وبالرغم من تباطؤ النزوح البري والبحري بسبب نقص الوقود وعدم توفر الأموال إثر انهيار النظام المصرفي وشلل الأسواق واستمرار جهود البحث عن الناجين، غير أن الازدحام في الميناء لا ينفك يتزايد منذ الزلزال الذي هز البلاد في الثاني عشر من يناير. إذ يتجمهر الآلاف من الأشخاص في انتظارا الوقود للرحلتهم. في حين يتجمع العديد من المتضررين الآخرين في حديقة شامب دي مارس بالقرب من القصر الرئاسي يناقشون المقترح السنغالي بتقديم الأراضي لتوطين الهايتيين في أرض أسلافهم.
في اتجاه كيب هايتان على بعد250 كم شمالا
تقول ماموشكا لونيز، البالغة من العمر 17 عاما، الواقفة بين المنتظرين في الميناء: "أنا لا أعرف أين أنا ذاهبة. كل ما أعرفه هو أنني أحتاج إلى الابتعاد عن هنا. وعندما سأصل إلى هناك، أيا كان، سوف أعرف إلى أين وصلت".
أما ماري جيني فتقول: "سوف يكون الأمر أسهل في الريف- هناك المزيد من الذرة. كيف يمكنني تحمل نفقات العيش هنا في بورتو برنس؟ منزلي مدمر وأحتاج إلى إطعام أطفالي".
نحو جيريمي على بعد 300 كم غربا
تقول جوديث سينت فيل: "لا يمكنني الحصول على أي طعام هنا في بورتو برنس. وسوف أشعر براحة أكبر في جيريمي. أحاول النوم في العراء ولكنني مازلت أرى الجدران تتهاوى نحوي. قلبي يهتز من مكانه مع كل هزة ارتدادية. أرى جثت أقاربي وجيراني حولي. كنت قد تركت جيريمي منذ عامين، ولست متأكدة مما سأفعله هناك ولكنني أواجه خطرا أكبر في البقاء هنا في بورتو برنس. فقد تدمرت منازلنا وأصبحنا ننام في الشارع. يوما ما إذا تمكنوا من إعادة بناء هذه المدينة سوف أعود ولكن ليس قبل ذلك".
أماميلو بيري فتقول: "نحن في انتظار بعض المساعدات ولكننا لم نحصل على شيء منها بعد. أنتظر هنا منذ الثاني عشر من يناير لركوب قارب من القوارب ولكن لم يغادر أي منها بعد. لم أشاهد أي ممثل عن الحكومة هنا إلى رصيف الميناء. يبدو الأمر كما لو أنه قد تم نسياننا.
عين على السنغال على بعد 6000 كم شرقا
بعد عرض الرئيس السنغالي عبد الله واد تقديم أراض "لإعادة توطين" الراغبين في العودة إلى "الوطن"، بدأ الشباب المتجمعون يفكرون في الأمر ويناقشونه في ما بينهم. أحدهم يؤكد: "نحن في الصل أفارقة ويجب أن نعود إلى هناك. ربما تستطيع تلك القارة الاعتناء بنا أكثر من حكومتنا هنا". ويتساءل أحدهم قائلا: "هل هناك فرص للدراسة في إفريقيا؟ لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان هنا في هايتي. وإذا كانت أفريقيا مستعدة لاحتضاننا مرة أخرى فإننا سنذهب إليها. نحن في حاجة لبداية جديدة". في حين يتساءل شاب آخر قائلا: "أين يمكننا التقدم بطلباتنا؟ لقد سمعت عن هذا المقترح في الراديو. ما هي المعايير المطلوبة؟"
-pt/mw/oa-hk/amz
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions