أفاد موظفو الإغاثة بأن الوضع الإنساني في محافظة ديالا لا يزال يشهد المزيد من التدهور بسبب استمرار المواجهات بين الفصائل المسلحة وصعوبة الوصول إلى النازحين والمحتاجين.
وفي هذا السياق، قال نافع العبيدي، نائب رئيس رابطة المعونة العراقية، وهي منظمة غير حكومية محلية: لا نستطيع الوصول إلى آلاف الأسر بسبب الوضع الأمني المتدهور في المنطقة. لقد منعتنا العديد من الفصائل المسلحة من توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين المنتمين إلى الفصائل المناهضة لها مما تسبب بحرمان الأسر من المساعدات التي هي في أمس الحاجة إليها".
وأضاف قائلاً: "نصحونا بأن نوكل مهمة توصيل المساعدات الغذائية للجيش أو للفصائل المتحاربة، ولكن في ظل تزايد العنف، نشك في أن يصل الغذاء إلى المحتاجين إليه".
ووفقاً للعبيدي، تضم بعض المناطق نقطتي تفتيش أو ثلاثة كل منها تحت سيطرة فصيلة مختلفة وعلى بعد كيلومتر واحد أو يزيد من بعضها البعض، مما يجعل المتطوعين يفضلون العودة أدراجهم بدل مواجهة المتمردين أو المقاتلين. ووضح العبيدي السبب في ذلك قائلاً: "سبق وتعرض ثلاثة من متطوعينا للاحتجاز على يد عناصر الميليشيات التي احتفظت بهم لما يزيد عن ثلاثة أيام متهمة إياهم بالتعاون مع المتمردين. ولكن الحظ حالفنا عندما تعرف أحد شيوخ الفصيلة التي كانت تحتجز متطوعينا على واحد منهم كان يوصل المساعدات إلى أسرته في العام الماضي وأقنع المختطفين بإطلاق سراحهم".
ويرى المسؤولون المحليون بأن التحدي الأكبر الذي يواجهه ديالا لا يكمن فقط في إقناع السنة بعدم حماية أعضاء القاعدة ولكن يتعدى ذلك إلى ضرورة تحقيق تصالح بين الفصائل الشيعية والسنية المتحاربة.
وقال محمود شاهر، المسؤول رفيع المستوى في مجلس محافظة ديالا والعضو في وحدة المصالحة: "إن القبائل المتحاربة والمقاتلين السنة والميليشيات الشيعية والمسؤولين المنتخبين الذي لا يشاركون في تسيير شؤون المحافظة يتسببون جميعاً في تدهور الوضع الأمني فيها"، موضحاً بأن "المسؤولين هم من الشيعة ولا يستطيعون تفقد أمور المحافظة والتعرف على مشاكلها مخافة التعرض للقتل".
محادثات المصالحة
ويعتقد شاهر بأن "المحادثات التي بدأت في الأسبوع الماضي بين القوات الأمريكية وزعماء القبائل بهدف تحقيق المصالحة ستبوء بالفشل. فلطالما كانت ديالا مسرحاً للعنف الطائفي حتى قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003. لكن الوضع الآن ازداد سوءاً وأصبحت الأسر تهرب من المدينة بعد أن رأت المئات من المدنيين الأبرياء يتعرضون للقتل على يد مختلف الفصائل المتطاحنة".
الناس يعانون بسبب المواجهات، فالأطفال لا يذهبون إلى المدارس، والحوامل تفقدن أجنتهن لأن المستشفيات لا تعمل بشكل لائق |
"فوضى إنسانية"
وأوضح الدراجي بأن "الناس يعانون بسبب المواجهات، فالأطفال لا يذهبون إلى المدارس، والحوامل تفقدن أجنتهن لأن المستشفيات لا تعمل بشكل لائق، وبالرغم من كل هذا لا تناقش هذه المواضيع خلال لقاءات المصالحة".
وعلى نفس الصعيد، أفاد العبيدي من رابطة المعونة العراقية بأنه حصل على تقارير من السكان المحليين بديالا توضح بأن العديد من النساء لقين حتفهن بسبب سوء الرعاية الطبية خلال الولادة. ووفقاً للسلطات الصحية أصيب العديد من الأطفال بالإسهال في ظل القلق المتزايد من انتشار الكوليرا.
وقال العبيدي: "يمكننا القول بأن فوضى إنسانية تسيطر على ديالا، حيث لا تستطيع الأسر الحصول على المساعدات بسبب عجزنا عن توصيلها. لقد علمنا بأن القوات الأمريكية والعراقية قامت بتوزيع الحصص الغذائية ولكن الأسر التي توجد في المواقع الساخنة ظلت بدون مساعدات لأكثر من أربعة أسابيع، وهي لا تستطيع الحصول على أي طعام أو على الحليب لأطفالها حديثي الولادة".
"