1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق: عمال الإغاثة يجدون صعوبة في الوصول إلى المحتاجين في ديالا

[Iraq] A map of Iraq highlighting Diyala province and Baqubah city. [Date picture taken: 01/16/2007] IRIN

أفاد موظفو الإغاثة بأن الوضع الإنساني في محافظة ديالا لا يزال يشهد المزيد من التدهور بسبب استمرار المواجهات بين الفصائل المسلحة وصعوبة الوصول إلى النازحين والمحتاجين.

وفي هذا السياق، قال نافع العبيدي، نائب رئيس رابطة المعونة العراقية، وهي منظمة غير حكومية محلية: لا نستطيع الوصول إلى آلاف الأسر بسبب الوضع الأمني المتدهور في المنطقة. لقد منعتنا العديد من الفصائل المسلحة من توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين المنتمين إلى الفصائل المناهضة لها مما تسبب بحرمان الأسر من المساعدات التي هي في أمس الحاجة إليها".

وأضاف قائلاً: "نصحونا بأن نوكل مهمة توصيل المساعدات الغذائية للجيش أو للفصائل المتحاربة، ولكن في ظل تزايد العنف، نشك في أن يصل الغذاء إلى المحتاجين إليه".

ووفقاً للعبيدي، تضم بعض المناطق نقطتي تفتيش أو ثلاثة كل منها تحت سيطرة فصيلة مختلفة وعلى بعد كيلومتر واحد أو يزيد من بعضها البعض، مما يجعل المتطوعين يفضلون العودة أدراجهم بدل مواجهة المتمردين أو المقاتلين. ووضح العبيدي السبب في ذلك قائلاً: "سبق وتعرض ثلاثة من متطوعينا للاحتجاز على يد عناصر الميليشيات التي احتفظت بهم لما يزيد عن ثلاثة أيام متهمة إياهم بالتعاون مع المتمردين. ولكن الحظ حالفنا عندما تعرف أحد شيوخ الفصيلة التي كانت تحتجز متطوعينا على واحد منهم كان يوصل المساعدات إلى أسرته في العام الماضي وأقنع المختطفين بإطلاق سراحهم".

ويرى المسؤولون المحليون بأن التحدي الأكبر الذي يواجهه ديالا لا يكمن فقط في إقناع السنة بعدم حماية أعضاء القاعدة ولكن يتعدى ذلك إلى ضرورة تحقيق تصالح بين الفصائل الشيعية والسنية المتحاربة.

وقال محمود شاهر، المسؤول رفيع المستوى في مجلس محافظة ديالا والعضو في وحدة المصالحة: "إن القبائل المتحاربة والمقاتلين السنة والميليشيات الشيعية والمسؤولين المنتخبين الذي لا يشاركون في تسيير شؤون المحافظة يتسببون جميعاً في تدهور الوضع الأمني فيها"، موضحاً بأن "المسؤولين هم من الشيعة ولا يستطيعون تفقد أمور المحافظة والتعرف على مشاكلها مخافة التعرض للقتل".

محادثات المصالحة

ويعتقد شاهر بأن "المحادثات التي بدأت في الأسبوع الماضي بين القوات الأمريكية وزعماء القبائل بهدف تحقيق المصالحة ستبوء بالفشل. فلطالما كانت ديالا مسرحاً للعنف الطائفي حتى قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003. لكن الوضع الآن ازداد سوءاً وأصبحت الأسر تهرب من المدينة بعد أن رأت المئات من المدنيين الأبرياء يتعرضون للقتل على يد مختلف الفصائل المتطاحنة".

''الناس يعانون بسبب المواجهات، فالأطفال لا يذهبون إلى المدارس، والحوامل تفقدن أجنتهن لأن المستشفيات لا تعمل بشكل لائق''
أما فهد الدراجي، المحلل السياسي بجامعة المستنصرية ببغداد، فيرى بأنه لابد من التحضير جيداً لهذه المحادثات وإلا فإنها لن تتمكن من تغيير الفوضى التي تعاني منها المحافظة. وأوضح ذلك بقوله: "أولاً يجب على المشاركين في هذه المحادثات أن يلتقوا خارج ديالا لأسباب أمنية. ولا يجب أن يُسمَح للشيعية بالاستفراد بالسلطة في منطقة متعددة الطوائف [مثل ديالا]. كما يجب إعطاء السكان المحليين، الفرصة للتعبير عن آرائهم وآمالهم. فالآن هم ليسوا طرفاً في هذه المحادثات بل الزعماء هم من يشاركون فيها والذين يخضعون أحياناً لتأثير أطراف معينة".

"فوضى إنسانية"

وأوضح الدراجي بأن "الناس يعانون بسبب المواجهات، فالأطفال لا يذهبون إلى المدارس، والحوامل تفقدن أجنتهن لأن المستشفيات لا تعمل بشكل لائق، وبالرغم من كل هذا لا تناقش هذه المواضيع خلال لقاءات المصالحة".

وعلى نفس الصعيد، أفاد العبيدي من رابطة المعونة العراقية بأنه حصل على تقارير من السكان المحليين بديالا توضح بأن العديد من النساء لقين حتفهن بسبب سوء الرعاية الطبية خلال الولادة. ووفقاً للسلطات الصحية أصيب العديد من الأطفال بالإسهال في ظل القلق المتزايد من انتشار الكوليرا.

وقال العبيدي: "يمكننا القول بأن فوضى إنسانية تسيطر على ديالا، حيث لا تستطيع الأسر الحصول على المساعدات بسبب عجزنا عن توصيلها. لقد علمنا بأن القوات الأمريكية والعراقية قامت بتوزيع الحصص الغذائية ولكن الأسر التي توجد في المواقع الساخنة ظلت بدون مساعدات لأكثر من أربعة أسابيع، وهي لا تستطيع الحصول على أي طعام أو على الحليب لأطفالها حديثي الولادة".

"
Share this article

Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.

We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.

Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join