أفادت وزارة الزراعة والري اليمنية بأن الغزو الأخير للجراد قد دخل مرحلة شديدة الخطورة، بعد أن اجتاحت أسراب الجراد المناطق الجنوبية والشمالية من البلاد بشكل أصبح يهدد المحصول الزراعي.
وصرح وزير الزراعة منصور أحمد الحوشبي بأن المشكلة قد تفاقمت وأصبحت بمنتهى الخطورة بعد أن غطت أسراب الجراد ثمانية من محافظات البلاد، مطالباً بضرورة تكثيف الجهود للسيطرة على هذه الآفة.
وأضاف بأن عدم القدرة على السيطرة على هذه الأسراب قد يمكنها من التوجه إلى بلدان أخرى في المنطقة مثل السعودية وعُمان وباكستان وإيران. في الوقت نفسه، أفادت وزارة الزراعة والصيد البحري العمانية بأن أفواجاً من جراد الصحراء تسربت في الأسبوع الماضي من اليمن إلى محافظة المزيونة بمنطقة ظفار جنوب عمان.
وأكد مركز مكافحة الجراد الصحراوي يوم 18 أغسطس/آب بأن أسراباً جديدة من الجراد قد انتقلت لمسافة 30 إلى 40 كلم مربع بين سيؤون وشيبام في الجنوب، وبأن كثافة الجراد كانت عالية جداً بشكل يجعل أية محاولة لإزاحتها أمراً قد يضر بالأراضي الزراعية. كما وصلت أسراب الجراد إلى المناطق الشمالية، في حين يخشى أن تتوجه أسراب جديدة إلى سهول تهامة الساحلية الغنية بالمحصول الزراعي.
وصرح مركز مكافحة الجراد الصحراوي بأنه قام في 15 أغسطس/آب برش ما يفوق 28,812 هكتاراً مستخدماً في ذلك الطائرات، ولكنه لم يتمكن حتى الآن من احتواء الأزمة.
وواجهت الفرق الميدانية عدة مشاكل أثناء قيامها برش منطقة ثمود بسبب معارضة مربي النحل الذين ظن بعضهم بأن الرش سيضر بخلايا النحل. وصرح مركز مكافحة الجراد الصحراوي بأنه، بسبب ذلك، لم يتمكن من رش منطقة ثمود.
ويعتبر هذا الغزو الأسوأ من نوعه في اليمن منذ 15 سنة، حيث ساهمت الأمطار في سرعة تفاقمه، حسب الخبراء. وتستورد اليمن حوالي 75 بالمائة من احتياجاتها الغذائية، وفقاً للإحصائيات الحكومية، ولذلك فإنه من غير المتوقع أن تتسبب الأضرار التي قد تلحق بالمحصول في اندلاع أزمة غذائية، بالرغم من أنها ستلحق أضراراً أكيدة بسبل عيش المزارعين.
مساعدات الأمم المتحدة
وأفاد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة بأن اليمن قد حصلت على تبرع بالمبيدات من موريتانيا لمواجهة الجراد. وتم نقل هذه المبيدات إلى اليمن عبر عملية مشتركة بين برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة.
وصرح الخبير في شؤون الجراد بمنظمة الأغذية والزراعة، كريستيان بانتينيوس، بأن تبرع موريتانيا بالمبيدات يظهر مدى التزامها بضرورة القضاء على جراد الصحراء. وبمجيء الطائرات والمبيدات ستنطلق الحملة الضخمة للقضاء على الجراد في المناطق الشاسعة والنائية من البلاد".
من جهته، قال محمد الكوهن، ممثل برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في اليمن، بأن "القوة الميدانية واللوجيستية لبرنامج الأغذية العالمي مقرونة بالخبرة التقنية لمنظمة الأغذية والزراعة يجعلاننا في موقف قوة ويمكنانا من تقديم دعم حيوي للحكومة في هذا الظرف الحرج".
وتشمل بعثة برنامج الأغذية العالمي خبيراً سيعمل على تقييم تأثير الجراد على سبل عيش الناس وقدرتهم على الحصول على الغذاء.
"
