1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Israel

الأرض الفلسطينية المحتلة–إسرائيل: حمدي أمان، القدس ستبقى إصابتها معها إلى الأبد، إلى أن تموت""

Hamdi Aman, 30, his paralysed daughter Maria, 6, and his son Mo'men, 4. Shabtai Gold/IRIN

كان صباح يوم السبت منتصف شهر مايو/أيار 2006 اليوم الذي انقلب فيه عالم حمدي أمان، 30 عاماً، رأساً على عقب. ففي هذا اليوم فقد أربعة من أفراد أسرته في غارة إسرائيلية كانت تستهدف ناشطاً في حركة الجهاد الإسلامي في غزة.

وحمدي اليوم فريسة للرعب والقلق حيال مصير ابنته، ماريا، التي ستكمل عامها السادس في الأسبوع المقبل، والتي تتلقى العلاج من الجراح البليغة التي لحقتها أثناء الغارة في مستشفى إسرائيلي بالقدس. وخوف حمدي نابع من احتمال إجبار السلطات الإسرائيلية ماريا على مغادرة المستشفى الإسرائيلي والرحيل إلى رام الله بالضفة الغربية، الأمر الذي قد يلحق بها ضرراً بليغاً، حسب تحذيرات العديد من الموظفين الصحيين.

ويحكي حمدي قصته قائلاً: حدث ذلك صباح يوم سبت. كنا ثمانية في السيارة في طريقنا لزيارة قريب لنا في المستشفى. لم نكن نعلم بأمر الطائرة التي كانت تحلق فوق رؤوسنا باحثة عن أحمد دحدوح [من الجهاد الإسلامي].

كنا نتجاذب أطراف الحديث عندما فوجئنا بشيء غريب يقع علينا. ماتت أمي ثم ماتت زوجتي نعيمة. ولحقهما ابني الأكبر، مهند، وأصيب ابني الأصغر مؤمن الذي أكمل عامه الرابع للتو بشظايا كالتي أصبت بها. أما عمي فقد توفي بعد شهر وعشرة أيام من الحادثة متأثراً بجراحه.

كانت ضربة قوية جداً بحيث رمت بابنتي ماريا من نافذة السيارة إلى الخارج، متسببة بأذى بليغ في دماغها أدى إلى إصابتها بشلل في كل جسمها من الرقبة فما تحت.

وبسبب ذلك، لا تستطيع ماريا اليوم التنفس إلا بجهاز خاص مشبوك بكرسيها المتحرك الذي تتحكم به بذقنها. وستبقى إصابتها معها إلى الأبد، إلى أن تموت.

أما ابني الأصغر مؤمن، فقد أصيب مرة ثانية بغارة إسرائيلية أخرى على غزة بعد أشهر قليلة من إصابته الأولى، كان الإسرائيليون يستهدفون بها مناضلاً آخر. علمت بإصابته من الطبيب النفسي بالمستشفى وهو الآن معي هنا في القدس.

كان علينا أن نناضل لضمان العلاج المناسب لماريا. ساعدنا في ذلك محامون وحقوقيون وأشخاص من وسائل الإعلام الإسرائيلية. لا تستطيع المستشفيات في غزة معالجة حالتها، حتى الأطباء الإسرائيليون أنفسهم يصفون حالتها بأنها "حالة فريدة من نوعها".

لقد وصلتني يوم الخميس الماضي [2 أغسطس/آب] رسالة من وزارة الدفاع الإسرائيلية تقول بأنهم سينقلون ماريا إلى رام الله. ولكن الأطباء هناك لا يستطيعون معالجة حالتها إذ يأتي أطفال كثيرون من رام الله تكون حالاتهم الصحية أبسط بكثير من حالة ماريا باحثين عن العلاج في المستشفيات الإسرائيلية.

ماذا سيكون مصيرها إذا توقف الجهاز الذي يساعدها على التنفس في إحدى نقاط التفتيش؟ لن يتمكن أي أحد من مساعدتها...ستموت في دقائق معدودة. لقد عانت من مضاعفات كثيرة من قبل، ولا يمكن تركها وحدها لدقيقة واحدة.

إنني عاجز عن إيجاد الكلمات المناسبة لوصف مسؤولياتي تجاهها. علي أن أهتم بجميع أمورها، فهي لا تستطيع أن تفعل أي شيء لوحدها. إنها فتاة في طور النمو، ويتيمة الأم، وأنا رجل. وأتوقع أن تزداد أمورها تعقيداً [في غياب أمها].

المزيد من قصص "إسمعوا أصواتنا"

أم محمد الدراج، العراق "كان علي أن أتخلى على شرفي لإنقاذ زوجي"

 علي حسين ديريي، الصومال "ما نملكه هنا هو الحرية فقط "

 محمد سلامي، إسرائيل "لم يتركوا لي أي شيء، فأخذوا حتى إبريق الشاي والأكواب"

 خالد خماس، الأردن، "الخوف من المجهول يقتلني من الداخل"

 أنيسة كاسب، العراق "العنف دمر عائلتي"

لم أتمكن في البداية من الحصول على تصريح للبقاء في إسرائيل. ولأنه كان لا بد أن أبقى بجانبها، لجأت إلى النوم على مرتبة بالقرب من سريرها في المستشفى بشكل غير قانوني لأشهر عديدة إلى أن حصلت على التصريح اللازم.

إنها تحصل على علاج ممتاز هنا، ولا أريدها أن تذهب إلى أي مكان آخر لا تستطيع فيه تلقي العلاج المناسب لحالتها. إن بقاءها على قيد الحياة معجزة في حد ذاته. وقد ينتهي بها الأمر إلى الموت إذا ما تم إرسالها إلى مكان لا تستطيع فيه الحصول على العلاج الذي تحتاج إليه.

أنا أريدها أن تبقى في القدس حيث وافقت مدرسة ناطقة باللغتين العربية والعبرية على التحاقها بها في الموسم الدراسي المقبل.

إنها مشلولة، وكل ما تبقى لها هو عقلها، ولذلك هي بحاجة إلى الدراسة. عليك أن تراها وهي تستعمل الحاسوب في المستشفى، وتحرك الفأرة بذقنها. إنها تحب ذلك وتتقن فعله.

أريد أن تتحمل إسرائيل مسؤوليتها تجاهها وأن توفر لها العناية التي تحتاجها. لم أطلب منهم شيئاً أبداً مقابل وفاة زوجتي وأمي وابني الأكبر. ولكنني أرجوهم بأن يهتموا بماريا وأن يوفروا لها أفضل علاج ممكن".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join