على مصطفى، البالغ من العمر تسع سنوات، الذهاب إلى منزله كلما احتاج لقضاء حاجته لأن دورة المياه الوحيدة في مدرسته "الحق الأنوار" الابتدائية في كابول قد أغلقت منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وعن ذلك قال مصطفى: "عندما نحتاج دورة المياه فإننا إما نعود إلى المنزل أو نقضي حاجتنا في أي مكان خارج المدرسة".
أما عائشة وهي معلمة في المدرسة فقالت: "كان لدينا مرحاض لكنه بقي منسداً لفترة من الوقت" مضيفة أن على الأطفال استعمال دورات المياه في المدارس المجاورة أو الذهاب إلى منازلهم.
ولا تتوفر مياه الشرب سوى في حاويات غير مغطاه موضوعة في الخارج كما لا توجد مرافق لغسل اليدين في المدرسة التي يلتحق بها أكثر من 4 آلاف طالب في الصفوف من الأول وحتى الثالث ابتدائي.
وعلى الرغم من أن جميع المدارس في أفغانستان تعاني من تدني مستويات النظافة والصرف الصحي ولكن تبقى الحالة العامة للمدارس في كابول أفضل بكثير من المدارس في المناطق الريفية.
ووفقاً لوزارة التعليم، يوجد حوالي 12,600 مدرسة حكومية في البلاد يرتادها أكثر من سبعة ملايين طالب، 35 بالمائة منهم تقريباً من الفتيات. ولا تملك نصف المدارس (6,500 مدرسة) ومعظمها في المناطق الريفية مبانٍ بل يتم أعطاء الدروس فيها في العراء أو داخل الخيام.
وتساءل غول آغا أحمدي المتحدث باسم وزارة التعليم قائلاً: "إذا لا يوجد مبان أو فصول دراسية، فكيف سيكون هناك دورات مياه أو مرافق مياه صالحة للشرب؟"
الإسهال
ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يودي الإسهال الذي تسببه الأغذية أو مياه الشرب الملوثة بحوالي 67,500 طفل أفغاني كل عام.
وقال ناداراجاه مورثي، خبير المياه والصرف الصحي والنظافة لدى اليونيسف في أفغانستان أن "الإسهال والأمراض التي تنقلها المياه شائعة نظراً للتغطية المنخفضة للمياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي".
ولا يستطيع سوى 18 بالمائة من سكان المناطق الريفية الوصول إلى مصادر مياه محمية (كالآبار والمضخات اليدوية أو شبكات المياه) كما أن واحدة من بين كل 10 أسر فقط تستخدم مراحيض صحية.
غسل اليدين ينقذ الأرواح
وفي اليوم العالمي لغسل اليدين الذي يصادف 15 أكتوبر، سيقوم الملايين من الأطفال بغسل أيديهم بالصابون في بادرة رمزية لتسليط الضوء على أهمية غسل اليدين لمنع وفيات الأطفال وانتقال الأمراض فيما بينهم.
ومع أن المدارس في أفغانستان لا توفر الصابون لطلابها، ولكن في 16 أكتوبر سيحصل طلاب من 1,700 مدرسة في أنحاء مختلفة من البلاد على الصابون الذي ستتبرع فيه اليونيسف للاحتفال بهذا اليوم.
وتساءل أحمدي، المتحدث باسم الوزارة: "كم سيكلف شراء الصابون لأكثر من سبعة ملايين طالب ليوم واحد أو شهر واحد، أو سنة واحدة؟" وأضاف أن الحكومة لا تملك الموارد لتأمين مرافق الصرف الصحي المناسبة للمدارس.
وأوضح مورثي من اليونيسف أن "غسل اليدين في أوقات مهمة - بما في ذلك قبل تناول أو إعداد الطعام، وبعد استخدام دورة المياه - يمكن أن يحد من معدلات الاسهال بأكثر من 40 بالمائة."
وتقول اليونيسف أنها تروج لغسل اليدين بالصابون، وتستثمر 5 ملايين دولار سنوياً على مرافق المياه والصرف الصحي في المدارس في أفغانستان.
ولكن عائشة، المعلمة في مدرسة "الحق الأنوار" الابتدائية في كابول قالت: "يعلم الجميع أهمية غسل اليدين بالصابون ولكن السؤال هو ما إذ كان الماء والصابون متاحين للجميع".
ad/cb/bp-zaz/dvh