حذرت السلطات الصحية الإندونيسية من المخاطر الصحية المتزايدة وأثرها على آلاف النازحين إثر ثوران بركان جبل ميرابي في جاوة الوسطى بإندونيسيا.
وكان البركان قد ثار قبل غروب شمس يوم 26 أكتوبر، قاذفاً سحباً من الرماد الساخن للغاية غطت أحياء بأكملها على طول المنحدر الجنوبي.
وأكدت وزارة الصحة في بيان صادر عنها يوم 27 أكتوبر مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً وإصابة 90 غيرهم بحروق نقلوا على إثرها إلى المستشفى للعلاج.
وفي هذا السياق، أفادت نيليس زولياسري، المتحدثة باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، أن وسائل الإعلام المحلية ذكرت أن رضيعاً في الشهر الثالث من العمر توفي بعد معاناته من مشاكل في الجهاز التنفسي في حين يتلقى حوالي 26 شخصاً العلاج في المستشفيات لمعاناتهم من مشاكل في التنفس بسبب الغبار البركاني.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يتسبب الرماد الساخن والغازات والصخور والحمم في حروق متفاوتة للجلد والرئة والاختناق والتهاب ملتحمة العين وخدش القرنية، فضلاً عن مشاكل حادة في الجهاز التنفسي. وفي حالة تساقط الرماد، خصوصاً المصحوب بجسيمات دقيقة، يمكن أن تتفاقم الإصابات بالربو القصبي وغيره من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة لدى الأطفال فضلاً عن الكبار، حسب المنظمة.
الإجلاء
وقد تم في 27 أكتوبر إجلاء أكثر من 22,000 قروي للإقامة في 10 ملاجئ تابعة للحكومة في ثلاث مقاطعات هي ماجيلانج وكلاتين وبويولالي، خارج منطقة الخطر الممتدة مسافة 10 كيلومترات عن مركز البركان.
من جهته، أفاد بوندان أغوس سوريانتو، وهو طبيب يعمل مع الصليب الأحمر الإندونيسي في المنطقة المنكوبة، أن "النازحين عرضة لمشاكل صحية مثل التهاب الجهاز التنفسي العلوي والسعال والإسهال". وحتى الآن لم يتأكد بعد حصول أية إصابات على نطاق واسع في عشرة من مجمعات الإيواء الستين التي يحتمي فيها النازحون في مقاطعات ماجيلانج وكلاتين وبويولالي وسليمان. وأوضح أن هناك حاجة خاصة لأغذية الرضع لتكميل حليب الأمهات.
وأفادت وزارة الصحة أنها وزعت 50,000 قناع واق وأربعة أطنان من الأدوية وستة أطنان من أغذية الأطفال و200 مليون روبية (22,000 دولار) نقداً. وجاء في تصريح الوزارة: "تركز جهودنا على إجلاء الضحايا وتوفير الخدمات الصحية وإعداد أماكن لإيواء النازحين".
أمر الإخلاء
وأفاد رئيس مركز البراكين والتخفيف من أثر الكوارث الجيولوجية، سورونو، الذي يعرف مثل العديد من الاندونيسيين باسم واحد فقط، أنه أمر بإجلاء جماعي عندما أظهر البركان نشاطاً متزايداً في وقت مبكر من يوم 26 أكتوبر قبل أن ينتهي ذلك بثورانه. ولكن "القرويين رفضوا إخلاء ديارهم. وأنا حزين أن الأمر انتهى بموت بعض الناس".
من جهته، أفاد تسليم، وهو مزارع يبلغ من العمر 45 عاماً كان قد فر من منزله في قرية كيناريجو عندما اندلع بركان، أنه لم يرغب في البداية في المغادرة لأنه كان يخشى أن تسرق منه ماشيته ومحاصيله. وقال: "كنت أقدم العلف للماشية عندما سمعت صفارات الإنذار، ثم سرعان ما سمعت صوتاً مدوياً ورأيت الرماد يتطاير. ركضنا بأسرع ما نستطيع ولكن بعض الناس لم يتمكنوا من النجاة".
تقييم ضحايا تسونامي
في غضون ذلك، بدأ عمال الإنقاذ في 27 أكتوبر يتوافدون على جزر منتاواي حيث تسبب تسونامي ناجم عن زلزال بلغت قوته 7.5 درجة على مقياس ريختر في اليوم السابق في مقتل 112 شخصاً وخلف ما لا يقل عن 109 مفقوداً، حسب الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث. وأفادت الوكالة في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت أن التسونامي تسبب في نزوح 250 أسرة وتدمير 179 منزلاً وإلحاق أضرار بـ300 منزل آخر. وأضافت أنه قد تم نقل 16 طناً من المساعدات في 27 أكتوبر، شملت 500 خيمة و50 خيمة عائلية و500 حصيرة و80 بطانية و650 صندوقاً من المواد الغذائية.
وقد قام نائب الرئيس بويديونو بزيارة مينتاواي في اليوم نفسه للإشراف على جهود الإنقاذ.
atp/ds/mw –amz/dvh
"