تشير التقييمات الأولية لاحتياجات الناجين من الزلزال الذي ضرب شمال غرب إقليم بلوشستان الباكستاني يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول إلى أن النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر.
وكان الزلزال الذي بلغت شدته 6.4 درجة على مقياس ريختر قد شرد أكثر من 70,000 شخص من بينهم 30,000 طفل وتسبب بمقتل 270 شخص على الأقل. كما حذر كبير وزراء بلوشستان، نواب أسلام ريساني، من أن حصيلة القتلى قد تصل إلى أكثر من 300 شخص مع تواصل عمليات البحث عن الجثث في المناطق النائية.
من جهتها، عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، التي قامت بتقييم أولي للاحتياجات بالتعاون مع الحكومة الباكستانية، عن قلقها إزاء الاحتياجات العاجلة للأطفال والنساء". وقد صرحت المنظمة أن عدد الأشخاص الذين تأثروا بالزلزال وصل إلى 108,000 شخص، نصفهم من الأطفال.
وأوضحت اليونيسف أن "الاحتياجات الأكثر إلحاحاً بالنسبة للناجين هي المأوى والمياه الآمنة للشرب والطعام والملابس الدافئة والمساعدة الطبية العاجلة". وأضافت أن توفير المياه الآمنة يعتبر "أولوية" في الوقت الحاضر محذرة من أنه في حال عدم توفرها سيصبح الأطفال على وجه الخصوص أكثر عرضة للأمراض مثل الكوليرا والإسهال.
وفي السياق نفسه، قال عمال الإغاثة أن العديد من الناجين يسكنون في العراء منذ وقوع الزلزال وأن بعضهم ما يزال دون ملجأ مناسب أو لباس دافئ. كما تنخفض درجات الحرارة في زيارات، وهي المنطقة الأكثر تأثراً بالزلزال، إلى ما دون الصفر مئوية كل ليلة. ومع اقتراب فصل الشتاء، حذرت دائرة الأرصاد الجوية الباكستانية من احتمالية أن تشهد هذه المنطقة المزيد من الانخفاض في درجات الحرارة.
ندرة المياه
بدوره، تحدث شوكت أوان، وزير الداخلية في إقليم بلوشستان عن تعرض ألف منزل للدمار وتأثر أكثر من 5,500 شخص بالزلزال الذي ضرب منطقة زيارات. كما فاقم الزلزال من ندرة المياه في المنطقة مع تدمير الكثير من مصادر المياه التي كانت متوفرة للسكان.
وقالت زنيرا خاتون، 30 عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) وهي تشير إلى تلال قريبة من قريتها في منطقة زيارات: "لقد كنا نجلب الماء من ينبوع صغير قريب من هنا...ولكن بعد الزلزال توقفت المياه عن التدفق".
وقد أشارت اليونيسف إلى أن حوالي 12,000 شخص في زيارات يفتقدون لماء الشرب الآمن وهم يعتمدون بالكامل على الإمدادات من ناقلات المياه. وأضافت المنظمة أنها بدأت بتزويد المياه النظيفة للنساء والأمهات الحوامل، غير أن المسؤولين المحليين أفادوا أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود لضمان بقاء الأطفال على قيد الحياة.
وأخبر ديلاوار خان كاكار، محافظ منطقة زيارات شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "نحن قلقون على الأطفال فالكثير منهم بدؤوا يمرضون". وأضاف أن هناك حاجة للمزيد من الخيام على الرغم من تحسن إمدادات مواد الإغاثة خلال الأيام القليلة الماضية.
أما أيوب كاكار، المسؤول الصحي في منطقة زيارات فقال أن الأطفال يعانون من أمراض مثل ذات الرئة والالتهابات الصدرية والإسهال.
وقال وزير خان، 30 عاماً، وهو أحد الناجين من منطقة زيارات وأب لأربعة أطفال: "إن المشكلة التي تواجهنا هي البرد ونقص الغذاء ونحن نعيش على البسكويت والأرز".
القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي
وقد زادت الصعوبات التي واجهت النساء بسبب الزلزال لعدم توفر طبيبات لمعالجتهن، حيث أن أغلبية السكان في منطقتي زيارات وبيشين المحافظتين هم من الباشتون الذين لا يسمحون لنسائهم أو حتى لطفلاتهم بالحصول على العلاج على يد أطباء ذكور.
وعن ذلك قال عمر جول، وهو طبيب متطوع من كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان: "لقد كانت هذه مشكلة حقاً، حيث لا تسمح لنا النسوة بفحصهن وبعضهن ربما أصبن بكسور أو جروح أخرى. من الواضح أنهن يشعرن بالألم، ولكن من الصعب أن تأتي طبيبات من كويتا إلى هنا لأسباب أمنية... لقد تمكنت في النهاية من معالجة طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات كانت تعاني من أربعة كسور في أصابعها بعد أن أمضيت يوماً كاملاً أقنع فيه والدها بأن يسمح بذلك".