تقول غريس تابان جينوفا، صانعة الشراب التي تسكن على مشارف جوبا عاصمة جنوب السودان، أن تلبية احتياجات أطفالها الأربعة وأسرتها الممتدة تزداد صعوبة يوماً بعد يوم. وبعد مرور ستة أشهر على حوار جينوفا مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أثر المرض والبطالة سلباً على أسرتها.
الاسم: غريس تابان جينوفا
العمر: حوالي 38
المكان: ضواحي جوبا
هل يعيش زوجك معك؟ لا نحن منفصلان. أسكن مع شقيقاي وأطفالي الأربعة
ما هو عملك الرئيسي؟ صانعة شراب
ما هو راتبك الشهري؟ 20 جنيهاً جنوب سوداني في اليوم (4.76 دولار) (حوالي 142.90 دولار في 30 يوم) ولكن عندما لا أجني أي شيء يبقى أطفالي بلا طعام
ما دخل أسرتك الإجمالي - بما في ذلك مرتب زوجك وأية مصادر إضافية للدخل؟ يحصل شقيقاي أحياناً على مبلغ يتراوح بين 15 و20 جنيهاً جنوب سوداني (3.60 إلى 4.76 دولار) فيساهمان في نفقات الأسرة
كم عدد الأشخاص الذين يعيشون في منزلك - ما هي صلة قرابتك بهم؟ ثمانية أشخاص: أنا وأطفالي الأربعة [تبلغ أعمارهم 13 عاماً و11 عاماً وثلاثة أعوام ونصف و11 شهراً] وشقيقاي وأمي التي جاءت إلى جوبا من كايا، وهي قرية بالقرب من الحدود مع أوغندا
كم شخص يعتمد على دخلك أو دخل زوجك - ما صلتك بهم؟ نحن الثمانية
كم تنفقين على الطعام كل شهر؟ لا تتوفر معلومات
ما هي السلعة الرئيسية التي تستهلكينها – كم تكلف كل شهر؟ الذرة
كم تنفقين على الإيجار؟ يملك أقاربي المكان الذي أسكن فيه وقد أخبروني أنه بإمكاني البقاء هناك دون دفع أي شيء
كم تنفقين على وسائل النقل؟ أذهب إلى المدينة 3-4 مرات في الأسبوع لشراء الطعام ومستلزمات صناعة الشراب ويكلفني ذلك 6 جنيهات [1.43 دولار] ذهاباً وإياباً
كم تنفقين على تعليم أطفالك كل شهر؟ ترتاد طفلتا جينوفا سوزان (13 عاماً) وإستر المدرسة الآن ولذلك أصبحت أنفق 75 جنيهاً جنوب سوداني (18 دولاراً) في السنة على التعليم. ولم تكن الطفلتان تذهبان إلى المدرسة من قبل
بعد دفع كل فواتيرك كل شهر كم يتبقى لك؟ لا شيء
هل اضطررت أنت أو أي فرد من أفراد أسرتك لتفويت وجبات طعام أو التقليل من الكميات التي تتناولونها خلال الأشهر الثلاثة الماضية؟ إذا توفر المزيد من الطعام فعندها يستطع شقيقاي تناول شيء ما، ولكن إذا لم يتوفر المال لدي أو لديهما لشراء الطعام، لا نتناول جميعنا أي وجبة
هل اضطررت لاقتراض المال أو الطعام خلال الأشهر الثلاثة الماضية لتغطية الاحتياجات المنزلية الأساسية؟ لا تتوفر معلومات
وعندما زارت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) جينوفا في أوائل شهر مايو، كانت مستاءة للغاية ورفضت الحديث، وكانت ابنتها استر التي تبلغ من العمر 11 عاماً ترقد خائرة القوى على سرير، وتفتقر إلى الطاقة الكافية حتى لإبعاد الذباب.
وبعد مرور أسبوع وعدة رحلات إلى العيادة، تقول جينوفا أن استر لا تزال مريضة للغاية، وأن طفلها إيمانويل يعاني من آلام في المعدة. كان سعال إيمانويل أقوى من أن يتحمله جسده الصغير. كما اكتشفت جينوفا أن واحداً من أبنائها يعاني من مرض الصرع.
وعن الصعوبات التي تمر بها قالت شاكية: "هذا يعاني من الإسهال، وهذا لديه تورم في الساق يشل حركته في الوقت الحالي ولا يستطيع تحريك ساقه. بدأت تؤلمه ثم تورمت، والآن أصبحت على هذا النحو. لقد بدأت الأعراض منذ شهر ونصف".
"يعد الطعام والمرض أكبر مشكلة في حياتي وليست هناك طريقة لحلها. أصطحب أطفالي إلى العيادة، وهذا يساعد لفترة من الوقت".
كما أن عمل جينوفا المتمثل في صنع الشراب في المنزل متعثر أيضاً.
"كنت أحصل على قدر أكبر قليلاً من المال، ولكن في الوقت الحاضر لا أحد يريد أن يشتري. يبدو أن جميع سكان المنطقة يقومون بالعمل نفسه وقد بات أقل رواجاً".
"ليست لدي أي فكرة عن المبلغ الذي أكسبه شهرياً أو أسبوعياً. إنه يتغير من يوم إلى آخر".
"أحوالي المالية سيئة للغاية، وأنا فقيرة حقاً".
وفي الوقت الحاضر، يعيش ثمانية أشخاص في منزل جينوفا، من بينهم والدتها، التي جاءت إلى جوبا من كايا، وهي قرية بالقرب من الحدود مع أوغندا. ويعيش شقيقا جينوفا أيضاً هناك ويساعدان في مصروف الأسرة كلما أتيحت لهما الفرصة لكنهما يجدان صعوبة في الحصول على وظائف مؤقتة".
وتحدثت عن ذلك قائلة: "إنهما لا يعملان الآن، نجد صعوبة كبيرة الآن لتوفير الطعام للأسرة. في بعض الأحيان، يمكن أن يساهما بحوالي 15 أو 20 جنيهاً جنوب سوداني [4-5.25 دولار]* لدعم الأسرة، ولكنها ليست وظائف ثابتة".
"يعتمد أطفالي علي. وعندما يكون هناك طعام إضافي، يأكل شقيقاي أيضاً، ولكن إذا لم يكن لدي أو لديهما أي شيء، يتعين عليهما الاستغناء عن الطعام".
وأضافت قائلة "يمكنني أن أكسب 20 جنيهاً جنوب سوداني [5.25 دولار] في بعض الأيام، ولكن عندما لا أكسب أي شيء، يبقى الأطفال بلا طعام".
"لم تطرأ أي أخبار جيدة طوال الأشهر القليلة الماضية. لم نشهد سوى أحوالاً جوية سيئة وانتشاراً للأمراض. وعندما تمطر، يؤثر هذا على عملي، الذي أصبح بالفعل أسوأ مما كان عليه من قبل، أعتقد أنه يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض".
"تكمن المشكلة الرئيسية في المرض، والأمل الوحيد هو أن تقيم الحكومة عيادة هنا وتعالج الأطفال بالمجان. توجد بعض العيادات في هذه المنطقة، لكنها تجارية ومكلفة للغاية. ويتوقف المبلغ الذي تدفعه على نوع المرض - إذا كان التيفوئيد، على سبيل المثال، تدفع 100 جنيه جنوب سوداني [26 دولاراً] أو أكثر، وإذا كان الملاريا، تدفع أقل قليلاً".
"لكنني يجب أن أنجح؛ فالوطن هو الوطن، وأنا لا أستطيع المغادرة. إذا تمكنت فقط من تدبير نفقات التعليم والغذاء، سنكون بخير".
ولا تزال الذرة هي الطعام الرئيسي للأسرة، حيث يتم طحنها وتحويلها إلى البوشو، أي العصيدة. أما الأطعمة الأخرى، فهي قليلة ومتباعدة.
"نحن نأكل الخضروات والملفوف، وربما الأسماك واللحوم مرة واحدة كل حين، ولكن هذا نادر جداً".
كما تنفق جينوفا 6 جنيهات جنوب سودانية (1.6 دولار) على النقل كل يوم تقريباً للذهاب إلى السوق لبيع الشراب الذي تعده وشراء الطعام أو أخذ أطفالها إلى العيادة.
والخبر السار هو أن ابنتي جينوفا الأكبر سناً، سوزان (13 عاماً) واستر تذهبان إلى المدرسة الآن. وتدفع جينوفا 75 جنيهاً جنوب سوداني سنوياً (20 دولاراً) كرسوم مدرسية.
"هذا أفضل بكثير من المدارس الأخرى الأكثر تكلفة،" كما قالت.
hm/aw/rz-ais/dvh
*وفقاً لسعر الصرف غير الرسمي، وذلك حتى 26 يونيو 2013 (4.2 جنيه جنوب سوداني مقابل دولار واحد)
لقاء غريس تابان جينوفا مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في ديسمبر 2012