ينازع عمال الإغاثة للتمكن من إنقاذ عشرات الأشخاص العالقين تحت حطام المباني المدمرة بفعل الزلزال الذي ضرب غرب سومطرة بإندونيسيا في الوقت الذي تقوم فيه الطائرات بتوصيل المساعدات والمنظمات غير الحكومية بتعبئة المتطوعين للمساعدة.
وقد لقي 467 شخصاً على الأقل حتفهم في هذا الزلزال الذي ضرب العاصمة بادانج ومدينة باريامان الساحلية القريبة منها، وفقاً لوزارة الشؤون الاجتماعية بإندونيسيا.
وفي السياق نفسه، أخبر بريادي كاردونو، الناطق باسم الوكالة القومية لإدارة الكوارث، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "من المحتمل أن يشهد عدد الوفيات ارتفاعاً بسبب بقاء العديد من الناس عالقين تحت أنقاض البيوت والفنادق المدمرة".
وكان زلزال بقوة 7.9 قد ضرب سواحل إقليم غرب سومطرة مساء يوم 30 سبتمبر متبوعاً بهزة أخرى بقوة 6.2، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وقد حدث الزلزال على نفس خط التسونامي الذي ضرب المحيط الهندي عام 2004 وشعر به سكان شمال سومطرة وريو وأتشه بإندونيسيا بالإضافة إلى ماليزيا وسنغافورة.
وقد أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنه قد تم التبليغ عن نزوح الآلاف من الأشخاص إثر الأمطار الهائلة والانزلاقات الأرضية التي أعقبت الزلزال. كما توالت تقارير عن حدوث أضرار بالغة للبنية التحتية بما فيها شبكات الهاتف والطرقات والجسور وأنظمة توفير المياه.
وقد قدرت منظمة "إير بوتيه" غير الحكومية أن حوالي 40 بالمائة من المباني في باريامان قد تعرضت لأضرار بالغة في حين أظهرت اللقطات التلفزيونية من بادانج تحول مباني في الحي التجاري للمدينة إلى حطام.
كما أظهرت اللقطات معاناة عمال الإغاثة لإزاحة حطام المباني التي يعتقد أنها تعيق تحرك العديد من الأشخاص. وحسب تقارير قناة "تيفي وان" TV One التلفزيونية المحلية، فإن الأمطار وازدحام الناس على الطرقات يعيقان جهود الإغاثة.
وقد قام فريق حكومي مؤلف من ستة وزراء يقودهم وزير الشؤون الاجتماعية أبو رضى البكري بالسفر إلى بادانج في الأول من أكتوبر. كما غادرت طائرة هيركوليس سي 130 العسكرية جاكرتا إلى المناطق المنكوبة محملة بالأطباء ومواد الإغاثة بما فيه الخيام والأدوية والمواد الغذائية.
وقال بكري واصفاً الكارثة: "إنه زلزال قوي. ولذلك من المتوقع أن يضاهي حجم الأضرار ما خلفه زلزال يوغياكرتا"، في إشارة إلى الزلزال الذي ضرب منطقة يوغياكرتا على جزيرة جاوا عام 2006 وأودى بحياة 5,744 شخصاً.
من جهته، أفاد رستم باكايا، مدير مركز الكوارث بوزارة الصحة، أنه تم إرسال فريق طبي إلى بادانج لإنشاء مستشفيات ميدانية للناجين. كما سافر فريق من موظفي منظمات الأمم المتحدة بما فيها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى المناطق المتضررة في غرب سومطرة لتقييم الأضرار وحجم المواد الإغاثية اللازمة للاستجابة لاحتياجات المتضررين.
منظمات الإغاثة تتدخل
وأفادت منظمة "وورلد فيجن" الإنسانية أنها ستقوم بإرسال موظفين في الأول من أكتوبر لتقييم الأضرار. وجاء في تصريح جيمي نادابدب، مدير الشؤون الإنسانية والطوارئ بمكتب إندونيسيا قوله: "من الضروري جداً أن نتمكن من إيصال الموظفين إلى المناطق المنكوبة بأسرع وقت ممكن لنتأكد من حجم الأضرار. فإذا كانت المباني قد انهارت فذلك يعني أن الناس في أمس الحاجة للغذاء والماء وخصوصاً المأوى... ما يحصل عادة هو أن الناس يصابون بالرعب من فكرة العودة إلى ديارهم خصوصاً إذا كانت قد تعرضت للضرر بسبب احتمال حصول العديد من الارتدادات. لذا فإن توفير مراكز إيواء بديلة يعتبر أمراً حيوياً".
من جهتها، أفادت منظمة إنقاذ الطفولة أنها تقوم بتعبئة موظفيها لتقديم الدعم للأطفال والأسر في غرب سومطرة. وتقوم المنظمة بتوفير مواد الإغاثة للناجين من الزلزال الذي ضرب غرب جاوا بقوة 7.0 الشهر الماضي مخلفاً 81 قتيلاً و200,000 نازح.
وتقع إندونيسيا، التي تشكل أكبر أرخبيل في العالم، على "خط نار" المحيط الهادي، وهي حافة الطبقة التكتونية المعرضة للهزات الأرضية. ويرى الخبراء أن غرب سوطرة وخصوصاً بادانج، معرض لتسونامي في حال حصول زلزال مماثل في القوة لذلك الذي هز المحيط الهندي في عام 2004 وأودى بحياة أكثر من 220,000 شخص في عدد من البلدان الآسيوية والإفريقية.
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions