في شهر أبريل/نيسان، عاد فريق أفلام إيرين إلى أفغانستان ليلقي الضوء على قضية المرأة الأفغانية بعد ست سنوات من الإطاحة بنظام طالبان على يد القوات الدولية. وبالرغم مما تم تحقيقه في مجال تعليم المرأة ومشاركتها في البرلمان، إلا أن البلاد لازالت تسجل أعلى نسبة وفيات بين الأطفال والنساء أثناء الولادة في العالم وتعاني من تردي الأوضاع الأمنية وارتفاع العنف المنزلي.
وتقول حورية مصادق، وهي ناشطة أفغانية في مجال حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين: في نهاية عام 2001 عندما أطاحت القوات الدولية بحكومة طالبان، أملنا أن يتغير الوضع بالنسبة للأفغان مع وضع قوانين حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في أفغانستان. لسوء الحظ لم يتغير وضع العديد من النساء اللاتي ما زلن يعانين من العنف وانعدام الأمن ويتعرضن للخطف والاغتصاب على يد جماعات مسلحة غير شرعية."
وهذا الفيلم، الذي صور في مجمله في إقليم بداخشان، شمال شرق البلاد، يفتح نافذة على حياة المرأة الأفغانية. فالنساء الحوامل في هذا الإقليم النائي تواجهن خطر الموت أثناء الولادة بنسبة تفوق بكثير ما تتعرض له مثيلاتهن في أي منطقة من العالم، وذلك نتيجة لقلة الطرق وندرة المراكز الصحية، حيث تصل نسبة وفاة النساء لدى الإنجاب إلى 6,500 حالة لكل 100,000 ولادة. كما أن صعوبة الوصول إلى المراكز الصحية تدفع العديد منهن إلى الالتجاء إلى الأوهام الاستشفائية للأفيون للتغلب على أوجاعهن وتهدئة أطفالهن. وهذا بدوره يشكل عاملاً أساسياً في تصاعد وتيرة الإدمان في البلاد.
كما تشكل العادات والتقاليد المحلية وطباع الرجال عائقاً آخر في المعركة التي تخوضها النساء للحصول على حقوقهن. ففي بداخشان، لابد للمرأة أن تطلب إذناً من زوجها أولاً قبل زيارة الطبيب، والعديد من الرجال لا يسمحون لزوجاتهم بزيارة الطبيب تحت أي ظرف من الظروف.
وفي أفغانستان حيث تعاني أربعة من كل خمس نساء من الأمية، يبقى التعليم الحاجة الأكثر إلحاحاً. ففي
هذه صرخة في وجه المجتمع الدولي تقول أنظروا كم نعاني ولا أحد هنا ليساعدنا |
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المتمردين ليسوا وحدهم من يجبر النساء على ملازمة بيوتهن. فالعنف المنزلي يلعب دوره في ذلك أيضاً، حيث لازالت نسبه في ارتفاع مضطرد. ولا زالت الفتيات تتزوجن في وقت مبكر جداً، ولازالت جرائم الشرف منتشرة بشكل كبير بحيث يصبح الملاذ الأخير للنساء اليائسات أحياناً هو إضرام النار في أنفسهن.
"