على الرغم من أن التعاون بين المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية اتسم بالإيجابية بعد إعصار جيري الذي ضرب السواحل الغربية من ميانمار في 22 أكتوبر، إلا أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة مدى تمكن الموظفين الدوليين من الوصول إلى المناطق الأشد تضرراً.
وفي هذا السياق، أفاد بيرند شيل، رئيس بعثة الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر في ميانمار، أن المساعدة الإنسانية المحايدة أصبحت تحظى الآن بتقبل أكبر مما كانت تحصل عليه في أعقاب نرجس. وسنترقب ما سيحصل في الأيام المقبلة".
ويشكل إعصار نرجس، الذي ضرب البلاد في مايو 2008، أكبر كارثة طبيعية تشهدها ميانمار.
وقد بدأت منظمات الإغاثة الدولية في يانغون، عاصمة ميانمار، بإرسال بعض موظفيها المحليين إلى ولاية راخين على الساحل الغربي للبلاد للانضمام إلى زملائهم الموجودين مسبقاً في الميدان للقيام بتقييم الأضرار الناتجة عن هذه العاصفة التي لا تقل سوى بدرجة واحدة عن الدرجة القصوى للعواصف.
وقال شيل: "لقد أرسلنا فريقين صباح هذا اليوم (من يانغون) وسنقوم بإرسال فريق آخر بعد ظهر هذا اليوم". وأوضح أن الموظفين الدوليين للإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر في حالة "تأهب" في العاصمة وعلى استعداد للانضمام إلى زملائهم المحليين فور حصولهم على الإذن بذلك.
وحتى الآن، لم تبعث المنظمات غير الحكومية الدولية إلى المناطق المتضررة من الإعصار سوى موظفيها المحليين للانضمام إلى المنظمات غير الحكومية المحلية التي تعمل في القرى المتضررة.
وأفاد شيل أن القدرة المحلية على الإستجابة للكوارث شهدت تحسناً ملموساً في السنوات الأخيرة، مما ساهم في تخفيف بعض الضغوط على الموضفين الدوليين للذهاب إلى الميدان. وأوضح أنه "تم تخصيص الكثير من الدعم للمناطق التي أصيبت هذه المرة مما ساعد على تقليص الضرر". وقد بدأت فرق مكونة من 30 إلى 50 متطوعا محليا تابعاً للصليب الأحمر بتقييم الأضرار في ثمان بلدات في ولاية راخين. كما تم تدريب بعض المجتمعات المحلية الأشد تضررا حول كيفية التأهب للكوارث.
من جهته، أفاد المنسق المقيم للأمم المتحدة، بيشو براجولي، أن هناك تعلم كبير منذ نرجس، وهو "ما تدل عليه حركة النشر المسبق للموظفين وعمليات الإجلاء (من المناطق المعرضة للخطر الشديد). ولا تزال تفاصيل الأمور تنجلي". وأضاف أن التقديرات الأولية تشير إلى أن عدد القتلى والجرحى يقل عن المائة، في حين وصل عدد المنازل المتضررة إلى 10,000 منزل.
وأوضح باراجولي أن "موظفي الأمم المتحدة المحليين والدوليين على أهبة الاستعداد للخروج إلى الميدان وفقاً لمستوى الأضرار والخبرة اللازمة".
وأظهر تقييم قامت به هيئة الصليب الأحمر في إحدى بلدات ولاية كييابيو في 24 أكتوبر أن هناك على الأقل 4,500 متضرر. كما أظهرت المعلومات التي تم تجميعها من الزيارات الجارية للقرى أن هناك أضراراً في المنازل والمزارع لم يتم التبليغ عنها بعد.
ويقوم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بجمع المعلومات الواردة من منظمات الإغاثة لإعداد تقرير متكامل عما خلفه الإعصار من أضرار لنشره يوم 26 أكتوبر.
pt/mw-zaz/amz
"