1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Jordan

المزارعون الأردنيون يواجهون الموسم الأكثر جفافاً منذ عقود""

Jordan Valley Farmers are experiencing a severe lack of rainfall and urgent steps are needed to expand the area covered by greenery and promote the efficient use of water, environmentalists say Dale Gillard/Flickr

للوهلة الأولى يبدو كل شيء على ما يرام، فالسماء فوق جنوب الأردن سماوية زرقاء والشمس مشرقة على حقول القمح والشعير بينما تقوم بعض الأسر بالتنزه في الحقول احتفالاً بقدوم فصل الربيع.

ولكن بالنسبة للمزارعين مثل حتمل هلسه، تبدو الأمور قاتمة. وقال المزارع البالغ من العمر 60 عاماً بينما كان يتجول بين حقوله التي ورثها عن أجداده والتي زرعت على مدى العقود الأربعة الماضية بالقمح: انتهى الشتاء ولا تزال الأرض عطشى. يبدو أنه عام شديد الجفاف".

وتعتمد الزراعة في الأردن على الأمطار التي يسقط أغزرها في ديسمبر ويناير. ولكن كان هذا العام جافاً بشكل استثنائي.

وقد حذر بيان صادر عن وزارة المياه في 22 فبراير من أن المملكة والمنطقة ككل تعيشان "حالة غير مسبوقة من انحباس الأمطار" وأنه وضع "لم تشهده البلاد منذ عقود".

وقد بلغ إجمالي كميات هطول الأمطار في الأردن منذ بداية موسم الأمطار 2013-2014 وحتى نهاية يناير 2014 نحو 2,608.8 مليون متر مكعب، وهو ما يشكل 31.3 بالمائة تقريباً من معدل الهطول السنوي الطويل الأمد، مقارنة بهطول 6,371 مليون متر مكعب، أو ما يقرب من 76.6 بالمائة من معدل الهطول السنوي الطويل الأمد العام الماضي، وفقاً للبيان.

وقد حذرت الوزارة من أن سدود المملكة تحتجز 43 بالمائة فقط من إجمالي طاقتها الاستيعابية البالغة 325 مليون متر مكعب. ويعتبر الأردن واحداً من أكثر البلدان فقراً بالمياه في العالم، حيث تبلغ حصة الفرد من المياه 145 متراً مكعباً - أي نحو 15 بالمائة من خط "الفقر المائي" الذي حددته الأمم المتحدة والبالغ 1,000 متر مكعب.

ويقول المزارعون والخبراء أن الطقس الجاف ليس سوى استمرار لسوء الأحوال الجوية الذي يحدث على مدى العقود القليلة الماضية والذي يجعلهم يكافحون لمواجهة عواقبه.

دراسة

وتشير دراسة (غير متوفرة على الانترنت) أجراها المدير العام السابق لدائرة الارصاد الجوية، عبد الحليم أبو هزيم، إلى انخفاض في سقوط الأمطار في البلاد بنسبة 8 بالمائة بين عامي 2001 و2010. وقد وجدت الدراسة أن الأجزاء الشرقية والجنوبية من المملكة هي الأكثر تأثراً.

ويقول الخبراء والمزارعون أن المحاصيل البعلية مثل القمح والشعير والبقول والزيتون قد تأثرت سلباً.

وقال المزارع هلسه أنه بحلول فبراير، لا بد أن يصل طول القمح إلى 70 سنتيمتراً ولكنه بالكاد يصل الآن إلى 15 سم سنتيمتراً، وهو اتجاه كان قد لاحظه على مدى العقدين الماضيين.

من جهته، قال عادل عبد الغني، أستاذ الدراسات الزراعية في جامعة مؤتة في محافظة الكرك أن موسم الأمطار ينبغي أن يبدأ بحلول نهاية سبتمبر أو أوائل أكتوبر، ولكن في السنوات الأخيرة، أتى هطول الأمطار في وقت لاحق. وهذا الشتاء هطلت الأمطار للمرة الأولى في الأول من نوفمبر.

وأضاف قائلاً: "أدت سنوات الجفاف المتكررة بسبب تغير مواسم الهطول ونقص الأمطار الذي لوحظ منذ عام 1994 إلى ثني العديد من المزارعين عن زراعة حقولهم لأن ذلك "لم يعد مربحاً".

تأثر إنتاج القمح

وأفاد عودة الرواشدة، رئيس الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين أن إنتاج القمح قد تأثر بشكل كبير. وقال في حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "حتى ستينيات القرن الماضي، كنا نصدّر القمح والحبوب، ولكننا الآن ننتج ما يكفي فقط لتلبية احتياجات البلاد [لبضعة] أيام". فقد استوردت المملكة 95 بالمائة من احتياجاتها من القمح في عام 2010، و 9 بالمائة في عام 2011، وفقاً لدائرة الإحصاءات العامة الأردنية.

....بما أنه لا يمكننا التنبؤ بالمستقبل، يمكننا فقط الاستمرار في الأمل والانتظار لحصاد الحقول
وقد حاول المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي إنتاج قمح أكثر تحملاً كأسلوب للتكيف مع الجفاف المتزايد. وقالت نسب الرواشدة، الباحثة في مجال تغير المناخ والتنوع البيولوجي في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي: "من خلال مسح مجموعة متنوعة من أنواع القمح الذي يزرع محلياً في الأردن، لاحظنا أن سمة التكيف هي الإزهار المبكر والنضج المبكر، مما يساعد النباتات على تجنب الطقس الجاف".

ويصادف هذا العام السنة السادسة من زراعة نوع جديد من القمح، حيث قالت الرواشدة: "لقد نجحت زارعته في لواء الشوبك الجنوبي في ظل ظروف جافة للغاية". وعلى الرغم من أن بعض المزارعين قاموا بزراعة هذا النوع الجديد، إلا أنه لا زال غير معتمد على مستوى البلاد.

في الوقت نفسه، أدى ضعف المحصول المتوقع بالفعل إلى قيام بعض المزارعين بمحاولة تغطية تكاليفهم من خلال بيع القمح والشعير للرعاة كعلف للماعز الخاص بهم. وقال المزارع أبو محمود من الكرك: "من خلال القيام بذلك، يمكنني كسب بعض المال لدفع التكاليف، ولكن إذا انتظرت حتى موسم الحصاد، فأنا أدرك أنني في انتظار الخسارة فقط".

أضرار الثلوج

وقال محمد العتوم، رئيس قسم البيئة وتغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عمّان، أن الزيتون الذي يعد مصدراً رئيسياً للدخل للعديد من الأسر، قد تأثر أيضاً بسبب تغير مواسم الأمطار.

وأضاف قائلاً: "اعتاد المزارعون على انتظار الهطول الأول للأمطار لقطف ثمار الزيتون ولكن نظراً لتأخر المطر هذه الأيام قد يقومون بقطفها قبل ذلك".

وقد واجه مزارعو الزيتون هذا الشتاء تحدياً جديداً عندما جلبت موجة البرد أليكسا معها نحو نصف متر من الثلوج في بعض المناطق ودمرت أكثر من 60 بالمائة من أشجار الزيتون في شمال الأردن، وفقاً لنمر حدادين، الناطق الإعلامي لوزارة الزراعة.

وقالت المزارعة نبيلة مقدادي: "إنه أمر مريع، عندما يكون مصدرك الوحيد للدخل". فبعد تضرر أكثر من 50 بالمائة من الأشجار، قالت أنها الآن تبحث عن مصادر أخرى للدخل لأنه ثبت أن الزراعة مصدر "غير موثوق به".


ووفقاً لنسب الرواشدة، الباحثة في مجال تغير المناخ والتنوع البيولوجي في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي فإن العاصفة هي "إحدى الظواهر الجوية البالغة الشدة الناجمة عن تغير المناخ ... هذه نتيجة لأثر تغير المناخ. هذا هو الطقس الشديد الذي لم نعتد التعامل معه".

استراتيجية التكيف مع المناخ

ولكن، يحذر خبراء آخرون أنه من السابق لأوانه القول أن تغير المناخ هو المسؤول عن أنماط الطقس الحالية، والتي تتوفر عنها بيانات محدودة.

وقال العتوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "من الصعب جداً معرفة ما إذا كان حدوث ظاهرة معينة هو نتيجة لتغير المناخ، لأنه لا تتوفر لدينا إحصاءات أو دراسات كافية للاستناد إليها. وعلى أي حال، يستغرق تقييم الأثر سنوات طوال".

وفي عام 2013، أطلق الأردن سياسة وطنية للتكيف مع تغير المناخ في مختلف القطاعات بما في ذلك الزراعة، ولكن تنفيذ الاستراتيجية يتعثر بسبب "نقص التنسيق".

وقالت أنديرا الدهبي، المسؤولة عن قسم تغير المناخ في وزارة البيئة: "الخطوة الأساسية التالية هي تحسين التنسيق بين المؤسسات الحكومية لتحقيق أهداف الاستراتيجية".

وبما أن سياسة تغير المناخ ليست "مدمجة في الاستراتيجيات التنموية الوطنية الأخرى" يمكن أن يهدد ذلك تقدم الأردن نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

وقالت خبيرة تغير المناخ أمل دبابسة: "يعد تغير المناخ موضوعاً مشتركاً بين القطاعات. فنقص المياه والتغيرات في جودتها يؤثر على الزراعة وهو ما يمكن أن يؤثر أيضاً على الصحة وهكذا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أقام الأردنيون صلاة الاستسقاء، وهي جزء من التعاليم الإسلامية التي تدعو لإقامة صلاة الاستسقاء خلال سنوات الجفاف.

ولكن مع اقتراب فصل الربيع، يبقى المزارعون مثل هلسه بحظوظ متناقصة في الحصول على كميات كافية من المطر.

وقال هلسة: "الزراعة مثل دولاب الحظ. عليك أن تقبل المخاطر. وبما أنه لا يمكننا التنبؤ بالمستقبل، يمكننا فقط الاستمرار في الأمل والانتظار لحصاد الحقول".

aa/jj/cb-aha/dvh

"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join