة نسب سوء التغذية بين الأطفال والنساء، حسب عباد الله أنصاري، الخبير في الصحة العامة في كابول.
ويبقى الأطفال والنساء الذين يعانون من سوء التغذية عرضة للإسهال وغيره من الأمراض المعدية التي قد تساهم في زيادة النسبة المرتفعة أصلاً للوفيات بين الأمهات والأطفال، حسب مسؤولي وزارة الصحة.
ولعكس هذه المشكلة، ستقوم منظمة الصحة العالمية بشراء الأدوية لخفض "نسب الإصابة بالأمراض والوفيات الناتجة عن سوء التغذية ونقص العناصر المغذية وخاصة بين النساء والأطفال"، حسب ما جاء في المناشدة المشتركة.
وحدات التغذية المدعومة من اليونيسف
وتعاني أفغانستان من أعلى نسب الوفيات بين الأطفال في العالم بعد سيراليون وأنغولا، حيث يموت فيها حوالي 600 طفل دون سن الخامسة يومياً بسبب أمراض ذات الرئة والإسهال وسوء التغذية وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وفقاً لليونيسف.
أما بالنسبة لوفيات الأمهات خلال الولادة، فإن أفغانستان تأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد سيراليون، حيث تبلغ نسبة الوفيات 1,600 وفاة يومياً لكل 100,000 ولادة حية، حسب وزارة الصحة.
وأفادت اليونيسف أنها تدعم 37 وحدة تغذية علاجية في 29 إقليماً من أقاليم أفغانستان الأربعة والثلاثين التي توفر العلاج والرعاية للأطفال والأمهات الذين يعانون من سوء التغذية.
وكانت اليونيسف قد أفادت في تقرير أصدرته في يناير/كانون الثاني أن "قبول الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية في مراكز التغذية العلاجية تضاعف مرتين خلال الفترة بين 2005 و2007، مما يدل على أن القابلية للإصابة بسوء التغذية تبقى عالية جداً حتى في الأوقات العادية".
"