أفاد مركز ريادي لبحوث الأرز أن "الأصناف المحلية من الأرز هي الأفضل" لإفريقيا، مشيراً إلى أنه سيركز على تحسين نوع محلي يزيد عمره عن 3,500 سنة لتغذية مستهلكي الأرز في القارة.
ففصيلة أوريزا غلابيريما، الموجودة فقط في إفريقيا كانت وحدها الأكثر ملائمة للظروف الصعبة للقارة من الأنواع الآسيوية مثل أوريزا ساتيفا، التي تشكل النوع الوحيد الآخر الذي تمكن من التكيف في إفريقيا، حسب منظمة أرز إفريقيا AfricaRice، الواقع مقرها في بنين والتي تعرف أيضاً بمركز إفريقيا للأرزAfrica Rice Centre.
وفي هذا السياق، أفاد كويتشي فوتاكوتشي، خبير البيئة والفسيولوجيا بمركز إفريقيا للأرز وواحد من باحثين يعملان على تطوير الفصائل الإفريقية، أن "ظروف النمو ستصبح أكثر قسوة في ظل تغير المناخ وأن فصيلة أوريزا غلابيريما قابلة للتكيف بشكل كبير للغاية".
ويعتبر قرار التركيز على فصيلة أوريزا غلابيريما مهماً جداً في ظل تكريس مركز إفريقيا للأرز للعقد الماضي لتطوير صنف جديد من الأرز يسمى نيريكا، وهو مختصر لمصطلح الأرز الجديد لإفريقيا، وذلك عبر خلط أنواع إفريقية وآسيوية معاً. وجاء في تصريح فوتاكوتشي: "تظهر أبحاثنا أن فصائل الأرز الإفريقية قادرة على المنافسة بشكل أفضل مع الأعشاب الضارة والتربة غير الخصبة وحتى مع مستويات سامة من الحديد".
وقد حظيت فصائل نيريكا بقدر لا بأس به من النجاح، حيث تم تطوير أكثر من 80 صنفاً من الأرز الجديد الذي يمكنه أن يزدهر في ظروف الزراعة المعتمدة على مياه الأمطار، وحظي باعتماد المزارعين في حوالي 20 بلداً إفريقياً. وتجمع أفضل أنواع أرز نيريكا بين القدرة على تحمل الضغوط التي تتميز بها فصائل أوريزا غلابيريما وارتفاع الطاقة الإنتاجية الذي تتميز به فصائل أوريزا ساتيفا.
وجاء في قول فوتاكوتشي أن "الأبحاث الرئيسية تجاهلت في البداية الأرز الإفريقي. ولكن في وقت لاحق، عندما أدرك العلماء الخصائص القيمة لهذه الفصائل، بدؤوا يستخدمونها كمصدر لصفات مرغوب فيها لتحسين الأرز الآسيوي ذي العوائد الإنتاجية العالية".
وعلى الرغم من أن أصناف الأرز الإفريقية ما زالت تزرع في مناطق صغيرة في القارة، إلا أن معظم المزارعين الأفارقة تخلوا عن هذا النوع من الأرز مفضلين أصناف من الأرز الآسيوي التي جلبها التجار قبل حوالي 450 سنة مما دفع بالأنواع الإفريقية إلى حافة الانقراض.
وعلق فوتاكوتشي على ذلك قائلاً: "ولكن الآن، ولأول مرة، نحن نعكس تدفق الجينات حيث نقوم باستخراج الصفات المرغوبة من الأرز الآسيوي لتحويلها إلى الأرز الإفريقي".
من جهته، رحب تيولدي إكزيابر، رئيس هيئة حماية البيئة بإثيوبيا وأحد دعاة حماية التنوع البيولوجي، بالمبادرة بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، قائلاً: "من المنطقي أن نبدأ العمل على الأنواع المحلية التي سبق وتكيفت مع الظروف المحلية بالفعل. إن إدخال أنواع أجنبية يكون مقبولاً فقط في ظل استنفاذ جهود العمل على الأنواع المحلية دون تحقيق أية نتيجة".
وفي ورقة تم تقديمها لمركز الأرز بإفريقيا، أشار يوبويي نغيسان، الذي يشارك فوتاكوتشي في هذه الجهود، إلى سببين اثنين من أسباب التركيز على الأنواع الإفريقية قائلاً: "لقد أحببت الطعم كثيراً لدرجة لم أستطع معها انتظار وصول الصلصة! والسبب الثاني هو أنه خلال زياراتي لجمع مختلف أنواع الأرز من حقول المزارعين في عام 1982، أخبرني المزارعون أن ‘غلابيريما هو أرز المزارعين أما ساتيفا فهو أرز الموظفين في المكاتب".
ولا تزال الأنواع الإفريقية تعاني من صفات إشكالية تتسبب في تقليل الإنتاج، فالنباتات تميل إلى السقوط عندما تنضج الحبوب كما أنها تعاني من انكسار أو سقوط الحبوب الناضجة.
وفي عام 2009، بدأ مركز الأرز الإفريقي العمل على مجموعته الكاملة لفصيلة أوريزا غلابيريما التي تضم 2,500 عينة والتي يجري فحصها للكشف عن إصابتها بالأمراض الرئيسية وتأثرها بالضغوط البيئية مثل الحموضة وسمية الحديد والبرد والملوحة.
وعلق فوتاكوتشي على ذلك بقوله: "أعتقد أن الأمر سيستغرق خمس سنوات على الأقل ليصبح لدينا خط جاهز من أنواع الأرز". هناك حاجة هائلة لتعزيز الإنتاج في ظل استيراد إفريقيا حالياً لـ40 بالمائة من احتياجاتها من الأرز، أي ما يقدر بنحو 3.6 مليار دولار في عام 2008، مما يكبد معظم الدول الرئيسية المستهلكة للأرز فواتير استيراد كبيرة.
وقد شهد إنتاج الأرز في إفريقيا جنوب الصحراء زيادة بنسبة تتراوح بين 16 و 18 بالمائة خلال عام 2008 بالإضافة إلى زيادة إضافية بنسبة 4.5 بالمائة في عام 2009، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو). وخلال أزمة الغذاء في 2007/08، ارتفع إنتاج الأرز بنسبة 44 بالمائة في منطقة الساحل وبنسبة ضخمة وصلت إلى 241 بالمائة في بوركينا فاسو.
كما شهدت فصيلة نيريكا ازدهاراً في بلدان غرب إفريقيا مثل نيجيريا وغينيا وسيراليون ومالي وتوغو، ولكن مركز إفريقيا للأرز أشار إلى أن أوغندا وإثيوبيا خفضت وارداتها من الأرز في السنوات الخمس بين 2002 و2007.
jk/he –amz/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions