أفاد مسؤول سابق في مجال المساعدات الإنسانية بمصر أن عدم وجود مرافق التخزين السليم في مدينتي العريش ورفح شمال شرق مصر يمكن أن يعزى جزئياً لعدم كفاءة أنظمة توصيل المواد الغذائية وغيرها من المساعدات لقطاع غزة وتعدد العراقيل في هذا المجال.
وأوضح أحمد عرابي، مدير عمليات الإغاثة بجمعية الهلال الأحمر المصري خلال الفترة بين يونيو/حزيران 2008 وأبريل/نيسان 2009 أن المستودع الوحيد الذي يعمل في مدينة العريش تم استئجاره جزئياً من قبل برنامج الأغذية العالمي، ولم يتم تخصيص سوى جزء صغير من مساحته لجمعية الهلال الأحمر المصري. كما لا يتم تخزين جميع المساعدات الغذائية الواصلة إلى مدينة العريش بشكل ملائم مما يؤدي إلى إهدارها.
وقد شكلت مدينة العريش الساحلية محوراً رئيسياً للمساعدات والهبات القادمة خلال وبعد الهجوم الإسرائيلي (الذي استمر من 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 حتى 18 يناير/كانون الثاني 2009).
وتعمل جمعية الهلال الأحمر المصري بشراكة وثيقة مع برنامج الأغذية العالمي لتسهيل مرور بضائع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في قطاع غزة.
من جهته، أخبر بكيم محمودي، رئيس الخدمات اللوجستية ببرنامج الأغذية العالمي في الأرض الفلسطينية المحتلة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن البرنامج لم يصادف أي مشاكل تخزين أو وصول في مدينة العريش. وجاء في قوله: "لقد قمنا بشراء مساعداتنا الغذائية من السوق المحلية في مصر وخزناها في مخزننا بمدينة العريش. وقد وصلت إلى غزة بنجاح". وأضاف محمودي أنه لم يعد لبرنامج الأغذية العالمي أية معونات غذائية في مدينة العريش بحدود منتصف مايو/أيار.
وتتمثل بعض الأسباب الأخرى للتأخير وصعوبات توصيل المساعدات إلى غزة في الإغلاق المتكرر وغير المجدول لمعبر رفح مما يضطر بعض المساعدات لسلوك طرق طويلة وغير مباشرة.
وقد كان لا بد من نقل الكميات الكبيرة من المساعدات - القادم معظمها من الدول العربية والإسلامية - بالشاحنات من مدينة العريش إلى العوجة (50 كلم من رفح على الحدود بين غزة ومصر) ومنها إلى معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) بإسرائيل ثم إلى غزة، وفقاً للتحديث الإنساني الإقليمي لشهر يناير/كانون الثاني 2009 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وقد أصبح معبر كرم أبو سالم المدخل الرئيسي للمساعدات القادمة من إسرائيل ولكنه لم يصمم للتعامل مع كميات كبيرة من المساعدات كما أن القيود الإسرائيلية الصارمة تحد من سرعة الإجراءات على المعبر.
وقد تم استخدام معبر رفح بشكل رئيسي لمرور المساعدات الطبية في حين استُخدِم معبر كرم أبو سالم للأغذية والمساعدات الأخرى.
وثائق غير صحيحة
ويمكن التعرف على بعض المشاكل الأخرى التي تعيق تقديم المعونة لقطاع غزة من خلال التحديث الإنساني الإقليمي لشهر يناير/كانون الثاني 2009 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، والذي جاء فيه أن "الكثير من التبرعات وصلت إلى مدينة العريش دون وثائق صحيحة أو إشارة واضحة إلى المعني باستلامها، مما صعب تمريرها إلى غزة. فمنذ 31 يناير/كانون الثاني، كان 3,000 طن من الإمدادات الإنسانية التي عبرت الحدود إلى إسرائيل عبر العوجة تخزن في كرم أبو سالم بسبب عدم وجود تصريح لدخولها إلى غزة. وقد دفع هذا الأمر سلطات الحدود في العوجة إلى عدم قبول الشحنات الإنسانية غير المرفقة بوثائق صحيحة. وبسبب ذلك لم يجد العديد من سائقي الشاحنات خيارات أخرى سوى العودة إلى العريش وتفريغ شحناتهم في ملعب البلدية، مما تسبب في تكدس حوالي 12,000 طن متري من الإمدادات الإنسانية في الملعب".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، لا حظ أحد مراسلي شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أكياساً من المساعدات الغذائية ملقاة على الأرض في الاستاد الرياضي الرئيسي في العريش. ويُعتقد أن هذه الأكياس هي من مخلفات المساعدات التي لا تزال تنتظر شحنها إلى قطاع غزة.
التخلص من المساعدات الغذائية
الصورة: إيريكا سيلفرمان/إيرين |
السلطات في غزة تسجل الشاحنات المارة من خلال معبر رفح بعد استلام الواردات من معبر كرم أبو سالم (صورة أرشيفية) |
من جهته، أفاد محمود أبو المجد، مدير مكتب جمعية الهلال الأحمر المصري في مدينة العريش، أن معظم المساعدات التي رُميت في القمامة كانت جزءاً من القافلة الليبية. وكانت حوالي 100 شاحنة محملة بالمساعدات قد وصلت من ليبيا إلى مدينة العريش خلال الهجوم الإسرائيلي ولكن الكثير منها كان يفوق الوزن المسموح به وبالتالي مُنِعت من دخول غزة. وقد تم تحويل بعض من هذه المساعدات باتجاه معبر العوجة الحدودي بعد إعادة تعليبه وفقاً لمعايير الوزن المنصوص عليها. وأضح أبو المجد أن الكمية غير المستخدمة من المساعدات الغذائية والطبية تكاد تكون "غير جديرة بالذكر".
وقد يكون من الصعب الحصول على صورة أوضح لمصير المساعدات في غزة في ظل منع الصحفيين من الوصول إلى ميناء ومطار العريش حيث يعتقد أن هناك المزيد من المساعدات المخزنة.
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions