1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: إغلاق المدارس مع استمرار عزوف المعلمين عن التدريس

Pupils at a school in Afghanistan. For generic use Save The Children UK
Pupils at a school in Afghanistan. Insecurity has affected school education and literacy rates (file photo)

 أغلقت المدرسة المحلية في وانا، البلدة الرئيسية في منطقة وزيرستان القبلية بجنوب باكستان، أبوابها منذ عدة أشهر ولا يأتي الأطفال إليها إلا للعب. وعن ذلك، قال رضا علي، البالغ من العمر 8 سنوات: لا يوجد لدينا معلم في المدرسة، ولذلك نقضي يومنا في اللعب أو في القيام بأعمال المنزل".

ويعيش المعلم الذي كان يدرس رضا وزملاءه قبل أن يؤدي انعدام الأمن إلى إغلاق المدارس في المنطقة على بعد كيلومتر واحد فقط من المدرسة، ولكنه غير مستعد للعودة إلى العمل. ولذلك لم يحضر الأطفال في وانا فصولاً دراسية منذ نوفمبر.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال سيد فواد علي شاه، مسؤول التعليم في حالات الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في باكستان أنه "نتيجة للمشكلات الأمنية لا يقوم المدرسون وخاصة الإناث منهم بالذهاب إلى الفصول وهذا يؤثر على تعليم الفتيات".

وطبقاً لما ذكرته تقارير إعلامية، يعني الخوف من طالبان أن الكثير من المدرسين لم يعودوا إلى العمل حتى في مناطق مثل سوات الخالية من المسلحين الآن.

وقالت أمينة مالك، البالغة من العمر 25 عاماً من منطقة خيبر حيث قامت بالتدريس في مدرسة للفتيات خلال الفترة من 2006 إلى 2009: "أحب مهنة التدريس لكني لن أقوم أبداً بالتدريس مرة أخرى. فزوجي يرى أن علي التخلي عن هذه المهنة لخطورتها الشديدة. وهناك عدد قليل فقط من المدرسات المستعدات للتدريس الآن".

وقالت مريم بيبي، وهي أم لفتاتين تعيش في منطقة ريفية على مشارف بيشاور: "من الأفضل أن يبقين في أمان في المنزل ويتعلمن الطبخ والحياكة".

تحلم ابنة مريم البالغة من العمر 13 عاماً، وتدعى جميلة، أن تصبح مدرسة ولكنها تقول الآن: "يبدو أنني لن أكمل حتى شهادتي الثانوية".

من جهته، قال عبد المنيب، وهو مدرس ثانوي في منطقة باجور، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "كمدرس أشعر دائماً بالحزن عندما يتسرب الطلاب من الدراسة قبل إكمال تعليمهم. والآن لم يعد يستطيع الكثير من الطلاب الاستمرار في التعليم لأن أسرهم بحاجة إلى عملهم. ويخشى آخرون من الحضور إلى فصول الدراسة بسبب التفجيرات التي وقعت في المدارس في الماضي ويرفضون الحضور مرة أخرى".

انخفاض معدلات التعليم

ويؤثر انعدام الأمن على معدلات التعليم. وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال روحي بانو، المدير الإقليمي لمنظمة خويندو كور غير الحكومية في بيشاور التي تعمل في مجال تعليم الفتيات: "بالكاد يوجد واحد بالمائة من النساء المتعلمات في تلك المناطق".

وقالت أزرا خان، مديرة إحدى المدارس الخاصة في بيشاور: "لطالما كان من الصعب العثور على مدرسات في تلك المناطق. فهناك عدد قليل من النساء المتعلمات وأسرهن تفضل بقاءهن في المنزل دون عمل. وسيزيد الموقف الذي نشأ الآن بعد عهد طالبان الأمور سوءاً مع وجود عدد أقل من النساء الراغبات في هذا العمل".

وأوضحت أنه في بعض الحالات تلقت المدرسات تهديدات حتى في المدن الكبرى، وأضافت: "لم تعد معلمتان على الأقل في مدرستي راغبتين في العمل هنا".

وتتفاقم المشكلة بسبب إحجام الآباء عن السماح للرجال بتدريس الفتيات. وقالت زكية بيبي، البالغة من العمر 40 عاماً من مدينة مينجورا في سوات: "أصر زوجي على سحب ابنتنا من المدرسة بسبب وجود بعض المدرسين الرجال في المدرسة. لديه وجهات نظر متشددة ويقول أن هذا غير مقبول".

وهناك عوامل أخرى تؤثر على التعليم، حيث قال إحسان الله البالغ من العمر 40 عاماً ويدير مصنعاً لصناعة الأحذية في منطقة وزيرستان الجنوبية: "هناك العديد من الأسر التي عانت مالياً واستخدمت جميع مدخراتها أثناء النزوح وهي غير قادرة على العثور على وظائف الآن حتى بعدما عادت إلى ديارها". وأضاف أنه يتلقى عشرات الطلبات للحصول على وظائف كل أسبوع ولكنه لا يستطيع استيعاب المزيد من العمال.

وتتساءل زينب بيبي من مدينة مردان في إقليم خيبر بختون خوا كيف يمكنها تعليم أطفالها الأربعة. كان زوج زينب تابعاً لقوات طالبان في المنطقة، حيث قالت: "لقد هربت بمفردي مع الأطفال عام 2010 عندما اشتدت حدة القتال. لقد ساعدنا بعض الأقارب. ولكنني لم أسمع عن زوجي من ذلك الحين. يبلغ أبنائي الكبار 14 و15 عاماً وهما يذهبان إلى العمل في ورشة للسيارات للحصول على بعض الدخل ولكني أتوق إلى رؤيتهما مرة أخرى في المدرسة".

ويساور بيبي القلق من أنه إذا لم يتعلم أبناؤها فقد يتم إغرائهم للانضمام إلى طالبان، مضيفة أن "البندقية عامل جذب كبير للأولاد الصغار".

kh/eo/mw-hk/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join