أفاد مسؤولون وناشطون أردنيون أن آلاف العراقيين الباحثين عن لجوء سيحظون بفرصة جديدة لاستكمال تعليمهم بعد أن حُرِموا من ذلك بسبب الاضطرابات الأمنية التي تمزق بلادهم، وذلك بفضل قرار الحكومة الأردنية إطلاق مشاريع تعليمية جديدة لصالحهم.
وفي هذا الإطار، أفاد محمد العكور، مدير شؤون الطلبة بوزارة التربية والتعليم، أن الوزارة أعدت كل الوثائق القانونية التي تخول آلاف العراقيين الذين لا يستطيعون ارتياد المدارس العادية متابعة دراستهم في بيوتهم والحصول على اعتراف الوزارة [بشهاداتهم]".
وضمن هذا البرنامج الذي سيتم الإعلان عنه رسمياً في الأسابيع القليلة المقبلة، سيتمكن الطلبة من الدراسة في بيوتهم والمشاركة في الاختبارات النهائية في المدارس الحكومية.
وأوضح العكور أن "أي طالب، بمن فيهم العراقيون، سيتمكن من الدراسة في البيت والمشاركة في الامتحانات النهائية"، مشيراً إلى أن المشروع سيدخل حيز التنفيذ في بداية عام 2008.
كما سيتم إطلاق مشروع آخر يستهدف حوالي 3,000 طالب منقطع عن الدراسة، من ضمنهم الأردنيون، وسيتم إعطاؤهم هؤلاء فرصة حضور الدروس المسائية التي يقدمها مجموعة من المعلمين المدرَّبين. وأفاد العكور أنه تم إعداد حوالي 20 مركزاً على الأقل لهذا الغرض، خصوصاً في عمان والزرقاء وإربد. ويأمل المسؤولون في أن يتم تسجيل الدفعة الأولى من طلبة الحصص المسائية خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ومنذ عام 2003 الذي شهد فيه الأردن تدفق العراقيين الباحثين عن اللجوء، منعت الحكومة الأردنية العراقيين من دخول المدارس الحكومية، مما أجبر العديد منهم على التخلي عن الدراسة لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف المدارس الخاصة.
ولكن الحكومة الأردنية سمحت مؤخراً لحوالي 50,000 طالب عراقي من الباحثين عن اللجوء بالتسجيل في مدارسها الحكومية في محاولة منها لإثبات تغير مواقفها. ولن يستفيد من هذا البرنامج سوى الطلبة الذين انقطعوا عن الدراسة لمدة عامين أو أقل.
مؤسسة كويست سكوب
ويتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع مؤسسة كويست سكوب الخيرية الدولية المعروفة باهتمامها بمشاريع التنمية الاجتماعية في الشرق الأوسط، والتي سبق وساعدت آلاف الطلبة الأردنيين المنقطعين عن الدراسة في الحصول على فرصة ثانية لاستكمال دراستهم.
ويأمل المسؤولون في مؤسسة كويست سكوب أن يتمكن حوالي 1,500 طالب عراقي من الاستفادة من هذا المشروع.
وقالت وسام زعتر، المنسقة التعليمية بالمؤسسة، أن الطلبة سينضمون إلى برنامج دراسي لمدة عامين، سيُمكِّنهم من تعلم القراءة والكتابة ومهارات التواصل. وبعد إكمال البرنامج، سيتم منح الطلبة شهادة تخولهم من متابعة دراستهم في بيوتهم وتمنحهم فرصةً للانضمام إلى برامج التعليم المهني. وتتراوح أعمار الفئات المستهدفة بهذا المشروع بين 10 إلى 18 عاماً بالنسبة للفتيان وتصل حتى 22 عاماً بالنسبة للفتيات.
ويقوم بإعطاء المحاضرات أشخاص مدربون على كيفية التعامل مع الأطفال من مختلف الخلفيات بمن فيهم أولئك الذين يعانون من صدمات ما بعد الحرب أو غيرها من المشاكل النفسية. وقالت زعتر: "لدى بعض الأطفال مهارات خاصة أو ربما مروا بظروف عصيبة في الماضي، لذا فمن الضروري تفهم البيئة النفسية للطالب حتى يتسنى منحه أفضل البرامج التعليمية [الملائمة له]".
وسيتواجد 90 أخصائياً مدرباً لمساعدة حوالي 3,000 طالب منقطع عن الدراسة بمن فيهم الأردنيون، الذين سيدرسون أيضاً في نفس الفصول التي سيرتادها العراقيون.
"