1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: ملايين الأشخاص يفتقدون للرعاية الطبية النفسية

[Pakistan] 2 year old, Zarana, suffering from ARI, receiving treatment at the AIMS medical hospital in Muzaffarabad, capital of Pakistan-adminstered Kashmir, following the 8 October quake. [Date picture taken: 10/31/2005] David Swanson/IRIN
Zarana, 2, suffers from pneumonia, an acute lower respiratory infection common after disasters such as Pakistan's devastating October earthquake

لا تتوفر أرقام دقيقة حول عدد المرضى النفسيين في باكستان إذ تعتبر مثل هذه الأمراض وصمة عار على جبين المصابين بها في هذا المجمع. غير أن التقديرات تفيد بأن أكثر من 14 مليون شخص يعانون من مشاكل نفسية من مجموع شعب يصل تعداده إلى 160 مليون نسمة.

وكان إيجاز حيدر، من كلية ألاما إقبال الطبية بلاهور، قد أفاد خلال مداخلته في المؤتمر الذي تم تنظيمه بمناسبة يوم الصحة العالمي في أكتوبر/تشرين الأول بأن المشاكل الصحية قد ارتفعت من 6 بالمائة إلى 9 بالمائة من السكان خلال العقد الماضي".

وفي الوقت الذي يصعب فيه مقارنة الأرقام الباكستانية بغيرها من الأرقام في الدول الأخرى بسبب عدم تقديم الدول أية تقارير متخصصة في هذا الموضوع لمنظمة الصحة العالمية، أخبر سيد هارون أحمد، من الجمعية الباكستانية للأمراض النفسية بكراتشي، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن "نسب الأمراض النفسية في باكستان أعلى منها في الدول النامية الأخرى بسبب انعدام الأمن وتزايد القلق بين الناس".

وأكد رياض باتي، رئيس وحدة الطب النفسي بجامعة الملك إدوارد للعلوم الطبية بلاهور، وجهة نظر سيد هارون أحمد مشيراً إلى أن نسبة المرضى النفسيين ارتفعت من 10 إلى 15 بالمائة منذ بداية الموجة الأخيرة من عدم الاستقرار السياسي بعد فرض حالة الطوارئ الأسبوع الماضي.

ووفقاً لنائب مستشار جامعة لاهور للعلوم الصحية، مالك حسين مبشر، يوجد طبيب صحة نفسية واحد لكل 10,000 شخص في باكستان، وأخصائي صحة نفسية واحد لكل 4 مليون طفل يعتقد بأنهم يعانون من مشاكل صحية و أربعة مستشفيات نفسية فقط و20 وحدة صحة نفسية ملحقة بالجامعات الطبية.

ولا تقف المشكلة عند اعتبار الناس المرض النفسي وصمة عار بل يتعداه إلى اعتقاد العديد منهم وخصوصاً في المناطق القروية، بأن المشاكل النفسية تحدث نتيجة دخول الأرواح الشريرة إلى جسد الإنسان.

الشعوذة

فالعديد منهم لا يعلم عن مشاكل الصحة النفسية ومعالجتها سوى القليل، ولذلك لا زال الآلاف من الأشخاص يبحثون عن العلاج لهذه المشاكل لدى شيوخ الدين. وفي هذا الصدد، قالت آمنة عويس، 40 عاماً، وهي موظفة اجتماعية عملت خلال العقد الأخير في مجال الخدمة الصحية في منطقة مولتان جنوب البنجاب: "لا زال العديد من الأشخاص وخصوصاً في المناطق القروية، يعتقدون بأن مشاكل الصحة النفسية تنتج عن دخول الأرواح الشريرة إلى جسد الإنسان. وهذا النوع من الشعوذة يوضح مدى حاجة الناس إلى التوعية".

بالإضافة إلى ذلك، يقول الأخصائيون بأن قانون الصحة النفسية، الذي صدر عام 2001 ليحل محل قانون الجنون الصادر 1912، لا يزال يعاني من تطبيق ضعيف.

وقد حاول القانون الجديد تطوير العلاج النفسي خصوصاً في المؤسسات التابعة للدولة ووضع القواعد التي تحول دون الإساءة للمرضى. غير أن القانون الجديد لم يحقق إلا القليل، فحتى في مراكز العلاج النفسي القيادية هناك تقارير متواصلة حول الإساءة في علاج المرضى والفشل في إعطائهم الرعاية اللائقة.

في المقابل، واصلت الجمعيات المتخصصة، بما فيها الجمعية الباكستانية للأمراض النفسية التي تم تأسيسها عام 1970، جهودها من أجل تحسين مستوى الرعاية النفسية. وقال سيد هارون أحمد، أحد أهم الأطباء النفسيين بباكستان ومؤسس الجمعية الباكستانية للأمراض النفسية بأن "هناك تقدم بطيء [في هذا المجال]".

من جهته، أقر أسلم شودري، المدير العام لمديرية الصحة العامة، بأن على الحكومة أن تضع الصحة النفسية على قائمة اهتماماتها.


الصورة: كميلا حياة/إيرين
ساهمت العوامل الاقتصادية والاجتماعية في زيادة حالات الإصابة بالمشاكل النفسية وعدم القدرة على الحصول على المساعدة المتخصصة في باكستان حيث يعيش أكثر من 70 بالمائة من السكان على أقل من دولارين في اليوم
ارتفاع نسبة الانتحار

وأفادت الجمعية الباكستانية للأمراض النفسية بأن 44 بالمائة من الناس، أغلبهم من النساء، يعانون من الإحباط الناتج بشكل أساسي عن التهميش الاجتماعي الذي يشعرون به. وتعتمد هذه التقديرات على عدد الأشخاص الذين تلقوا العلاج لدى الجمعية الباكستانية للأمراض النفسية وعلى الأبحاث التي يتم إجراؤها في هذا المجال.

كما تعتقد الجمعية الباكستانية للأمراض النفسية بأن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تعتبر من أهم العوامل المسببة للمشاكل النفسية. ويعكس ارتفاع نسبة الانتحار مدى الإحباط واليأس الذي يشعر بهما الناس، حيث أنهى حوالي 1,717 شخصاً حياتهم خلال عام 2006 وحده، وفقاً لإحصاءات لجنة حقوق الإنسان بباكستان.

وتعزي الجمعية الباكستانية للأمراض النفسية ارتفاع نسبة الانتحار إلى ازدياد حالات الأمراض النفسية بين الناس. كما أوضح بحث أعده مراد خان، من جامعة أغا خان بكراتشي، ونشرته مجلة الجمعية الطبية الباكستانية عام 2006، بأن الانتحار بات مشكلة كبيرة بالنسبة لقطاع الصحة النفسية بباكستان في السنوات القليلة الماضية.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join