يتخلى عدد كبير من المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في المناطق التي ضربها الجفاف في شرق أوغندا عن الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بسبب نقص الغذاء في وقت يحذر فيه المسؤولون من أنه إن لم يتوفر لهؤلاء المزيد من الغذاء فإن ذلك سيعرضهم لمقاومة الدواء ومن ثم الوفاة.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز، قال موسى ايكويرو وزير الدولة للإغاثة والاستعداد للكوارث واللاجئين: وجدنا في التقييم الذي أجريناه في تيسو (إقليم فرعي في شرق أوغندا) أن المصابين بفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز في الإقليم يتناولون أدويتهم المضادة للفيروسات القهقرية في حال توفر الغذاء وفي غيابه يوقف الكثير منهم تناول أدويتهم المضادة للفيروسات القهقرية ويخاطرون بحياتهم".
وقد عصفت موجة الجفاف الطويلة بالمحاصيل التقليدية بالإقليم تاركة مئات الآلاف من الناس جوعى ويعيشون على شراء وجبة من الذرة بدلاً من أكل غذاء متوازن من مزارعهم.
بدوره، قال أوماكس هيبرون أوميدا، المفوض المقيم لمقاطعة أموريا بشرق أوغندا: "لم أر من قبل مثل تلك المجاعة- فالناس غير قادرين على شراء وجبة لعدة أيام. وأكثر الناس تعرضاً للضرر هم الذين يتناولون الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. وإذا لم تتدخل الحكومة قريباً بزيادة إمدادات الغذاء سيواجه الناس الموت المحتم".
وقال يوليوس أوتشين أحد سكان أموريا أنه توقف عن تناول علاجه الخاص بفيروس نقص المناعة البشري. وأضاف قائلاً: "عندما تأخذ تلك الأدوية دون أن تأكل فإنها تشعرك بالضعف فهي تنقص من قوتك- وتشعرك بالرغبة في التقيؤ".
وقالت روز أنيات، إحدى المقيمات في أموريا: "إذا لم تعالج الحكومة أزمة الغذاء سيموت الكثير من الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية".
وقالت باتريس أوكواري، مدير فرع منظمة دعم مرضى الإيدز في منطقة سوروتي: "صحيح أن أدوية السل ومضادات الفيروسات القهقرية أدوية قوية جداً وإذا تم تناولها دون غذاء يشعر المرء بالدوار والضعف ولكننا نشجع الأشخاص على تناول الأدوية".
وأضافت قائلة: "نحن نقوم بتوعية الأشخاص الذين يتناولون مضادات الفيروسات القهقرية على الاستمرار في تناول الدواء لأن التقصير في ذلك سيكون له آثار جانبية".
وتضعف التغذية الرديئة من دفاعات الجسم ضد الفيروسات وتُعجِّل من تطور فيروس نقص المناعة البشري إلى الإيدز وتجعل من الصعب على المرء تناول الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية التي يمكن أحياناً أن تزيد من شهية المريض. ويمكن أن يساعد الغذاء الكافي على خفض بعض الآثار الجانبية لمضادات الفيروسات القهقرية ويعزز الالتزام بتناول الدواء.
وقالت زينبو أكول، مديرة برامج فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز في وزارة الصحة أن موظفي الصحة في المراكز الطبية الحكومية كانوا يحذرون المرضى من أخطار وقف جرعات الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية.
وأضافت قائلة: "لقد أخبرناهم صراحة أن هذا هو خيار بين الحياة أو الموت"، مضيفة أن بعض المرضى قد أخذوا بالنصيحة وعادوا إلى تناول أدويتهم.
وقد قامت الحكومة بإنفاق حوالي 10 ملايين دولار على الغذاء من أجل إقليم تيسو مع تخصيص بعض تلك الأموال بصورة خاصة للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري، ولكن القيادات المحلية تقول أن هناك حاجة إلى المزيد، كما ذكرت وسائل الإعلام المحلية، وأن أكثر من 40 شخصاً في الإقليم قد ماتوا بسبب الجوع منذ شهر مايو.
نقص في الغذاء
وقال باتريك أموريات، مدير مجموعة تيسو البرلمانية أن "الغذاء الذي يحصل عليه أهلنا هو قطرة في محيط. فما الذي يمكن أن يفعله كوب واحد من الفاصوليا وكوبان من البوشو (دقيق الذرة)؟ هذا يكفي فقط لوجبة واحدة".
وقال الوزير ايكويرو: "نولي الآن اهتماماً خاصاً بالأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، ونناقش مع وزارة الصحة عمل حزمة من الترتيبات الخاصة لمساعدة هؤلاء الضعفاء. فهم يحتاجون إلى الدعم بأغذية تكميلية توازن نظامهم الغذائي".
وقد تم وضع 17 مقاطعة في شمال غرب وشمال شرق وشرق أوغندا على قائمة المناطق الأكثر تضرراً بالجفاف على مستوى البلاد. كما تواجه 31 مقاطعة أخرى "نقصاً حاداً في الغذاء" بينما تم تصنيف أربع مقاطعات بأنها متوسطة الضرر.
Get the day’s top headlines in your inbox every morning
Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.
DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.
Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.
It’s the perfect way to start your day.
Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.