يقول يوسف أحمد (وهذا اسم مستعار)، 27 عاماً، بأن أهله نبذوه بعد أن اكتشفوا بأنه مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب.
ويوسف عاطل عن العمل ويعيش بعيداً عن بيت أهله. ولأنه لم يتمكن من إيجاد محل بديل يأويه، يعيش الآن في الشوارع وكله خوف من أن يهاجمه أفراد المتمردين والميليشيات.
ويحكي الشاب تجربته مع المرض قائلاً: "اكتشفت بأنني مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2006 بعد أن تبرعت بالدم. دعاني أحد أطباء المركز وأطلعني على النبأ المحزن.
لم أكن أعلم بالضبط نوع الفيروس الذي أحمله وعندما عدت إلى البيت وأخبرت أسرتي وجدت أنهم يعرفون عنه أكثر بكثير مما كنت أعرف.
وسرعان ما انهال علي أبي بالضرب متهماً إياي بالشذوذ الجنسي وبأنني التقطت المرض من رجل ما. أما أختي الصيدلانية فقد بدأت تصرخ في وجهي وتحذر أبي ليتوقف عن ضربي حتى لا أصيبه بالعدوى.
في ذلك اليوم فقط اكتشفت التمييز الذي يعاني منه المصابون بالفيروس. لقد رأيت أبي وهو يجمع كل أغراضي بما فيها ملابسي وكتب الهندسة الخاصة بي ويرميها في الشارع ثم يصب عليها الوقود ويحرقها حتى "يقضي على الفيروس الكامن فيها".
لم أعد إلى بيت عائلتي بعد ذلك. حاولت البقاء عند أحد أصدقائي ولكن أختي اتصلت بعائلته وأخبرتهم بمرضي، فابتعدوا عني ولم يكلفوا أنفسهم حتى عناء فتح الباب ليقولوا لي بأنهم لا يريدون استضافتي.أعتقد بأنني أصبت بالفيروس عندما عاشرت إحدى العاملات في البغاء دون واقي منذ بضع سنوات لأنني سمعت فيما بعد بأنها توفيت نتيجة مرض غير معروف. ربما كان الإيدز.
وفي الشهر الماضي، ذهبت إلى مركز يقدم المساعدة للمصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب. قدموا لي الطعام والدواء وحولوني إلى منظمة غير حكومية تعنى بالمصابين بالفيروس.
كان ذلك هو اليوم الوحيد، منذ اكتشافي لإصابتي بالفيروس، الذي أحسست فيه ببعض الاحترام. لقد عاملوني كشخص طبيعي وغمروني بالحب والحنان. كما أعطوني مرتبة للنوم وأغطية وسمحوا لي بالبقاء لديهم إلى أن يجدوا لي مكاناً أمكث فيه.
أدرك الآن مدى صعوبة الحياة بالنسبة للمصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب. فإذا كانت أختي الصيدلانية تقول بأن الفيروس ينتقل باللمس أو مشاركة الطعام فما بالك بغير المتعلمين وكيف ينظرون إلى حامل الفيروس".
"