أظهرت الدول الإسلامية ومنظمات الإغاثة الإسلامية تضامناً غير مسبوق مع المتضررين من إعصار سيدر الذي ضرب السواحل الجنوبية لبنجلاديش في 15 نوفمبر/تشرين الثاني وأودى بحياة أكثر من 3,000 شخص ودمر ملايين البيوت.
ويشكل المسلمون أكثر من 80 بالمائة من سكان البلاد البالغ عددهم 150 مليون نسمة.
السعودية
وقد تصدرت السعودية قائمة الدول الإسلامية التي بادرت بإغاثة المتضررين من الإعصار بتبرعها بمبلغ 100 مليون دولار بالإضافة إلى 300 طن من المواد الغذائية والإغاثية. فبعد الإعصار مباشرة، أخبر السفير السعودي في بنجلاديش، عبد الله العبيد النملة، السلطات البنغالية أن المملكة مستعدة لإنشاء جسر جوي مع بنجلاديش لإغاثة المتضررين.
وأخبر ناطق باسم السفارة السعودية في دكا شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن أول طائرة سعودية وصلت إلى بنجلاديش في 26 نوفمبر/تشرين الثاني وتلتها طائرة أخرى في 29 نوفمبر/تشرين الثاني . وستصل ثلاث طائرات إغاثة أخرى أيام 3 و6 و10 ديسمبر/كانون الأول".
ووفقاً لغلام كيبريا، وهو مسؤول رفيع المستوى بوزارة الأغذية وإدارة الكوارث ببنجلاديش، تمكنت السعودية من الاستجابة العاجلة لهذه الكارثة بفضل وصول فريق إغاثة سعودي إلى المنطقة إثر الفيضانات التي اجتاحت البلاد خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول.
وبالإضافة إلى المنحة التي قدمتها الحكومة السعودية، تعهد الهلال الأحمر السعودي بالتبرع بحوالي 30 مليون دولار مباشرة إلى جمعية الهلال الأحمر البنغالي.
منظمة أوبيك ودول الخليج
وتعهد صندوق التنمية الدولية التابع لمنظمة أوبيك بالتبرع بمبلغ 500,000 دولار لجمعية الهلال الأحمر البنغالي. كما تبرعت الكويت بمبلغ 10 ملايين دولار وليبيا بمليون دولار لصندوق الإغاثة التابع للحكومة البنغالية. وأرسلت كل من إيران وقطر مساعدات إغاثية في حين أرسلت بعض الدول الإسلامية الأخرى فرق تقييم لتحديد احتياجات المتضررين من الإعصار.
وقدمت جمعية الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات تضمنت مواد غذائية وطبية وملابس وخيام. وأكدت سفارة بنجلاديش في الإمارات في 24 نوفمبر/تشرين الثاني أنها حصلت على "استجابة كبيرة" لنداء الاستغاثة التي تقدمت به.
بدورها، طالبت منظمة المؤتمر الإسلامي من مقرها في جدة الحكومات والهيئات المدنية بالدول السبعة والخمسين الأعضاء فيها بإرسال مساعدات عاجلة إلى بنجلاديش.
باكستان وتركيا
وأرسلت باكستان طائرة سي-130 محملة بثلاثين سريراً لإقامة مستشفى ميداني متحرك، بالإضافة إلى فريق طبي تابع للجيش مكون من 89 طبيباً وممرضاً، وكذا الأدوية والمعدات الطبية ومواد الإغاثة. وقد باشر هذا المستشفى الميداني مهامه في مقاطعتي باتواخالي وبرجونا، لأكثر تضرراً من الإعصار.
وأفاد ناطق باسم الحكومة أن الفرق الطبية الباكستانية تقوم بمعالجة ضحايا الإعصار وتوزيع الأدوية المجانية وأنها ستبقى في المناطق المتضررة طالما استدعت الحاجة لذلك.
كما وصلت إلى ميناء مدينة شيتاغونغ سفينتي شاه جَهان ونصر المحملتين بالطائرات المروحية وفريق طبي وأدوية ومعدات طبية. وأكدت سفارة باكستان في دكا في بيان صحفي صادر عنها أن باكستان ستقوم بإرسال سفينة أخرى من كراتشي محملة بشحنات من الحبوب الغذائية.
كما قدّم السفير التركي بدكا، فيريت إيرغن، لحكومة بنجلاديش في 26 نوفمبر/تشرين الثاني شيكاً مالياً بمبلغ مليون دولار.
منظمات الإغاثة الإسلامية
الصورة: ديفيد سوانسون/إيرين |
قرية نايا بارا في منطقة بارغونا التي دمرها إعصار سيدر |
كما قامت منظمة العون الإسلامي، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، بإطلاق حملة مماثلة لجمع التبرعات بهدف التوفير العاجل للمساعدات الغذائية والأدوية ومياه الشرب النظيفة.
وقد قامت منظمة الإغاثة الإسلامية ومنظمة العون الإسلامي بإضافة خدمة التبرع على موقعيهما الإلكترونيين.
من جهته، علق البروفيسور عبد الرب، رئيس جمعية الهلال الأحمر البنغالي، عن الجهود المبذولة لمساعدة بنجلاديش في محنتها قائلاً: "لقد قدم لنا الإخوة المسلمون عوناً إغاثياً هائلاً للمساعدة في التخفيف عن المتضررين وإعادة تأهيلهم".
وتعتبر الفيضانات المدمرة والأعاصير ظواهر متكررة في بنجلاديش، ففي عام 1970 تسبب إعصار شديد في قتل نصف مليون شخص كما أودى إعصار آخر في عام 1991 بحياة أكثر من 140,000 شخص.
"