قالت وكالات الإغاثة أنه ينبغي زيادة المساعدات الإنسانية التي يتم منحها إلى الصومال- حيث من المتوقع أن يتواصل احتياج 3.4 مليون شخص إلى الدعم الغذائي وغير الغذائي طوال الأشهر الستة المقبلة- وخاصةً في المناطق الزراعية والرعوية في وسط جنوب البلاد، بسبب الأمطار القليلة خلال موسم الأمطار جو" في الفترة الممتدة بين مارس ومايو. ويُعد موسم الأمطار "جو" المسؤول عن نمو 60 إلى 70 بالمائة من محاصيل الحبوب في الصومال.
وتأتي أقاليم باكول وباي وجيدو وشابيلي وأجزاء من إقليم جوبا من بين المناطق الجنوبية التي من المتوقع أن تتأثر بقلة هطول الأمطار، والتي تحصل عادةً على إمدادات الحبوب خلال 4 إلى 6 أشهر عن طريق موسم الأمطار "جو". وذكرت وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية في تقرير صدر مؤخراً عن الصومال أن "حالة الأمن الغذائي ستتدهور في المناطق الزراعية والرعوية في الجنوب حيث يشير انخفاض هطول الأمطار في موسم "جو" إلى ما دون المتوسط- في معظم المناطق الزراعية التي تعتمد على الأمطار- إلى نقص لا مفر منه في محاصيل موسم "جو".
وتقوم المفوضية الأوروبية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتمويل وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية، بينما تقوم منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بتنفيذ أنشطة الوحدة. ومع ذلك ثمة تحسن في سبل كسب العيش في المناطق الرعوية الأخرى في الصومال ومقديشو بعد تحسن أسعار الماشية والزيادة المتوقعة في إنتاج قطعان الماشية وإنتاج الحليب فضلا ًعن ارتفاع الطلب على الصادرات.
إضافةً إلى ذلك، أدى افتتاح ميناء مقديشو إلى زيادة الواردات وانخفاض أسعار السلع والمواد الغذائية. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال سيرجيو إنوسينتي، منسق الطوارئ في منظمة الأغذية والزراعة في الصومال أن "الدراسة الأخيرة التي أُجريت في أبريل 2012 في مقديشو أشارت إلى تحسن ملحوظ في استهلاك المواد الغذائية وزيادة معدل التوظيف بين سكان المناطق الحضرية والنازحين داخلياً على حد سواء، مقارنةً بدراسة شهر ديسمبر من العام الماضي".
ووفقاً لما ذكره تقرير وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية، فإنه بالرغم من تحسن المشهد في بعض المجالات إلا أن "استمرار الدعم الإنساني له أهمية قصوى وخاصةً في سياق حالة التغذية الحرجة جداً السائدة في جنوب الصومال والتي من المتوقع أن تظل على ما هي عليه في معظم أجزاء الإقليم". وأضاف التقرير أنه "من المرجح أن يظل العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعانون من أزمة في الأمن الغذائي ثابتاً في النصف الثاني من العام".
وضع هش
ووفقاً لما ذكرته ديجان علي، مديرة منظمة حلول التنمية الإفريقية، فإن الوضع في الصومال ظل هشاً مع الوضع الاقتصادي غير المستقر، الأمر الذي يجعل من الصعب على السكان الاستثمار في عملية النهوض. وقالت ديجان أن تلبية الاحتياجات الغذائية وغير الغذائية للسكان لا تقل أهمية عن تحسين قدرة السكان على الصمود أمام الصدمات في المستقبل، مضيفةً أنه "ثمة حاجة إلى مواصلة المساعدات الإنسانية ودعم أنشطة النهوض. وينبغي أيضاً أن نتجه قدر الإمكان نحو التدخلات التنموية الطويلة الأجل، بما في ذلك توفير شبكات الأمان الاجتماعي للناس ومعالجة القضايا الأوسع نطاقاً مثل إدارة الموارد الطبيعية".
وبالرغم من أنه لم يعد هناك حالة مجاعة في جنوب الصومال، ما زال ثلث عدد السكان في أزمة وغير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية وغير الغذائية طبقاً لما ذكره التقرير الصادر في فبراير عن وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية وشبكة أنظمة الإنذار المبكر للمجاعة التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
ko/aw/cb-hk/bb
Our ability to deliver compelling, field-based reporting on humanitarian crises rests on a few key principles: deep expertise, an unwavering commitment to amplifying affected voices, and a belief in the power of independent journalism to drive real change.
We need your help to sustain and expand our work. Your donation will support our unique approach to journalism, helping fund everything from field-based investigations to the innovative storytelling that ensures marginalised voices are heard.
Please consider joining our membership programme. Together, we can continue to make a meaningful impact on how the world responds to crises.