انتقد الجنرال مسعود الدين تشودري، رئيس أركان القوات المسلحة في بنجلاديش، جهود إغاثة ضحايا إعصار سيدر الذي ضرب البلاد مؤخراً، واصفاً عملية توزيع المواد الإغاثية بأنها تفتقر للتنسيق المناسب.
وقال تشودري متحدثاً لمجموعة من رجال الأعمال: لقد وصلتنا تقارير تشير إلى أن ضحايا الإعصار في بعض المناطق حصلوا على كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية وقاموا ببيع فائض المواد الإضافية التي وزعت عليهم".
وأضاف تشودري أن مواد الإغاثة بالكاد وصلت إلى بعض المناطق وربما لم تصل بتاتاً.
وكان أكثر من 3,000 شخص قد لقوا حتفهم وتشرد الملايين غيرهم عندما ضربت عاصفة من الدرجة الرابعة جنوب غرب بنجلاديش في 15 نوفمبر/تشرين الثاني. وقد وُصفت هذه العاصفة بأنها إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية التي ضربت هذا البلد الفقير منذ 15 عاماً.
وقال الصحفي والمصور المستقل محمد روح الأمين الذي يغطي الآثار الناجمة عن الإعصار أن "هناك ما يكفي من مواد الإغاثة ولكن عمليات التوزيع تفتقد للتنسيق. ففي بعض المناطق، تسيطر الفوضى على العملية برمتها وخير مثال على ذلك انهيار جسر كالابارا، فما كان ذلك ليحدث لو كان هناك إدارة صحيحة لعمليات توزيع المساعدات الإنسانية".
وقد أشارت التقارير إلى إصابة العشرات ووفاة شخص واحد على الأقل في انهيار قسم من الجسر الذي يبلغ طوله 500 قدم وسقوطه في النهر في منطقة كالابارا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
توزيع غير عادل
ووفقاً لأمين، حصل الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الطرق على مواد إغاثية تزيد عن حاجتهم بينما لم يحصل القاطنون في المناطق البعيدة وخاصة في الجزر والقرى النائية على الحد الأدنى المطلوب من هذه المواد.
لكن يبقى سوء التنسيق في عملية توزيع مساعدات الإغاثة هو جزء واحد فقط من المشكلة.
ففي منطقة موريلجانج في مقاطعة باغيرهات المتضررة بشكل كبير ادعى السكان أن مسؤولي الإدارة المحلية لم يوزعوا مواد الإغاثة بانتظار "تعليمات عليا".
وقالت واحدة من الأطباء العاملين في أحد مخيمات الإغاثة: "يشكل التعنت البيروقراطي وفقدان الحوافز عند كل من المسؤولين الحكوميين وموظفي بعض المنظمات غير الحكومية والمنظمات الخاصة عاملاً إضافياً يزيد من الحركة البطيئة والخاطئة للمواد الإغاثية".
وقالت الطبيبة: "يعد توزيع مواد الإغاثة عملية شاقة وصعبة. ويبدو أن العديد من موظفي الحكومة أو المنظمات غير الحكومية يفتقدون للحماس والدافع الذي يساهم في التخفيف من الضغوط النفسية والإجهاد المتعلق بتوزيع المساعدات الإغاثية للمتضررين".
وأضاف روح الأمين قائلاً: "في 24 نوفمبر/تشرين الثاني شوهد عمال تابعون لعدد من المنظمات غير الحكومية والمنظمات التطوعية والأحزاب السياسية والمنظمات المهنية والثقافية وبعض الأفراد يوزعون المساعدات الإنسانية بين الناس على طرفي الطريق المعبد في شارانكولا، أحد أكثر المناطق تضرراً في مقاطعة باغيرهات. وكان الناس في تلك المنطقة قد حصلوا مسبقاً على ما يكفيهم من مساعدات إنسانية، بينما بقي الآلاف يعانون دون طعام على بعد كيلومترات قليلة فقط. ولم يذهب أحد إلى هناك لأن سياراتهم لا تستطيع الصعود إلى ذلك المكان".
ولكن أحد عمال الإغاثة العاملين هناك أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنه "لا بد من حصول مثل هذه الأمور بسبب الحجم الهائل للكارثة". وأضاف عامل الإغاثة الذي فضل عدم ذكر اسمه: "لا أشعر بالاستغراب على الإطلاق".
وفي اجتماع عطلة نهاية الأسبوع بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني تم حث الجميع على القيام بأنشطة الإغاثة بالتنسيق مع الإدارة المحلية للمناطق.
وقد حصلت بنجلاديش حتى الآن على وعود بتقديم معونات دولية تزيد عن 500 مليون دولار من ضمنها 250 مليون دولار من البنك الدولي و100 مليون دولار من السعودية.