باكستان: تلقيح 12 مليون طفل ضد شلل الأطفال

بدأت باكستان حملة لتلقيح أكثر من 12 مليون طفل ضد شلل الأطفال هذا الأسبوع كجزء من الجهود العامة للبلاد للقضاء على المرض.

وقالت مليسا كوركام، المتحدثة باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في بيشاور العاصمة المحلية لإقليم الحدود الشمالية الغربية أن هذه الحملة مهمة لأنها تحدث في مناطق ينتشر فيها المرض بشكل خطير".

وأضافت كوركام أنه من المهم الوصول إلى كل الأطفال تحت سن الخامسة قبل ابتداء موسم العدوى لشلل الأطفال الذي يعتبر مرضاً خطيراً يصيب الأطفال بشكل خاص.

وقد بدأت حملة التلقيح الثلاثاء وهي الثانية التي تقام هذا العام في 38 مقاطعة باكستانية ينتشر فيها المرض بشكل خطير. ويشارك في الحملة 31,000 مختص سيقومون بالتنقل من بيت إلى بيت لإعطاء اللقاحات.

ووفقاً لكوركام، سيتم تأخير حملة مدينة كراتشي، التي تعتبر أحد المناطق التي ينتشر فيها المرض بشكل خطير، حتى الأسبوع الأول من حزيران/يونيو بسبب المخاوف الأمنية وذلك بعد تفجر العنف السياسي هذا الشهر في هذه المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 14 مليون نسمة.

وقالت مسؤولة اليونيسيف أن "التحدي الرئيسي لاستئصال شلل الأطفال يكمن في الناحية العملية ويتضمن الوصول إلى سكان يصعب الوصول إليهم إما بسبب حركة السكان أو الوضع الأمني غير المستقر أو تواجدهم في بعض المناطق القبلية المحافظة".

ولمواجهة هذه القضايا، عملت اليونيسيف بالتعاون مع شركائها في منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الباكستانية لضمان مشاركة فرق من المناطق المستهدفة ومشاركة العناصر النسائية العاملة في قطاع الصحة بأكبر قدر ممكن.

إضافة إلى ذلك، قامت اليونيسيف بمتابعة حركات السكان لضمان الوصول للأطفال الذين يتنقلون مع ذويهم. وقد يضمن ذلك تأسيس المئات من مراكز التلقيح في مناطق التنقل أو الاختناق على طول الحدود مع أفغانستان والتي يبلغ طولها 2430 كيلومتراً.

وقالت كوركام أنه "تم بذل الكثير من الجهود في الإعداد لهذه الحملة مثل التدريب والتعبئة الاجتماعية والتخطيط الجزئي مع وضع بيانات الحملات السابقة في الحسبان".

وقالت أيضاً أن "هناك فرصة قوية للقضاء على شلل الأطفال"، مضيفة أن معظم أجزاء باكستان هي الآن خالية من هذا المرض.

وكان قد تم الإعلان عن خلو حوالي 85 بالمائة من مقاطعات البلاد البالغ عددها 123 مقاطعة من شلل الأطفال في عام 2006 مع وجود 60 بالمائة من الحالات في ست مقاطعات فقط.

ومنذ عام 1998 لم يتم تسجيل أي حالة في مناطق الشمال التي تديرها الحكومة الاتحادية، كما لم يتم تسجيل أي حالة منذ عام 2000 في منطقة كشمير التي تقع تحت السيطرة الباكستانية بينما أصبحت العاصمة إسلام أباد خالية من شلل الأطفال منذ عام 2003.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن النجاح العالمي في القضاء على شلل الأطفال يعتمد على أربع دول لايزال الفيروس مستوطناً فيها وهي الهند ونيجيريا وأفغانستان وباكستان.

وسجل العام 2006 حوالي 40 حالة مؤكدة من شلل الاطفال في باكستان، و31 حالة في أفغانستان. أما هذا العام فلم يتم تسجيل أي حالة في أفغانستان ولكن تم تسجيل سبع حالات في باكستان. ومن هذه الحالات ثلاثة في مقاطعة السند في جنوب شرق البلاد، وإثنتان في الإقليم الحدودي، وإثنتان في بلوشستان الجنوبية الغربية.