أثارت كارثة الانهيار الثلجي الأخيرة في ممر سالانغ شمال أفغانستان، والتي أودت بحياة 175 شخصاً وخلفت عشرات الجرحى، تساؤلات حول مدى إمكانية تجنب مثل هذه الكوارث أو التخفيف من وقعها على الأقل.
وكان مئات المسافرين العابرين لنفق سالانغ قد علقوا داخله يومي 8 و 9 فبراير في حين تسببت الانهيارات الثلجية في جرف العديد من الأشخاص الآخرين الذين كانوا على الطريق المفتوح أمام النفق. وتعبر ممر سالانغ الذي يمتد طوله لحوالي 2.6 كلم حوالي16,000 مركبة يوميا.
وقد وصفت النائبة البرلمانية، شكرية باراكزاي هذه الحادثة بكونها فشلاً مؤسسياً آخراً في نظام إدارة الكوارث في البلاد".
وبالرغم من أن هذه الحادثة تسببت في توجيه العديد من الانتقادات لخدمات إدارة الكوارث التي يرأسها كريم خليلي، النائب الثاني للرئيس الأفغاني، إلا أن الحكومة أشادت بالاستجابة للحادث مؤكدة أن هذه الاستجابة ساهمت في إنقاذ مئات الأرواح. حيث قال عبد المتين إدراك، مدير هيئة إدارة الكوارث الوطنية، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد قمنا بإجلاء أكثر من 3,000 شخص كانوا هم أيضا عرضة للموت".
غير أن الخبراء يرون أنه كان بالإمكان بذل المزيد من الجهود لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر في الوقت الذي تعهدت فيه الحكومة بمعاقبة المسؤولين الذي ربما "أهملوا" في أداء واجبهم ولم يقوموا بما يلزم لمنع الكارثة أو التخفيف منها على الأقل.
من جهته، أخبر وحيد أحمد شاه، وكيل وزارة الأشغال العامة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن جميع جدران الدعم انهارت خلال الانهيارات الثلجية الأخيرة، مضيفا أن الإجراءات المناسبة لحماية الممر من الانهيارات الثلجية ستكلف ما يتراوح بين "30 و40 مليون دولار على الأقل".
بدوره، أفاد عبد القدير قدير، مدير هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أنه "بالرغم من عدم إمكانية التنبؤ بالزلازل والفيضانات والانهيارات، إلا أن تنبؤاتنا الجوية أشارت إلى تساقط غزير للثلوج في منطقة سالانغ".
وفي حين يقر المسؤولون بأهمية علم الأرصاد الجوية الهيدرولوجية في منع وإدارة الكوارث الطبيعية إلا أنهم يشعرون بالقلق حيال الضعف المؤسسي الذي تعاني منه هيئة الأرصاد الجوية الوطنية. حيث قال قدير: "إننا نفتقر للقدرة التقنية والموارد والأدوات الأساسية للحصول على تنبؤات جوية وتحليلات مناخية موثوقة".
ويرى المسؤولون أن نقص الأدوات القادرة على كشف وجود مسافرين محاصرين والمساعدة في إنقاذهم تسبب في عرقلة جهود إنقاذ الأرواح.
وتعتمد الحكومة عادة في مواجهة مثل هذه الكوارث على النوايا الحسنة للأمم المتحدة والقوات الدولية والجهات غير الحكومية الأخرى. وفي هذا السياق، أفاد نيكولا ميلينديز، المتحدث باسم القوة الدولية للمساعدة في أفغانستان (إيساف) أن المنظمة استجابت لطلب المساعدة "بسرعة كبيرة" وساعدت في إجلاء الكثير من المسافرين المحاصرين.
ad/cb-amz