بعد تمثيله لغامبيا، أصغر دولة في إفريقيا، في مؤتمر كوبنهاغن للمناخ، لم يعد أمام با عثمان جارجو خيار سوى المحاولة مرة أخرى وممارسة ضغط أكبر خلال محادثات المناخ المقبلة بالرغم من غياب أي اتفاق شامل.
وبالرغم من فشل المشاركين في محادثات كوبنهاغن للمناخ في الوصول إلى اتفاق ملزم في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، قال جارجو: "سنستمر في إشراك العالم من أجل خير شعوبنا وبلداننا وكل إفريقيا".
فبعد استمرار المفاوضات طيلة ليلة 18 ديسمبر ومعظم يوم 19 ديسمبر تم التوصل إلى ما أطلق عليه اسم "اتفاق كوبنهاغن" خارج إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الذي ضم 28 بلداً فقط.
ومن المتوقع أن يتم عقد الجولة التالية من محادثات الأمم المتحدة حول المناخ في مكسيكو في ديسمبر 2010 والتي من المحتمل أن يتم تقديم موعد انعقادها إلى منتصف العام، وفقاً لعدة مصادر رسمية وغير رسمية.
ولكن جارجو يرى أنه كان بإمكان اتفاق حقيقي أن يعني الكثير. فقد استثمر أربع سنوات من وقته في المفاوضات باعتباره ممثل غامبيا في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ورئيس وحدة الموارد المائية بهذا البلد الغرب إفريقي الفقير.
وتُظهِر ست سنوات من بيانات الأرصاد الجوية أن البلاد شهدت موجات متكررة من الجفاف والفيضانات. كما أن عدم انتظام التساقطات المطرية تسبب في انخفاض إنتاج الغذاء خلال السنوات القليلة الماضية. هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود اللذين زادا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ومن المتوقع أن تواجه البلاد خطراً كبيراً بنهاية القرن حيث يواجه هذا الخط الرفيع من الأرض تهديداً كبيراً بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر نتيجة الاحتباس الحراري. وقد حذر جارجو من أن "ارتفاع مستوى البحر بمتر واحد قد يتسبب في غرق العاصمة بنجول". (التفاصيل: http://unfccc.int/resource/docs/napa/gmb01.pdf)
كما أن تسرب مياه البحر المالحة إلى نهر غامبيا الذي يصب في المحيط الأطلسي يعتبر مشكلة بالفعل في ظل "تقلص طبقات المياه الجوفية في بعض المناطق"، حسب جارجو.
من جهته، أفاد كيم كارستنسن، مدير الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية، أن الفشل في الوصول إلى اتفاق جدي وملزم ألقى بظلاله على العملية برمتها. وجاء في قوله أن "المحادثات بخصوص التكيف كانت جيدة وكان من الممكن أن يتمخض المؤتمر عن تبني نص خاص بذلك".
أما ويليام كوجو أغيي مانغ بونسو، مبعوث غانا، فيرى أنه كانت هناك مراوغة في المحادثات الخاصة بالتكيف وأن ذلك جعله يشعر "بالإحباط حيال كل العملية".
غير أن المفاوضين اتفقوا على أنهم يملكون نصوصاً جيدة بخصوص التكيف ونقل التكنولوجيا يمكنهم الانطلاق منها وتعزيزها خلال الأشهر القليلة القادمة. ولكن جارجو يرى أن الأمور "تزداد صعوبة وقد تصبح أسوأ بكثير".
jk/bp- az/dvh
"