تعمل وزارة الزراعة في الأردن على تنظيم حملات إرشادية حول دودة الزرع في محافظة الكرك، 140 كلم جنوب عمان، لمساعدة المزارعين على منع أي انتشار محتمل للدودة التي تصيب القمح وغيره من المحاصيل في المنطقة.
وأخبر أكثم مدانات، مدير زراعة الكرك شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: نتوقع إصابة بين 25,000 إلى 30,000 دونم من الأراضي في الكرك هذا الموسم ... ولذلك سنبدأ مع بداية موسم الزراعة بتوعية المزارعين بخطورة هذه الآفة وطرق الوقاية التي تسبق الزراعة بالإضافة إلى أهمية الرصد المبكر لبدء عمليات الرش مباشرة".
وقال مدانات أنه من المتوقع أن تزرع محافظة الكرك حوالي 90,000 دونم من القمح هذا العام.
وقد ظهرت دودة الزرع لأول مرة في الأردن في الخمسينيات وهي تشكل تهديداً لمحصولي القمح والشعير وخاصة في الجنوب بسبب الجفاف وعدم إتباع المزارعين للدورة الزراعية الثلاثية في إنتاج الحبوب.
كما بدأت وحدة الإرشاد في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي في الكرك بتنفيذ حملة إرشادية من خلال ثلاث مدارس حقلية للمزارعين لتشجيعهم على اتباع الأساليب الزراعية الحديثة للتخلص من آفة دودة الزرع. والمدارس الحقلية هي من المشاريع التي ينظمها المركز بدعم من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).
وقال نايل الكواليت، منسق مشروع المدارس الحقلية لإقليم الجنوب: "عقدت هذه المدارس في ألوية المزار الجنوبي وقصبة الكرك والقصر وتتضمن كل مدرسة 15 مزارعاً يلتقون باستمرار لبحث القضايا الزراعية وإجراء تجارب ميدانية".
وقال مدانات أن "مديرية زراعة الكرك تخطط لبدء حملات إرشادية في شهر أكتوبر/تشرين الأول. فهذا هو الوقت الذي يبدأ به المزارعون بحرث حقولهم وتهيئتها للزراعة التي تتم في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول". وتبدأ الدودة بالظهور نهاية شهر يناير/كانون الثاني.
مكافحة الدودة
وأضاف مدانات أن "الحرث العميق للأرض يعرض يرقات دودة الزرع للشمس مما يساعد في قتل كميات كبيرة منها. كما يجب رش المحصول مباشرة بعد ظهور الدودة [هذا يكون عادة نهاية شهر يناير/كانون الثاني وبداية شهر فبراير/شباط]".
وقال أن "الدودة انتشرت العام الماضي في مساحات واسعة، ولكن باتباع طرق المكافحة هذه استطعنا أن ننقذ الأراضي وكانت نسبة النجاح 95 بالمائة".
من جهته، قال حنا مدانات، خبير الحشرات في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي – فرع الربة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هناك مبيدات فعالة جداً ولكن عمليات الرش لا تكون مفيدة إلا إذا تم رشها في موعدها المناسب. وأضاف قائلاً: "نحن نعمل على إنتاج سلالات متحملة أو مقاومة لزراعتها في المستقبل".
الجفاف
وكانت دودة الزرع قد ظهرت أيضاً في الرمثا في شمال غرب المملكة منذ بضعة سنوات ولكنها لم تصب مساحات كبيرة من الأراضي كما حدث في الكرك. وقال حنا مدانات أن السبب في ذلك هو "الجفاف الذي ضرب المناطق الجنوبية من المملكة حيث تساعد مثل هذه الظروف على انتشار الدودة".
وأضاف أنه "من العوامل الأخرى التي تساعد في انتشار هذه الآفة زراعة نفس المحصول في الأراضي المصابة إذ يفترض إدخال الدورة الزراعية الثلاثية لكسر دورة حياة الدودة".
ووفقاً لأكثم مدانات، تزرع الكرك بين 150,000-160,000 دونم من الحبوب سنوياً، وتنتج جزءاً كبيراً من إنتاج المملكة. "وتضم المحافظة حوالي 200,000 نسمة، 70 بالمائة منهم يعملون في الزراعة".
ووفقاً لمسؤول في وزارة الزراعة، أنتج الأردن 39,485 طن من القمح عام 2007 كان منها 7,388 طن من إنتاج الكرك.
من الاكتفاء الذاتي إلى الاستيراد
وكان الأردن مكتفياً ذاتياً من القمح ويصدر الفائض إلى الخارج ولكنه توقف عن تصدير هذه المادة في الثمانينيات. ففي العام الماضي مثلاً أنتج الأردن 40,000 طن تقريباً من القمح واستورد حوالي 1,011,110 طن، بحسب أرقام وزارة الزراعة.
ووفقاً للخبراء، ساهم الجفاف وتقلص الأراضي الزراعية لصالح الزحف العمراني والافتقار إلى الطرق الحديثة لمكافحة الآفات الزراعية بشكل رئيسي في انخفاض الإنتاج. كما أن الأراضي الزراعية لم تزدد بشكل يتناسب مع الزيادة السكانية التي وصلت اليوم إلى 6 ملايين نسمة تقريباً.
وفي قمة الغذاء التي عقدت في روما في يونيو/حزيران الماضي، وضعت الفاو الأردن من بين سبع دول التي تعد الأكثر تأثراً بارتفاع أسعار الغذاء. والدول الأخرى هي غامبيا وليبيريا وموريتانيا والنيجر وزيمبابوي وملدوفا.