بدأ أطباء إندونيسيا يعانون من شح الموارد اللازمة لمعالجة آلاف المصابين خصوصاً بعد تعرض المستشفيات المحلية لأضرار كبيرة خلال الزلزال القوي الذي ضرب غرب سومطرة يوم 30 سبتمبر.
وقد تعرضت أربعة مستشفيات رئيسية على الأقل في بادانج، عاصمة الإقليم، لأضرار بالغة خلال هذا الزلزال الذي بلغت قوته 7.6، وهي مستشفى محمد جمين ومستشفى ابن سينا ومستشفى يوس سودارسو ومستشفى سيلاسي، حسب الناطق باسم شرطة سومطرة بيسار قويدر الذي أخبر الإعلاميين أن "خياماً مؤقتة نُصِبت لإيواء المرضى المحتاجين للعلاج ولكنها غير كافية".
وقد قدرت الأمم المتحدة أن 1,100 شخص على الأقل قد لقوا حتفهم في الزلزال الذي ضرب بادانج وخمس مديريات أخرى على الأقل في غرب سومطرة . كما أفادت وزارة الشؤون الاجتماعية أن 2,100 شخص على الأقل أصيبوا خلال هذا الزلزال.
وكان انقطاع للطاقة الكهربائية على نطاق واسع قد أجبر المستشفيات على استعمال المولدات للإنارة وتشغيل المعدات الطبية. وتم نصب خيام أمام أبواب مستشفى محمد جمين الرئيسي، الذي تعرض لأضرار بالغة بسبب الزلزال، حيث يجري علاج حوالي 150 مريضاً، معظمهم تعرض لكسور في العظام.
ولا يزال الآلاف من الناس الذين تدمرت بيوتهم ينامون في العراء في الوقت الذي انعدمت فيه المياه النظيفة وشح الطعام، حسب أرديان رضا، أحد أطباء العظام بالمستشفى. وقد أخبر هذا الأخير شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "نحن بحاجة إلى المزيد من الخيام فهناك العديد من الناس في خيمة واحدة. كما نفتقر للمعدات المعقمة ولا نستطيع استخدام غرفة الجراحة لإجراء العمليات الجراحية. إن صعوبة التواصل تجعل من الصعب التنسيق مع الناس. كما تعم الفوضى أرجاء المكان هنا".
ويخشى المسؤولون أن يشهد عدد الوفيات ارتفاعاً حاداً في ظل بقاء الآلاف من الناس عالقين تحت أنقاض البنايات المنهارة بما فيها المدارس والمحلات التجارية والفنادق.
كما عانت جهود الإغاثة من عراقيل كبيرة بسبب الأضرار البالغة التي لحقت بالبنية التحتية مثل شبكات الاتصالات والكهرباء والطرق والجسور والموارد المائية.
وقد أفادت وزارة الصحة أنها أرسلت خيام طوارئ و200 موظف طبي و1.5 طن من الأدوية و200 كيس جثث و5 أطنان من أغذية الأطفال و200 مليون روبيه نقداً إلى غرب سومطرة. كما قامت مناطق أخرى بإرسال مستلزمات وعُدَد طبية للمستشفيات الميدانية، حسب تصريح الوزارة على موقعها الإلكتروني.
من جهتها أفادت المنظمة الطبية الدولية ميرلان Merlin أنها تقوم بتجميع طاقم جراحي للاستجابة للاحتياجات الجراحية الناتجة عن الزلزال. وجاء في تصريح مسؤولة الاستجابة للطوارئ بمنظمة ميرلان، بولا سانسون، قولها: "نعرف أن مستشفيين تعرضا للدمار وهذا يعني أنه ستكون هناك حتماً حاجة لعلاج الإصابات". وأضافت أن ميرلان تحاول تقييم الوضع عن طريق متعاونين على الأرض ولكن أعطال خطوط الهاتف وغياب الكهرباء يجعلان ذلك أمراً صعباً للغاية.
كما أفادت منظمة الهيئة الطبية الدولية International Medical Corps أن فرق الاستجابة التابعة لها موجودة ببادانج لتوفير المساعدات الطبية وغيرها. كما تعمل المنظمة بشكل وثيق مع شريكها في إندونيسيا، أمبولان 118، وهي منظمة وطنية للاستجابة للطوارئ، لتوفير الرعاية الصحية الطارئة وتوزيع المساعدات غير الغذائية وعُدَد النظافة الشخصية على الأشخاص الذين أصيبوا أو فقدوا أفراداً من أسرهم وبيوتهم. كما يقوم أعضاء من منظمة أمبولان 118 بالمساعدة في إغاثة الأشخاص العالقين تحت حطام المباني المنهارة، حسب تصريح الهيئة.
من جهتها، تقوم منظمة أطباء بلا حدود بإرسال فرق إغاثة تضم متخصصين في أمراض الكلى للقيام بإجراءات تنظيف الكلى للضحايا المعرضين لفشل كلوي نتيجة إصابات داخلية خطيرة، بالإضافة إلى فريق جراحي. كما تعمل المنظمة أيضاً على إرسال مواد الإغاثة والمعدات الطبية ومستلزمات الإسعافات الأولية، حسب تصريح صادر عنها.
"
