أخبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنه اضطر إلى توقيف عمليات توزيع المساعدات الغذائية في المنطقة الجنوبية الغربية من أفغانستان بشكل مؤقت بعد أن تعرضت قافلة تابعة له لهجوم أثناء قيامها بتوصيل المساعدات الغذائية للأفغان المرحَّلين من إيران.
وكانت قافلة مكونة من 14 شاحنة ومحملة بخمسمائة طن من المواد الغذائية قد تعرضت لإطلاق نار كثيف خلال مرورها على طريق هيرات-نمروز في إقليم فرح الواقع جنوب غرب أفغانستان يوم 8 سبتمبر/أيلول، بالرغم من أنها كانت تحت حماية مسلحة مكونة من 110 فرداً من عناصر الشرطة. وأفاد غلام داستغير أزاد، محافظ نمروز، بأن المواجهات أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر الشرطة و10 من المهاجمين.
وكان البرنامج قد استأجر جميع الشاحنات ولم تكن أياً منها تحمل أية علامات تدل على الأمم المتحدة.
من جهته، صرح ريك كورسينو، ممثل برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بكابول بأنه يعتقد بأن المهاجمين هم أساساً لصوص أكثر من كونهم أصحاب مواقف سياسية.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يقوم فيها مجهولون مسلحون بالهجوم على شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية ونهب محتوياتها في الأقاليم الجنوبية المتوترة. فوفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، وقعت أكثر من 25 حادثة هجوم على قوافل المساعدات الغذائية منذ بداية عام 2007 إلى الآن.
الاستعداد لفصل الشتاء
واستعداداً لفصل الشتاء الذي يعيق الوصول إلى المناطق الجبلية النائية في أفغانستان، قام برنامج الأغذية العالمي بالتخزين المسبق للمواد الغذائية في مواقع إستراتيجية بهدف تجنب حدوث نقص في الأغذية.
وكانت أقاليم بداخشان ودايكوندي وغور، التي انقطعت عنها الطرق بسبب الأمطار الغزيرة والثلوج المتراكمة في شهر يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، قد اشتكت من عدم حصولها على المساعدات الغذائية. إلا أن برنامج الأغذية العالمي والعديد من المنظمات الإنسانية الأخرى أكدت بأنها استجابت لكل احتياجات البلاد.
وقال كارسينو لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): نحن أكثر استعداداً هذه السنة من السنة الماضية من حيث الموارد، فنحن نقوم بدراسة الأقاليم إقليماً إقليماً ومنطقة منطقة لنتأكد من المناطق التي ستصبح معزولة ونخطط لعمليات توزيع المساعدات الغذائية بناء على ذلك".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة قد صرحت بأن الأحوال الجوية الإيجابية التي عرفتها أفغانستان خلال عام 2007 قد تمكنها من تحقيق "الاكتفاء الذاتي" من حيث إنتاج الحبوب، مما جعل العاملين في قطاع المساعدات الإنسانية يتوقعون أن يكون فصل الشتاء هذا العام أفضل بكثير من فصل شتاء عام 2006 عندما اضطرت البلاد إلى استيراد أكثر من مليون طن من الحبوب من الدول المجاورة. وقال كورسينو: "بما أن توقعات محصول القمح في أفغانستان هذه السنة أفضل بكثير من السنة الماضية، فقد قمنا بشراء 4,000 طن من القمح في هيرات، وقمنا لأول مرة بشراء 9,000 طن من القمح من إيران سنقوم بتوزيعها في إقليمي باغديس وغور".
انعدام الأمن الغذائي
وبعد ست سنوات من تعهد مجتمع المانحين الدوليين باجتثاث الفقر والمجاعة من أفغانستان، لا يزال أكثر من 6.5 مليون أفغاني (أي حوالي 26 بالمائة من سكان البلاد البالغ عددهم 24.5 مليون نسمة) يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وكان برنامج الأغذية العالمي قد خطط لإطعام 3.5 مليون شخص من أكثر الأفغان حاجة خلال عام 2007 من خلال مشروعي الغذاء مقابل العمل، والغذاء من أجل التعليم وغيرهما من مشاريع الاستجابة للطوارئ. كما ركز البرنامج خلال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار أفغانستان في يناير/كانون الثاني 2006 على ضرورة "أن يأخذ المانحون في اعتبارهم بأن الغذاء لا يزال موضوعاً شائكا" بالنسبة لملايين الأفغان.
"